فرنسا تقرر إضافة معيار محدد لقابلية الإصلاح لجميع الأجهزة الإلكترونية المباعة
على الرغم من التطور الهائل والمستمر للتقنية والأدوات الإلكترونية في السنوات الأخيرة، فقد حملت هذه التطورات بعض الأعراض الجانبية السلبية دون شك، إذ باتت الصيانة وإصلاح أعطال الهواتف الذكية وحتى اللابتوبات أصعب من أي وقت مضى. وبينما حاولت بعض الشركات أن تطلق منتجات تقنية سهلة الإصلاح مثل المحاولة الفاشلة لهواتف Fairphone، فقد كان الاتجاه العام والواضح هو تصعيب الإصلاح بشكل أكبر وأكبر، وفي الكثير من الحالات يبدو الأمر متعمداً حتى لمنع المستخدمين من الاعتماد على مراكز الصيانة المستقلة أو دفع المستخدمين نحو شراء منتجات جديدة بدل إصلاح تلك الموجودة مسبقاً.
الآن يبدو أن فرنسا مصرة على إحداث تغيير في الحالة وجعل الشركات تتجه إلى منتجات أسهل للإصلاح والصيانة، إذ قررت الحكومة الفرنسية أن أية أجهزة إلكترونية مباعة ضمنها منذ يناير من عام 2021 المقبل يجب أن تحمل ملصقاً يظهر مدى قابليتها للإصلاح وفق معيار محدد.
اقرأ أيضاً: كيف تحافظ على بطارية هاتفك وتجعلها تصمد لأطول وقت ممكن
سيكون المعيار الفرنسي الجديد قائماً على عدة عوامل مختلفة، حيث سيتضمن أموراً مثل سهولة التفكيك وسعر وإتاحة الأجزاء البديلة وسهولة الوصول إلى معلومات الإصلاح. ويأتي القرار الجديد كالتزام من فرنسا بالقرار الأخير للبرلمان الأوروبي والذي أقر الحق بالإصلاح وطالب الدول الأعضاء بإضافة ملصقات واضحة ومبسطة ومفهومة للجميع على المنتجات الإلكترونية لتوضيح أمور مثل العمر الوسطي للمنتج ومدى سهولة وقابلية الإصلاح.
اقرأ أيضاً: لماذا فشلت فكرة الهواتف القابلة للترقية والتخصيص؟
بالطبع يبدو القرار الجديد مفيداً للغاية للمستهلكين، فهو يلقي بالضوء على أمر عادة ما ينساه معظم المستخدمين العاديين عند شراء الإلكترونيات الجديدة، كما أنه سيدفع الشركات إلى تسهيل الوصول إلى الصيانة والأجزاء البديلة بشكل أفضل، ولو أنه قد يكون مغضباً للغاية للشركات الكبرى وبالأخص Apple التي اتخذت العديد من الخطوات المعادية بوضوح للإصلاح في السنوات الأخيرة، بحيث بات إصلاح منتجات الشركة خارج مراكزها الرسمية أمراً صعباً للغاية وشبه مستحيل في بعض الحالات.