فيلم مشتق من لعبة شهيرة يحطم الأرقام القياسية ويجمع 163 مليوناً في أسبوع واحد
⬤ حقق فيلم Minecraft افتتاحية تاريخية بإيرادات بلغت 163 مليون دولار، متجاوزاً رقم Mario السابق.
⬤ يظهر نجاح الفيلم الكبير قوة تأثير Minecraft بين جيلَي Z وألفا وتغير ديناميكيات جمهور السينما.
⬤ قبل عامين، حطم فيلم Mario المستوحى أيضاً من لعبة الأرقام القياسية، مما أعاد الاهتمام بالمجال.
في مفاجأة هزت أوساط صناعة السينما، اقتحم فيلم A Minecraft Movie شباك التذاكر في الولايات المتحدة، محققاً افتتاحية مذهلة بلغت 163 مليون دولار خلال عطلة نهاية الأسبوع هنالك، متجاوزاً التوقعات وحتى الأرقام القياسية السابقة.
أطاح هذا الإنجاز بفيلم The Super Mario Bros. Movie الذي عُرض قبل عامين بإيرادات بلغت 146.4 مليون دولار، ليمنح Minecraft لقب أفضل افتتاحية لفيلم مقتبس عن لعبة فيديو في التاريخ.
لكن هذا الإنجاز لا يُختزل فقط في الأرقام، بل يعكس أيضاً تنامي التأثير الثقافي للعبة البناء الشهيرة. فرغم كونها اللعبة الأكثر مبيعاً على الإطلاق بعدد نسخ تجاوز 350 مليون، إلا أن عمر Minecraft البالغ 14 عاماً بدا قصيراً نسبياً أمام إرث Mario الذي يمتد لأربعة عقود، والتي جسدت رمزاً أيقونياً لصناعة الألعاب منذ ظهورها الأول في ثمانينيات القرن الماضي.
استفاد فيلم Mario الصادر عام 2023 من قاعدة جماهيرية متعددة الأجيال، جمعت بين عشاق الحقبة الذهبية لألعاب NES وجيل اللاعبين الصغار اليوم. ورغم ذلك، نجحت Minecraft في تخطي هذا التأثير واسع النطاق، مستفيدة من شعبيتها في أوساط الجيل Z والجيل ألفا، في ظل تغير ديناميكيات جمهور الأفلام. إذ باتت الفئة العمرية بين 18 و35 عاماً المحرك الرئيسي لنجاح الأفلام الكبرى، كما أثبتت ذلك سابقاً أعمال مثل Spider-Man: No Way Home إبان فترة الجائحة. وبالفعل، توافد أفراد هذه الأجيال بكثافة لمشاهدة الفيلم، بصحبة إخوتهم الأصغر أو حتى أطفالهم.
يتزامن هذا التحول اللافت مع ما يشبه النهضة لأفلام ألعاب الفيديو، إذ تبدل المشهد جذرياً منذ الفشل التجاري لفيلم Super Mario Bros. الأصلي عام 1993. ففي السنوات الأخيرة، شهدت الساحة نجاحات جماهيرية ونقدية مثل مسلسل The Last of Us من إنتاج HBO، إلى جانب أفلام حققت نجاحاً ضخماً مثل Sonic the Hedgehog وDetective Pikachu. ويشبه هذا التطور ما حدث في أفلام الأبطال الخارقين، حيث تحول الالتزام بأصول المادة الأصلية من أمر «ساذج» إلى عنصر يُحتفى به ومنتظر من الجمهور.
لقد نضجت نظرة هوليوود تجاه ألعاب الفيديو، فبعد أن كانت في مقام «الثقافة الهابطة» التي تحتاج إلى تغييرات جذرية لتناسب الشاشة، بات يُنظر إليها اليوم كمواد أصيلة ذات جاذبية كامنة تستحق التقدير.
في حين استفاد فيلم Minecraft من وجود نجمَين لامعَين مثل جايسون موموا وجاك بلاك، يُجمع المراقبون على أن قوة العلامة التجارية Minecraft هي التي صنعت الفارق الحقيقي، مبرهنة على مدى عمق ارتباط جمهورها بها.
أما لعشاق عالم مملكة الفطر، فلا داعي للإحباط مطلقاً، إذ أعلنت Nintendo في مارس 2024 أن الجزء الثاني من فيلم The Super Mario Bros. Movie قيد الإنتاج حالياً، وتستهدف إصداره في عام 2026، واعدة بقصة «مرحة وممتعة.»
مع ذلك، تتجلى الرسالة الأوضح الآن في أن Minecraft، وفي ربع الزمن الذي احتاجته Mario لترسيخ مكانتها، استطاعت أن تبني لنفسها موقعاً راسخاً في الثقافة الشعبية، متحدية التسلسل الهرمي الراسخ، ومعيدة تعريف ماهية القوة التي يمكن أن تمثلها ألعاب الفيديو في مخاطبة الجمهور العالمي.
