في قفزة بقطاع التعدين، الذكاء الاصطناعي يكشف عن كنوز معادن خفية في أماكن غير متوقعة

⬤ استخدمت شركة باسم Earth AI الذكاء الاصطناعي لاكتشاف معادن حيوية في مناطق غير مستكشفة سابقاً.

⬤ طورت الشركة خوارزميات متقدمة لتحليل البيانات التاريخية والتنبؤ بمواقع المعادن بدقة تفوق الطرق التقليدية.

⬤ أثبتت Earth AI نجاح تقنيتها بعد تحقيق معدلات اكتشاف عالية وتوفير كبير في تكاليف عمليات التنقيب.

في تطور قد يُحدث تغييراً جذرياً في إمدادات المعادن الحيوية عالمياً، أعلنت شركة Earth AI الأسترالية الناشئة عن اكتشافات مهمة لموارد النحاس والكوبالت والذهب والفضة والموليبدينوم والقصدير والتنجستن في مناطق لم تكن محط اهتمام عمليات الاستكشاف التقليدية. وقد تحقق هذا الاختراق بفضل خوارزميات الذكاء الاصطناعي المتطورة، ما يمهد لعهد جديد في اكتشاف الموارد، ويعزز من سرعة تحديد المواد الأساسية اللازمة للانتقال نحو الطاقة النظيفة وغيرها من القطاعات.

تأتي هذه الكشوفات في أعقاب نجاحات سابقة لشركات تعتمد على الذكاء الاصطناعي، مثل شركة KoBold التي أعلنت مؤخراً عن اكتشاف كبير للنحاس في زامبيا. وقد كشفت Earth AI لموقع TechCrunch عن نتائج واعدة في عدة مواقع بأستراليا.

حول أهمية التقنية في قطاع التعدين، يؤكد رومان تسليوك، المؤسس والرئيس التنفيذي في Earth AI، أن «الحدود الحقيقية في التعدين ليست جغرافية بقدر ما هي تكنولوجية.»

كان تسليوك، المولود في أوكرانيا، قد طور التقنية الأساسية للشركة خلال دراسته للدكتوراه في جامعة سيدني، حيث أدرك أن عقوداً من بيانات التعدين التاريخية لم تُستغل بالشكل الأمثل. ووضع رؤيته لتطوير خوارزمية قادرة على التعلم من النجاحات والإخفاقات السابقة لتقديم توقعات أكثر دقة لمواقع المعادن.

مواضيع مشابهة

بدأت Earth AI نهجها الأولي باستخدام برامجها التنبؤية لتحديد مواقع محتملة للترسبات المعدنية، ومن ثم تقديم هذه المعلومات لشركات التعدين. إلا أن الصناعة، التي تتسم بالحذر تجاه الاستثمارات الكبيرة في التقنية غير المثبتة، لم تتفاعل بسرعة مع هذا النهج. ونتيجة لذلك، قررت الشركة تطوير معدات الحفر الخاصة بها للتحقق من دقة تنبؤاتها، وهو القرار الذي أثبت نجاحه، حيث حصلت Earth AI على قبول في برنامج Y Combinator خلال ربيع 2019، وتمكنت من جمع 20 مليون دولار أمريكي في جولة تمويل من الفئة B في يناير الماضي.

تختلف استراتيجية الذكاء الاصطناعي التي تعتمدها Earth AI عن نهج شركات أخرى مثل KoBold، إذ صُممت خوارزميات الشركة للمسح السريع لمساحات شاسعة، ما يتيح الكشف عن الترسبات التي لم تتمكن أساليب الاستكشاف التقليدية من تحديدها.

في إطار عمليات التحقق الميدانية الأخيرة، أكدت Earth AI وجود ستة مواقع معدنية جديدة ضمن تراخيصها الحصرية. ففي مشروع Kooranjie، الواقع على بعد 500 كيلومتر شمال غرب سيدني في ولاية نيو ساوث ويلز، كشفت عمليات الاستكشاف الأولية المدعومة بالذكاء الاصطناعي عن عينات غنية تحتوي على ما يصل إلى 0.26% من التنجستن، و23.6 جزءاً في المليون من الفضة، و0.052% من الموليبدينوم، و0.044% من القصدير. ومن المقرر تنفيذ عمليات استكشاف إضافية وبرنامج حفر أولي في مايو المقبل، في منطقة تُعرف بترسباتها الغنية بالقصدير وقربها من مناجم كبرى للنحاس والذهب والفضة.

أما في مشروع Elkedra، الذي يقع على بعد 240 كيلومتراً جنوب غرب تينانت كريك في الإقليم الشمالي، فقد نجح برنامج الذكاء الاصطناعي الخاص بالشركة في تحديد ثلاث مواقع جديدة تحتوي على تركيزات تصل إلى 0.39% من الكوبالت، و1.39% من النحاس، و0.685 جرام في الطن من الذهب. ويأتي هذا المشروع بعد تقييم شامل أجرته الشركة لتوقعات الترسبات المعدنية في جميع أنحاء الإقليم، ويقع ضمن مقاطعة جيولوجية ذات إمكانيات كبيرة لترسبات النحاس المشابهة لمناجم تينانت كريك.

تعتمد منصة الاستهداف المعدني الخاصة في Earth AI على الذكاء الاصطناعي المدرب على نطاق واسع باستخدام بيانات الاستشعار عن بعد والجيوفيزياء والاستكشاف. وتتفرد هذه التقنية بقدرتها على العمل في البيئات غير المستكشفة والتي تفتقر إلى البيانات، مما يميزها عن تقنيات الاستكشاف التقليدية التي تركز غالباً على المناطق القريبة من المناجم القائمة.

تأسست Earth AI في عام 2017، وحققت معدل نجاح في الاكتشافات بلغ 75%، مع تسريع عمليات التنقيب بمعدل أربع مرات وتقليل التكاليف بنسبة تصل إلى 75%. وتعمل الشركة في ولاية نيو ساوث ويلز، كما تمتلك مكتباً في لوس أنجلوس. وإلى جانب سعيها لضمان إمدادات المعادن الحيوية لمستقبل مستدام، تهدف Earth AI إلى تطوير سلاسل إمداد عالمية مرنة.

شارك المحتوى |
close icon