فن اضاءة .. أساسيات في التصوير الفوتوغرافي والسينمائي
فن إضاءة حجر أساس في البنية التحتية للتصوير الفوتوغرافي والسينمائي على حدِ سواء، وقد يتبادر إلى الأذهان أنه أمر بسيط يمكن التعامل معه بمجرد توفير مصدر ضوئي ليس أكثر؛ لكن من الجيد أن تعلم أن عالم التصوير بمختلف أنواعه بحر عميق زاخر بالتفاصيل الجوهرية التي تحتاج التعمق فيها، فإنه يتطلب الإتقان باعتباره فن بحد ذاته.
- التصوير الفوتوغرافي والسينمائي
- فن التصوير الضوئي
- أساسيات في التصوير الفوتوغرافي والسينمائي
- الاستفادة من الإضاءة المتوفرة في موقع التصوير
- أفضل أوضاع درجة إضاءة التصوير
- نصائح لالتقاط صور احترافية
- هل تغني الهواتف الحديثة عن الكاميرات الاحترافية عند التصوير؟
التصوير الفوتوغرافي والسينمائي
التصوير الفوتوغرافي من الفنون القائمة أساسًا على توظيف الكامبرا ملائمة بمواصفاتٍ عالية لغايات رصد الضوء والتقاطه بواسطة عدستها، ويعتمد الأمر على وجود مستشعر رقمي أو فيلم مثلًا، ويشار إلى أنه يفتح الأفق أمامك لالتقاط الأطوال الموجية للأضواء والتي يصعب على العين المجردة رؤيتها؛ ولكن هذه الكاميرا توضحها دون قيود؛ منها الأشعة الراديوية وتحت الحمراء وأيضًا فوق البنفسجية، ومن هنا اتخذ فن اضاءة مكانة مرموقة يستوجب الاهتمام به حتى يكون التصوير احترافيًا سواء كان فوتوغرافيًا أو سينمائيًا.
فن التصوير الضوئي
بمعنى آخر الرسم باستخدام الضوء لإنشاء لقطات ترتكز أساسًا على التأثير الضوئي في محيط المصور، حيث ترصد عدسة الكاميرا لحظات تعتمد على بناء خيال مستوحى من الأشعة المنعكسة للمشهد فوق مادة تتأثر جدًا أمام الضوء، بالتالي تخضع للمعالجة لإنتاج صورة طبق الأصل، ويشار إلى أن فن إضاءة يرتكز على وجود مستشعر حساس للضوءي تمركز خلف العدسة بغض النظر عما إذا كانت زاوية عريضة أو مقربة أو حتى معيارية؛ بالتالي الاحتفاظ بالصور في أعماق فيلم يعتمد على مواد كيميائية.
أساسيات في التصوير الفوتوغرافي والسينمائي
الاحتراف والإبداع في مجال التصوير الفوتوغرافي يتطلب حتمًا إتقان المبادئ والخطوات التي يحتاج المصور المبتدئ للتعرف عليها وإدراجها ضمن قائمة أولوياته ليخطو خطاه نحو الاحتراف، ومن أبرزها:
مصدر الإضاءة
يعتمد مصدر الإضاءة على نوع التصوير المراد احترافه، وتتفاوت الأنواع بين فلاش الكاميرا والإضاءة المنبعثة عن المصابيح والأسقف، وأيضًا أشعة الشمس، لكن لا بد من التأني باختيار الإضاءة الملائمة بما يتماشى مع لون واتجاه الضوء وسطوعه لضمان التأثير إيجابيًا بمظهر الصورة.
أوضاع التصوير
تلح الحاجة على المصور بتغيير الحالات التي يعتمدها بالتصوير باستمرار بما يتلائم مع موضوعه؛ وذلك لضمان الخروج بصورة ذات جودة عالية، وحتى يتسنى له ذلك عليه التلاعب وضبط إعدادات الكاميرا، ومنها:
- عدسة التكبير والتصغير، يحتاج إليها المصور للتحكم بمدى قرب وبعد الأشياء حسب قربها وبعدها عن الكاميرا.
- إعداد الماكرو، تظهر الحاجة إليها للتعامل مع الوضعيات الملتقطة بواسطة عدسة الكاميرا عن قُرب، ما يضاعف درجة التركيز، كما يمكن استخدامها لرفع مستوى التركيز على الأجسام البعيدة نسبيًا.
- المؤقت: إعداد ضروري لالتقاط الصور التي تُظهر مجموعة من الأشخاص كما هو الحال في المناسبات وحفلات الزفاف،حيث يضطر المصور لتثبيت الكاميرا فوق المنضدة لالتقاط أفضل صورة.
- الفلاش، رغم النصح بالتخلي عنه غالبًا وتحديدًا في حال وفرة مصدر ضوئي جيد، لكن لا بد من التحكم بالفلاش للعمل تلقائيًا في حال عدم توفر إضاءة سيئة في موقع التصوير.
الاستفادة من الإضاءة المتوفرة في موقع التصوير
انطلاقًا من الأهمية التي تحظى بها أي إضاءة في مجال التصوير عند التوجه لالتقاط اللحظات الجميلة، فإن هناك مجموعة من النصائح الذهبية ليتمكن المصور الحصول على أفضل صورة بوجود إضاءة مثالية بغض النظر كانت اصطناعية أو طبيعية، ومن الطرق المثالية للاستفادة منها ما يلي:
استغلال الطقس
قد تدور العديد من التساؤلات في الأذهان حول كيفية استغلال ظروف الطقس وعلاقتها في التصوير؛ لذلك فقد آن الوقت لإعلامك بأن الجو الغائم المليء بالسحب والضباب يؤثر سلبًا على الدرجة الطبيعية للإضاءة، ويزداد الأمر في حالات المطر، وفي تفسير الظاهرة فإن ميل محور الأرض يبتعد كثيرًا عن كوكب الشمس في غضون فصل الشتاء؛ لذلك فإن حدة زاوية الإضاءة تزداد أكثر من أي وقتٍ مضى في الشتاء، إلا أن الضوء الاتجاهي يصبح وفيرًا في هذه الفترة لالتقاط الصور.
من ناحيةٍ أخرى فإن فصل الصيف يظهر مشكلة أخرى تتمثل بارتفاع درجة الإضاءة فوق الحد المطلوب نظرًا لاستقرار الشمس في قلب السماء خلال ساعات النهار الطويلة، ما يجعل ساعات الظهيرة غير مناسبة لالتقاط المشاهد ورصدها.
استغلال ساعات النهار
يبتعد المصورون عادةً عن فكرة التقاط الصور تحت تأثير الضوء المتجه من الأعلى للأسفل بفعل سطوع أشعة الشمس نهارًا، وتحديدًا في حال صفو السماء وخلوها من الغيوم، ما يثر على شدة الإضاءة؛ بالتالي فإن قوة التباين تكون ملحوظة على إنتاج الصور، ولكن هناك توجه لاستغلال فترة غروب الشمس التي يرافقها انتشار الأضواء في الغلاف الجوي للأرض؛ إذ تعج السماء بالأطوال الموجية الأقل طيفًا منها البنفسجي والأزرق؛ ما يجعلها تلامس الجسيمات الموجودة في الغلاف الجوي، لذلك يطغى الدفء على الألوان ويجعلها خافتة، من هنا يعد الوقت مثاليًا حتى سمي بالساعة الذهبية.
الإضاءة المتاحة للصور الشخصية
من الممكن الاعتماد على إضاءة طبيعية بحتة في تعزيز جودة الصورة الملتقطة، حيث توفر بعض البيئات الداخلية هذا النوع من الإضاءات، منها النافذة التي ترسل إضاءة خافتة تتشابه كثيرًا مع الوحدة المخصصة لتخفيف الضوء في الاستوديوهات، لذلك يمكن التخلي عن الأضواء الصناعية أو الاقتراب من النوافذ.
أفضل أوضاع درجة إضاءة التصوير
هناك العديد من الخيارات المتاحة أمام المصور حتى يحترف التقاط الصورة بجودة عالية، وذلك باختيار أفضل أوضاع درجة إضاءة التصوير التالية:
- اختيار الوضع اليدوي M مع درجة حساسية تلقائية ISO في حالة الإضاءة الطبيعية.
- ألا تتجاوز سرعة الغالق 1/200 ثانية.
- أن تكون وضعية فتحة العدسة f/8 في ظل حساسية ISO التلقائية.
- اعتماد أنواع كاميرا تعود بأفضل أداء في ظل انخفاض درجة الإضاءة.
نصائح لالتقاط صور احترافية
هناك العديد من النصائح الممكن أخذها بعين الاعتبار عند الرغبة في التقاط صورة احترافية، ومنها ما يلي:
- الاطلاع والتعمق على المبادئ التي يقوم عليها التصوير الفوتوغرافي.
- عدم التردد في التنويع بالتقنيات المستخدمة بالتصوير، والاستعانة بالمحترفين للتعرف أكثر.
- ضرورة الاندماج بمختلف أنواع التصوير ومظاهره والتعرف على ما يؤثر سلبًا وإيجابيًا في آنٍ واحد.
- التعمق بتفاصيل التصوير البورتريه والفوتوغرافي الأسود والأبيض.
- اتخاذ المصور عدة وضعيات خلال التقاط الصور مثل الانحناء أو الاستلقاء أرضًا وغيرها.
- تثبيت الكاميرا بشكل جيد خلال التصوير لضمان رصد أفضل اللحظات.
- التخلي عن الفلاش في حالات وجود إضاءة جيدة، ولا يلجأ إليه إلا في حالات سوء الإضاءة.
هل تغني الهواتف الحديثة عن الكاميرات الاحترافية عند التصوير؟
تسود الكثير من الاعتقادات أن الجودة العالية الطاغية على كاميرات الهواتف الذكية الحديثة تغني تمامًا عن اقتناء كاميرات احترافية لالتقاط الصور، لكن من الرائع أن الشركات المصنعة للهواتف قد تمكنت فعلًا من إضفاء لمسات مميزة على كاميرات الهواتف، فإن الكثير من الهواتف قد تفوقت فعليًا على أفضل الكاميرات المخصصة للتصوير فقط، وتساهم فعليًا في رصد اللحظات وإيقافها بأجمل الصور.