فيلم سيصدر غداً يدعي أنه كشف هوية مؤسس بيتكوين الغامض، ساتوشي ناكاموتو
⬤ يدعي فيلم وثائقي قادم من HBO الكشف عن هوية مبتكر البيتكوين، بعد فشل محاولات سابقة.
⬤ مع اقتراب العرض، نشطت محافظ خامدة منذ 2009، والتي قد يكون لأصحابها صلة بالشخصية.
⬤ على الرغم من إطلاقع بيتكوين قبل 14 عاماً، لا تزال هوية «ساتوشي ناكاموتو» مجهولة حتى اليوم.
تستعد شبكة HBO لعرض فيلم وثائقي تدعي فيه كشف هوية مبتكر عملة بيتكوين، ساتوشي ناكاموتو. ويقف وراء هذا التحقيق الأخير صانع الأفلام الحائز على جائزة إيمي، كولين هوباك، والمعروف. ومن المقرر بث الفيلم الوثائقي يوم غد الثلاثاء، الساعة الخامسة فجراً بتوقيت الإمارات العربية المتحدة.
غدت عملة بيتكوين ظاهرة مالية منذ إنشائها في العام 2009، وبات يُنظر إليها على أنها مخزن للقيمة من قبل أولئك الذين يتوجسون قلقاً بشأن العملات التقليدية. فضلاً عن كونها أداة شائعة للأنشطة غير القانونية، مثل الاتجار بالممنوعات، والاحتيال الرقمي. وبدعم من شخصيات مؤثرة مثل إيلون ماسك، نمت بيتكوين لتصل إلى سوق تتعدى قيمته اليوم 1.22 ترليون دولار أمريكي، لدرجة دفعت حتى البنوك المركزية لاعتبارها منافساً محتملاً لأنظمتها.
قد يثير الكشف عن هوية مبتكر العملة الرقمية الأشهر تساؤلات خطيرة. وقد يورط ساتوشي في جرائم لا حصر لها، وقد يجعله أيضاً أحد أغنى الناس في العالم، بثروة تقدر بحوالي 1.1 مليون بيتكوين، أي ما يكافئ حوالي 66 مليار دولار أمريكي.
من المثير للاهتمام أنه ومع اقتراب موعد عرض الفيلم الوثائقي المزمع، لوحظت عودة عدد من محافظ بيتكوين القديمة إلى النشاط. ووفقاً لما أوردته مجلة Bitcoin Magazine، فقد جرى نقل ما قيمته حوالي 16 مليون دولار من عملة بيتكوين من حسابات كانت خامدة لمدة 15 سنة، منذ العام 2009. ومن المحتمل جداً أن يكون منشؤو هذه المحافظ من أوائل المتعاونين مع ساتوشي.
بقيت هوية ساتوشي ناكاموتو الحقيقية لغزاً على مدار السنين. وهو الذي نشر المستند التقني للبيتكوين في العام 2008، وساعد في تطوير النظام، قبل أن يتوارى عن الأنظار في العام 2010. وشهد العالم مذ ذلك الحين محاولات عدة للكشف عن هوية المذكور. ففي العام 2014، أُشير إلى الياباني الأمريكي، دوريان ناكاموتو، على أنه الشخصية الحقيقية، لكنه أنكر الأمر. ولاحقاً في العام 2016، ادعى الأسترالي كرايغ ستيفن رايت أنه ساتوشي، بيد أنه فشل في تقديم دليل على ذلك، ونُزع عنه هذا الادعاء بقرار من محكمة بريطانية.
من جانبهم يعارض الكثيرون في مجتمع بيتكوين الجهود المبذولة لتحديد هوية ساتوشي، بحجة حقهم في الحفاظ على الخصوصية. كما وقد يكون للكشف المحتمل عن هوية ساتوشي آثار بعيدة المدى؛ إذ قد يؤثر على قيمة بيتكوين وغيرها من العملات المشفرة، ولربما أثر أيضاً على النهج التنظيمي للعملات الرقمية.
أخيراً، من المنتظر أن تلقى ادعاءات الفيلم الوثائقي حملة تدقيق مكثفة من قبل مجتمع العملات المشفرة. إذ سيطالب كثيرون بدليل ملموس قبل تقبل الكشف عن أي هوية كانت. ولكن في حال ثبتت صحة تلك الادعاءات، فسيكون ذلك حلاً لواحد من أكبر الألغاز في عصر الإنترنت.