فشلت 51 مرة! قصة نجاح Angry Birds اللعبة التي حولت الإفلاس إلى مليارات
ما هي قصة نجاح Angry Birds؟ ليست كل النجاحات ولدت من فكرة عبقرية أو انطلاقة مثالية، فبعضها خرج من تحت أنقاض الفشل المتكرر واليأس الكامل. أشهر مثال على ذلك، لعبة Angry Birds التي لم يكن نجاحها ضربة حظ، بل كانت المحاولة رقم 52 لشركة كانت على بعد خطوات من الإفلاس. قصة لعبة بدأت برسمة ساخرة ومرت بـ51 إخفاقًا متتاليًا، قبل أن تتحول إلى ظاهرة عالمية تدر مليارات الدولارات. هذه ليست حكاية لعبة عابرة، بل درس مهم عن الإصرار والإيمان بالفكرة حتى آخر نفس. في هذا المقال، سوف نتعرف على فشلت 51 مرة! قصة نجاح Angry Birds اللعبة التي حولت الإفلاس إلى مليارات.
قصة نجاح Angry Birds

بعض النجاحات تولد من رحم الإخفاق، وهذا بالضبط ما حدث مع لعبة أنجري بيردز Angry Birds، التي تحولت من مشروع يائس إلى واحدة من أنجح ألعاب الهواتف الذكية في التاريخ. إليك كواليس ولادة لعبة تحولت من فشل متكرر لأسطورة على الإنترنت:
تعود القصة إلى عام 2003، عندما فاز ثلاثة طلاب من فنلندا بمسابقة لتصميم الألعاب. كان الفوز كافيًا ليمنحهم ثقة كبيرة، فأسسوا شركتهم الخاصة التي حملت اسم Relude قبل أن تُعرف لاحقًا باسم Rovio. في تلك اللحظة، اعتقدوا أن النجاح مسألة وقت فقط، وأن صناعة الألعاب ستفتح لهم الأبواب سريعًا، لكن الواقع كان أقسى بكثير من التوقعات.
اقرأ أيضا: بالصور مجموعة مدن عربية ظهرت في الألعاب العالمية
فشل متواصل

على مدار ست سنوات كاملة، عمل الفريق بلا توقف. جربوا كل شيء تقريبًا، ألعاب رعب وأكشن وألغاز وأفكار متنوعة. أطلقوا ما مجموعه 51 لعبة، بعضها لاقى قبولًا محدودًا ومعظمها مر دون أي صدى يذكر. لكن النتيجة كانت واحدة في كل مرة، لا نجاح حقيقي ولا لعبة قادرة على إنقاذ الشركة.
بحلول عام 2009، وصلت Rovio إلى حافة الانهيار. نفدت الأموال وتوقفت مصادر التمويل واضطر الفريق إلى تسريح معظم الموظفين. من شركة ناشئة مليئة بالطموح، لم يتبقى سوى 12 شخص فقط. وكانت الأسابيع القليلة القادمة كفيلة بإغلاق الأبواب نهائيًا إن لم تحدث معجزة.
في لحظة يأس، طلب الفريق أفكارًا جديدة من المصممين. كان المصمم Jaakko Iisalo مرهقًا نفسيًا وذهنيًا، فجلس ورسم طائرًا غريب الشكل، دائري بلا أقدام أو أجنحة بملامح غاضبة وحواجب ضخمة. بدا الرسم في البداية مثيرًا للسخرية، وضحك الفريق عليه لكنه ظل عالقًا في أذهانهم.
اللعبة رقم 52: محاولة أخيرة

بدأت الأسئلة تطرح نفسها: لماذا هذا الطائر غاضب؟ ما قصته؟ ومن هنا ولدت الفكرة البسيطة، خنازير خضراء سرقت بيض الطيور. أما أسلوب اللعب فكان أكثر بساطة، مقلاع وتصويب وتدمير بلا تعقيد ولا شروحات مطولة، فقط تجربة مباشرة وممتعة.
كانت هذه اللعبة هي المحاولة رقم 52. أُطلقت Angry Birds في ديسمبر 2009، وفي بدايتها لم تحقق أي صدى يُذكر، بل فشلت في أسواق كبيرة مثل الولايات المتحدة وبريطانيا، ما جعلها تبدو وكأنها فشل جديد يضاف إلى سجل Rovio الطويل.
لكن المفاجأة جاءت من مكان آخر. بدأت اللعبة تتصدر الترتيب في فنلندا، ثم انتقلت العدوى إلى السويد واليونان. الأرقام بدأت ترتفع تدريجيًا، ولاحظت شركة آبل هذا النمو غير المتوقع، فقررت إبراز اللعبة على متجر التطبيقات، وهنا تغير كل شيء.
اقرأ أيضا: اختيارات جوجل: أفضل ألعاب اندرويد 2025
لماذا نجحت Angry Birds فعلًا؟

خلال فترة قصيرة، تحولت Angry Birds إلى ظاهرة عالمية. لعبها الجميع، من الأطفال إلى كبار السن. وانتشرت في كل أنحاء العالم، حتى أصبحت أول لعبة على الهواتف الذكية تتجاوز مليار تحميل. الشركة التي كانت على وشك الإفلاس، أصبحت فجأة تساوي مليارات الدولارات. ويمكن القول بأن سر نجاح اللعبة لم يكن في الرسومات المتطورة أو القصة المعقدة، بل في ما يمكن تسميته بالإحساس الفوري بالمتعة. شدّ المقلاع كان مُرضيًا، وتحطيم الكتل كان ممتعًا، والتجربة كلها صممت لتناسب شاشات الهواتف الذكية الجديدة آنذاك دون أي مشكلة.
في النهاية، استعرضنا فشلت 51 مرة! قصة نجاح Angry Birds اللعبة التي حولت الإفلاس إلى مليارات. وتجدر الإشارة إلى أن قصة Rovio تثبت أن الفشل ليس نهاية الطريق، بل جزء منه. الشركة لم تتوقف بعد 10 محاولات، ولا بعد 20، ولا حتى بعد 50 فشلًا. استمرت لأنها كانت تؤمن بأنك تحتاج فقط إلى إصابة واحدة صحيحة. وربما تكون فكرتك القادمة هي المحاولة التي تغير كل شيء، ما دمت لا تتوقف عن المحاولة، ستصل بالتأكيد لما تصبو إليه.