غير الإنترنت ولم يربح دولاراً واحداً! قصة مخترع الـ GIF المنسي الذي أضحك الملايين

قصة مخترع الـ GIF

وليد

ما هي قصة مخترع الـ GIF؟ في ثمانينيات القرن الماضي، كان الإنترنت بطيئًا إلى درجة قد تصيب المستخدم بالملل. وكانت الصور تحتاج وقتا طويلًا للتحميل، كما لم تعرف الشاشات آنذاك سوى عدد محدود من الألوان. وسط هذا المشهد التقني المحدود والمعقد، ظهر مهندس واحد لديه هدف بسيط وهو إيجاد طريقة أفضل لإضفاء الحيوية على الويب من خلال تبادل الرسومات عبر الاتصالات الضعيفة. هذا المهندس هو ستيف ويلهايت (Steve Wilhite) مخترع تنسيق الصور المتحركة. في هذا المقال، سوف نأخذكم في جولة ممتعة حيث نعود للماضي ونتعرف على كيف غير الإنترنت ولم يربح دولاراً واحداً! قصة مخترع الـ GIF المنسي الذي أضحك الملايين.

قصة مخترع الـ GIF

قصة مخترع الـ GIF

في عام 1987، كان ستيف ويلهايت يعمل ضمن فريق CompuServe، محاولًا إيجاد حل لمعضلة تقنية شائعة وهي كيف يمكن إرسال الصور عبر اتصال ضعيف دون أن تنهار الجودة؟ كان هذا المهندس العبقري يريد حلا صغيرًا وسريعًا وخفيفًا بما يكفي ليعمل على تلك الأجهزة البدائية.

اقرأ أيضا: قصة مذهلة: مبتكر مثبت السرعة كان فاقد البصر!

وبهدوء المهندسين الذين يرون العالم بطريقة مختلفة، ابتكر صيغة جديدة لضغط الصور دون تشويهها، صيغة تُظهر الإطارات واحدًا تلو الآخر وتعيدها بشكل متكرر في حلقة لا تنتهي لتبدو وكأنها تنبض بالحياة. هكذا ظهر تنسيق GIF وهو اختصار لعبارة Graphics Interchange Format (نسق الرسوم المتبادلة) ويعتبر أحد أبسط الاختراعات التقنية، لكنه من أكثرها تأثيرًا.

تطور الإنترنت

قصة مخترع الـ GIF

في البداية، لم يكن اختراع ويلهايت أكثر من أداة تقنية تستخدم في الخرائط والرسوم البيانية والشعارات وبعض العناصر البسيطة. لم يتخيل أحد أن هذا الملف الصغير سيتحول لاحقا إلى لغة عالمية للتعبير عن المشاعر بين المستخدمين.

لكن الويب تغيّر ومعه تغير كل شيء. فمع انفجار ثقافة الميمز وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي. أصبح الصور المتحركة GIF وسيلة للتعبير عندما تعجز الكلمات عن وصف ما تريده. وهكذا أصبحت الصورة المتحركة دخل كل منصة وكل تعليق وكل محادثة. بل وصارت جزءًا من الحمض النووي للإنترنت. ورغم أن العالم استخدم اختراع ستيف ويلهايت مليارات المرات، إلا أن المهندس العبقري لم يحصل على أي مقابل مالي. لا أرباح ولا حقوق ملكية ولا رسوم استخدام. حيث ظل في الخلفية، بينما يتجادل الملايين حول طريقة نطق الكلمة “جيف” أم ” چيف”؟

اقرأ أيضا: ليس إيلون ماسك… مؤسس تسلا الحقيقي يكشف كيف انحرفت الشركة عن حلمها الأصلي

مجد متأخر وإرث خالد

في عام 2013، صعد ويلهايت صاحب قصة مخترع الـ GIF بهدوء إلى المسرح ليتسلم جائزة “الإنجاز مدى الحياة”. وقتها فقط تعرّف الإنترنت على الاسم الذي صنع إحدى أشهر لغاته. ثم جاء عام 2022 ليرحل مخترع الصور المتحركة عن عمر يناهز الـ 74 عاما نتيجة الإصابة بالفيروس التاجي. وفي مفارقة مؤثرة، تحول الإنترنت إلى لوحة نابضة بالحركة. حيث غمرت آلاف الصور المتحركة الشبكات الاجتماعية، ليس فقط للتعبير عن الحزن. بل للاحتفاء بالرجل الذي منح العالم لغة جديدة للتواصل. لم يعرفه معظمهم، لكن اختراعه رافقهم في الضحك وفي التعليقات وفي كل لحظة رقمية شاركوها مع الآخرين. هكذا ودع العالم ستيف ويلهايت مخترع الصور المتحركة.

وصلنا لختام هذا المقال بعد أن استعرضنا كيف غير الإنترنت ولم يربح دولاراً واحداً! قصة مخترع الـ GIF المنسي الذي أضحك الملايين. ويمكن القول بأن قصة ستيف ويلهايت ليست مجرد حكاية اختراع تقني، بل تذكير قوي بأن أبسط الأفكار قد تغيّر العالم كله. ومع أنه لم يبحث عن الشهرة أو الثروة، لكنه ترك وراءه إرثًا خالدًا سيظل يدور ويكرر نفسه كما تفعل كل صور GIF التي حملت اسمه دون أن يعرفه أحد.

الملخص - أخبار منتقاة من المنطقة كل أسبوع
تبقيك نشرة مينا تك البريدية الأسبوعية على اطلاع بأهم مستجدات التقنية والأعمال في المنطقة والعالم.
عبر تسجيلك، أنت تؤكد أن عمرك يزيد عن 18 عاماً وتوافق على تلقي النشرات البريدية والمحتوى الترويجي، كما توافق على شروط الاستخدام وسياسة الخصوصية الخاصة بنا. يمكنك إلغاء اشتراكك في أي وقت.
اقرأ أيضاً
مينا تك – أكبر منصة إعلامية باللغة العربية متخصصة في التكنولوجيا والأعمال
مينا تك – أكبر منصة إعلامية باللغة العربية متخصصة في التكنولوجيا والأعمال
حقوق النشر © 2025 مينا تك. جميع الحقوق محفوظة.