فرنسا تعتقل بافيل دوروف، مؤسس ورئيس منصة تيليجرام المقيم في دبي

⬤ أظهرت تقارير صحفية تعرض مؤسس منصة تيليجرام، بافيل دوروف، للاعتقال في فرنسا بعد هبوط طائرته فيها.

⬤ يعود دوروف للجنسية الروسية، لكنه حصل على الفرنسية والإماراتية في عام 2021، ويتخذ من دبي مقراً له.

⬤ تقدر ثروة دوروف بحوالي 15.5 مليار دولار، ويدير تيليجرام مع 30 موظفاً فقط رغم امتلاكها مليار مستخدم.

كشفت تقارير من تلفزيون TF1 الفرنسي أن مؤسس ورئيس منصة تيليجرام الشهيرة للمحادثة، بافيل دوروف، كان قد تعرض للاعتقال في مطار بورجيه قرب العاصمة الفرنسية، باريس، مساء أمس السبت. حيث كان دوروف يسافر على متن طائرته الخاصة متجها من أذربيجان إلى فرنسا.

لم تكشف السلطات الفرنسية أو منصة تيليجرام عن أي تفاصيل إضافية للحادثة، لكن تشير المصادر الإعلامية الفرنسية إلى أن اعتقال دوروف مرتبط بانعدام الرقابة وأنواع المحتوى الذي تتم مشاركته عبر منصة تيليجرام. حيث تمتلك المنصة قرابة مليار مستخدم في العالم، وتصنف بين أكبر منصات المحادثة، لكنها بالمقابل لا تمتلك سوى حفنة من الموظفين والمشرفين فقط.

تعد منصة تيليجرام منتشرة بشكل كبير جداً في كل من روسيا، وأوكرانيا، وبلدان شرق أوروبا، لكنها تمتلك مئات ملايين المستخدمين الآخرين حول العالم. ومع إضافة المنصة لخاصية القنوات التي تتيح نشر المحتوى إلى جمهور واسع، فقد باتت محل تشكيك متزايد من قبل المشرعين مع استخدامها في مشاركة المحتوى غير القانوني والإجرامي، بالإضافة لكونها تزخر بالمحتوى المقرصن والمحمي بحقوق ملكية.

مواضيع مشابهة

بشكل رسمي، لا تسمح منصة تيليجرام بالعديد من أنواع المحتوى المسيء، لكن الأمور تختلف بشدة على أرض الواقع. حيث تفتقد المنصة لأي سياسات أو قدرات تنفيذية لفرض القواعد المتفق عليها عالمياً، ومع عدد موظفيها المنخفض جداً، فهي لا تمتلك أي فلترة حقيقية للمحتوى عبرها، وهو ما ربط سمعتها بالمحتوى غير المشروع في الكثير من الحالات.

في مقابلة أخيرة أجراها مع الصحفي الأمريكي تاكر كارلسن، قال دوروف أن شركته لا تتضمن قسم موارد بشرية، وأنها تمتلك 30 موظفاً فقط يتم اختيارهم عبر مسابقات. وسرعان ما تعرض دوروف لانتقادات حادة تتهمه بعدم المسؤولية بالنظر إلى أن منصته من الأوسع استخداماً، وبالتالي من الأكثر قابلية لإساءة الاستخدام نتيجة غياب القواعد.

يذكر أن دوروف هو واحد من أثرياء العالم الكبار مع ثروة تزيد عن 15.5 مليار دولار وفق التقديرات. حيث حصد دوروف الشطر الأكبر من ثروته من منصة VK للتواصل الاجتماعي والتي أسسها في روسيا وأجبر لاحقاً على بيعها. وبعد عام واحد من تأسيس تيليجرام عام 2013، غادر دوروف روسيا عام 2014 رافضاً الضغوط الحكومية التي فرضت عليه لحظر أحزاب المعارضة الروسية على المنصة. وبالوصول إلى عام 2021، حصل دوروف على كل من الجنسية الفرنسية والإماراتية، ويتخذ من دبي مقراً دائماً له، مع نقل أعمال تيليجرام إليها، منذ سنوات الآن.

بشكل مثير للاهتمام، انتقدت عدة شخصيات روسية اعتقال دوروف في فرنسا، وحتى أن ممثل روسيا في المنظمات الدولية، ميخائيل أوليانوف، وصف فرنسا بأنها تتصرف كدكتاتورية، معيداً بذلك نفس الاتهامات التي وجهت إلى روسيا التي حاولت تقييد دوروف في 2014، وحظر منصة تيليجرام ككل في 2018.

سرعام ما حصل دوروف على تصريحات داعمة من عدة شخصيات معروفة عالمياً. حيث قال مالك منصة X، إيلون ماسك، عن الاعتقال: «إنه عام 2030في أوروبا، وسيتم إعدامك بسبب إعجابك بميم»، مشيراً بذلك إلى عدة حالات، بالأخص في المملكة المتحدة، تضمنت اعتقال أشخاص بسبب منشورات على التواصل الاجتماعي، أو استدعائهم لأقسام الشرطة بسبب إعجابهم ببعض المنشورات. وبالإضافة لماسك، صرح المرشح المنسحب مؤخراً من الانتخابات الأمريكية، روبرت كينيدي جونيور، قائلاً: «لقد اعتقلت فرنسا بافيل دوروف، مؤسس ورئيس منصة تيلجيرام المشفرة وغير المفلترة. هذه أقصى مرحلة نحتاج فيها لحرية التعبير».

يذكر أن تيليجرام، وعلى عكس ادعاء كينيدي وعدة شخصيات أخرى، غير مشفر حقاً في الوضع الافتراضي. حيث يمكن تفعيل التشفير ضمنه بشكل محدود وفي المحادثات السرية ذاتية الاختفاء، لكنه لا يشفر المحادثات العادية أو محادثات المجموعات على عكس منصات أخرى مثل واتساب أو سيجنال أو سواها.

شارك المحتوى |
close icon