عودة منافسة بيزوس وماسك مع إطلاق أمازون أول قمر صناعي للإنترنت الفضائي
⬤ ضمن مشروع باسم “كويبر” أطلقت أمازون أولى أقمارها الصناعية المخصصة للاتصال عالي السرعة بالإنترنت.
⬤ يبدو أن أمازون تريد منافسة خدمة Starlink للإنترنت الفضائي والتي أطلقتها شركة SpaceX مؤخراً.
⬤ يعيد هذا التنافس تسليط الضوء على الخلافات والتنافس المستمر بين إيلون ماسك وجيف بيزوس في مجال الفضاء.
أعلنت شركة أمازون عن نجاحها في إطلاقها أول زوج من الأقمار الصناعية المخصصة لخدمة الإنترنت العالمي التابعة لها، وهي خطوة تشكل تحدياً مباشرة لشركة Starlink المملوكة للملياردير إيلون ماسك.
ويرجع هذان القمران الصناعيان إلى مشروع كويبر (Project Kuiper) التابع للشركة، وقد أُطلِقا إلى الفضاء على متن الصاروخ أطلس 5 (Atlas V)، الذي تديره شركة United Launch Alliance. وقالت الشركة، ومقرها في مدينة سياتل الأمريكية، إنّ أمازون أتمت أول اتصالٍ لها بالقمرين الصناعيين عقب ساعة واحدة فقط.
وصرّح راجيف باديال، نائب رئيس قطاع التكنولوجيا في مشروع كويبر، لموقع أمازون الإلكتروني: “أجرينا اختبارات مكثفة في مختبراتنا، ونحن على أتم الثقة بتصميم أقمار الصناعية، ولكن لا سبيل أمامنا للتأكد من جهوزيتها إلا إخضاعها للاختبارات في المدار الفضائي”.
وقالت أمازون إن باكورة الأقمار الصناعية من إنتاج المشروع ستطلق إلى الفضاء في النصف الأول من عام 2024، على أن تخضع لمرحلة بيتا من الاختبارات التجريبية مع عملاء تجاريين في نهاية العام القادم. وقالت أمازون كذلك: “هذه المرة الأولى التي ترسل فيها شركتنا أقماراً صناعية إلى الفضاء، ولا شك أننا سنكتسب معارف وخبرات هائلة بصرف النظر عن طبيعة سير هذه المهمة مستقبلاً”.
وعلى العموم يعرف مشروع كويبر بأنه مبادرة رائدة هادفة إلى تعزيز الوصول العالمي إلى الاتصالات ذات النطاق العريض (تقنية الاتصالات السريعة)، وذلك عبر إطلاق مجموعة مكونة من 3,236 قمراً صناعياً إلى مدار أرضي منخفض. وتتضمن مهمات هذه المبادرة توفير “نطاق عريض وسريع من شبكة الإنترنت بأسعار معقولة تناسب المجتمعات المحرومة والفقيرة في جميع أرجاء العالم”.
ويمكن مقارنة هذه المبادرة بمشروع شركة Starlink الذي يتضمن 5،222 قمراً صناعياً، منها 4،265 قمراً عاملاً في الفضاء، وتندرج ضمن هذا المشروع مجموعة أقمار Starshield، المصممة لأغراض عسكرية أو حكومية.
وبطبيعة الحال تدور الأجسام في المدار المنخفض في ارتفاعات تتراوح بين 200-2،000 كم تقريباً؛ فعلى سبيل المثال توجد محطة الفضاء الدولية على ارتفاع يقدر بنحو 408 كم تقريباً. وتخطط أمازون لأن تستفيد بلدان عديدة حول العالم من مشروع كويبر؛ إذ إنه يوفر خدمات الوصول لملايين الأشخاص ممن لا تتاح لهم خدمات الوصول إلى الاتصالات ذات النطاق العريض.
وتابعت أمازون حديثها في موقعها الإلكتروني: “لا شك أنّ ضعف الاتصالات يتسبب في صعوبة الوصول إلى شبكات الاتصالات الحديثة والخدمات المتاحة في التعليم والصحة وغيرها، مما يلحق ضرراً اقتصادياً بالمجتمعات المحرومة من الخدمات”. وأكدت الشركة أنّ مشروعها يستهدف قاعدة واسعة من المستخدمين، سواء المدارس أو المستشفيات أو الوكالات الحكومية، التي تمارس أعمالها في “أماكن وبيئات تفتقر إلى الاتصالات الموثوقة”.
وتخطط الشركة لتوفير ثلاث مستويات من سرعات الاتصال لعملائها؛ فهناك فئة السرعة المحدودة التي تصل إلى 100 ميجابت في الثانية، والسرعة القياسية المتوسطة التي تبلغ حتى 400 ميجابت في الثانية، والفئة الثالثة المخصصة للمؤسسات والهيئات الحكومية والشركات، وتصل سرعتها حتى 1 جيجابت في الثانية. وتعلق الشركة على هذا الأمر، فتقول: “إننا نسعى لتحقيق التوازن بين الأداء والقدرة على تحمل رسوم الاشتراك، لذلك نخطط لاعتماد نماذج مرنة عبر تقديم مجموعة مختلفة من الخيارات لعملائنا”.
على الضفة الأخرى، يوجد لدى شركة Starlink أربع خطط للاشتراكات، وهي إلى ذلك تقول إن المستخدمين والعملاء لديها يمكنهم الاستفادة من سرعات تنزيل تبلغ 220 ميجابت في الثانية الواحدة، وتنوي أيضاً في المستقبل أن تصل حتى سرعة 1 جيجابت في الثانية.
وعلى العموم باشرت شركة Starlink إطلاق أقمارها الصناعية في عام 2019، في حين أعلنت أمازون عن مشروع كويبر في وقت سابق من العام نفسه؛ إذ قال جيف بيزوس حينها إنّ شركته تنوي إنفاق المليارات على هذا المشروع.