أهم العوائق التي يجب أن تتوقعها عند شراء سيارة كهربائية
إن كنت تفكر بشراء سيارة كهربائية مستقبلاً، فأنت لست وحيداً أبداً في الواقع، حيث أن مبيعات السيارات الكهربائية اليوم أعلى من أي وقن مضى، ونسب متزايدة من الأشخاص يرون شراء سيارة كهربائية في المستقبل أمراً ممكناً أو حتى مرجحاً. وبشكل عام فثورة السيارات الكهربائية تبدو مستمرة للأمام.
لكن ومع أن الحماس نحو السيارات الكهربائية منطقي ومبرر اليوم دون شك، فالعديد من المشترين قد يتخذون القرار بشراء سيارة كهربائية دون أن يفكروا بالعقبات التي من الممكن أن تقف في وجههم أو المشاكل التي سيعانون منها عند شراء سيارة كهربائية.
في هذا الموضوع سنتناول بعض أبرز التحديات التي يجب على أي مشترٍ مستقبلي أن يضعها بحسبانه قبل أن يقوم بالشراء، حيث أن أياً منها قد يكون مؤثراً للغاية بالتسبب بالتخلي عن قرار الشراء أصلاً أو ربما تغيير اختيار السيارة الكهربائية المطلوبة.
مدى قيادة السيارات الكهربائية طويل، لكن ليس لكل الاستخدامات
بالمتوسط يقود معظم الأشخاص سياراتهم لأقل من ساعة كل يوم، مما يعني أنهم لا يقطعون مسافات طويلة بشكل متكرر، فمعظم الرحلات هي أمور روتينية مثل التنقل بين المنزل والعمل والذهاب إلى المتاجر أو المطاعم مثلاً. وبالنسبة لهذا النوع من الاستخدام فأي سيارة كهربائية أو حتى هجينة تخطر بالبال ستكون كافية، حيث يتراوح متوسط مدى السيارات الكهربائية الموجودة اليوم بين 200 حتى قرابة 400 كيلومتر.
المشكلة هنا ليست المسافات القصيرة المعتادة والرحلات التي يتم القيام بها كل يوم، لكن المشكلة هي الرحلات الطويلة التي تمتد طوال اليوم أو ربما لعدة أيام حتى، وهنا يصبح الأمر مشكلة حقيقية مع كون معظم السيارات الكهربائية اليوم تمتلك بطاريات أقصر من الرحلات التي تحسب طويلة نوعاً ما، ورحلة بين جدة والمدينة المنورة مثلاً خارج المدى المتاح لمعظم السيارات الكهربائية في السوق اليوم.
للقيام بالرحلات الطويلة تحتاج السيارات الكهربائية للعديد من التوقفات، وهذا الأمر لن يكون مشكلة حقاً لو أن توقفاتها مشابهة لتوقفات السيارات التقليدية.
أوقات الشحن طويلة للغاية وبعيدة عن منافسة تعبئة الوقود
في حال كنت تقود السيارة لمسافة طويلة فمن المتوقع أن تتزود بالوقود على الطريق عادة، والامر بسيط هنا حيث محطات الوقود منتشرة في كل مكان ولا تحتاج تعبئة الوقود سوى ثوانٍ أو دقائق على الأكثر لتجد نفسك مكملاً طريقك من جديد. لكن في حال كنت تمتلك سيارة كهربائية فالأمور مختلفة هنا، وحتى في حالات الفعالية القصوى واستخدام محطات الشحن الخارقة مثل شاحن Super Charger من Tesla فستستغرق ربع ساعة على الأقل لتعبئة البطارية.
بالطبع وإن كنت في العالم العربي ففكرة استخدام شاحن فائق مستبعدة أصلاً لأن هذه الشواحن لا تزال قليلة العدد جداً وموجودة في الولايات المتحدة وأوروبا فقط، وحتى هناك سيكون عليك تخصيص طريقك ليمر قرب هذه المحطات أصلاً لتستفيد من سرعة شحنها.
لذا وبالعودة إلى الخيار العادي: شاحن السيارة المضمن مسبقاً، فأوقات الشحن تبدو غير عملية أبداً ومن المعتاد أن تكون شواحن السيارات الكهربائية القابلة للوصل إلى الشبكة مباشرة بطيئة كفاية بحيث لا تضيف سوى أقل من 20 كيلومتر من القيادة لكل ساعة شحن، وحتى الشواحن المخصصة والتي قد لا يمكن استخدامها في جميع المنازل ولا تتواجد على نطاق واسع بعد تشحن بسرعات أدنى من 100 كيلومتر من القيادة لكل ساعة.
التغير الكبير الذي يحدثه الطقس
من المعروف أن السيارات العاملة بالوقود تمتلك -كما أي آلة أخرى- مدى حرارياً مثالياً تعمل ضمنه بالشكل الأفضل، لكن تأثير الطقس على عمل السيارات التقليدية واستهلاكها للوقود ليس كبيراً حقاً. بالمقابل فالأمور مختلفة بشدة للسيارات الكهربائية، ومن الممكن أن تجد أن المدى الاسمي للبطارية بعيد جداً عن الواقع في الأماكن شديدة البرودة أو بشكل أهم للمنطقة العربية: شديدة الحرارة.
في الواقع من الممكن لرحلة بطول 40 كيلومتراً أن تستهلك ما يوازي 100 كيلومتر من الشحن إن كان الطقس غير مناسب كفاية، أو أن السائق لا يقود بالشكل المثالي لتوفير الطاقة ويقوم بالتسارع بشكل متكرر مثلاً أو يقود بسرعة عالية عموماً.
هذه العوامل تعني أن تقدير المسافات بالنسبة للسيارات الكهربائية أمر أعقد من السيارات العاملة بالوقود، وفي حال كنت تعيش في منطقة ذات مناخ متطرف كفاية فمن الطبيعي أن تخسر 30% أو ربما أكثر من المدى الاسمي لسيارتك.
البنية التحتية ليست موجودة كفاية بعد
قيادة سيارة كهربائية دون محطات شحن متعددة ومنتشرة يعني أنك تحتاج لاستغلال كل لحظة متاحة لتشحن سيارتك سواء عندما تكون في المنزل أو العمل أو مكان آخر، لكن الوصول إلى الكهرباء ليس متاحاً دائماً، فمعظم أماكن ركن السيارات في المباني لا تمتلك منافذ كهربائية وفي حال كنت لا تمتلك مكاناً مخصصاً للركن قرب منزلك فالشحن في المنزل قد يكون مشكلة كبرى لأي شخص.
بالطبع من الممكن تذليل الكثير من المشاكل بالاعتماد على شاحن عالي الاستطاعة يركب بشكل مخصص في كراج المنزل، لكن هذه الشواحن تستجر كمية كبيرة جداً من الطاقة بحيث تحتاج إلى بنية تحتية مخصصة وتراخيص من الحي ومن الممكن أن يكون تركيبها غير متاح أصلاً في العديد من المناطق.
مواضيع قد تهمك:
- هل من الحكمة شراء سيارة كهربائية الآن؟ أم أن الانتظار أفضل؟
- من يقود الانتقال العالمي نحو السيارات الكهربائية؟ أرقام وإحصائيات
- هل الشاحنات الكهربائية الذكية هي المستقبل حقاً؟ وما الذي يجعلها مميزة مقارنة بالشاحنات التقليدية
الخطر المتعلق بالكوارث الطبيعية (أو سواها)
عادة ما يكون التفكير بما سيحصل في حال حدوث كارثة مؤجلاً لدى معظم الأشخاص، حيث أن احتمال هكذا أمر صغير كفاية ليتم تجاهله بشكل كامل. لكن في حال حصول كارثة من أي نوع، فواحد من ردود الفعل المعتادة هي ركوب السيارة والابتعاد قدر الإمكان عن مكان الكارثة.
في حالة السيارات الكهربائية قد يكون الأمر أصعب من التعامل مع السيارات التقليدية، حيث من المعتاد أن يكون أول أثر للكوارث الطبيعية الكبرى هو فقدان الطاقة الكهربائية، بينما تبقى محطات الوقود قابلة للاستخدام حتى في الظروف الاستثنائية.
بالمحصلة هناك مجموعة خاصة وحقيقية من التحديات التي تقف أمام السيارات الكهربائية وانتشارها اليوم، وحتى في حال باتت أرخص من السيارات التقليدية قد تبقى هذه العوامل مشكلة حقيقية تحد انتشارها على نطاق واسع. لكن وعلى المدى المتوسط على الأقل من الممكن للاستثمارات في إنشاء محطات طاقة تدعم الشحن فائق السرعة للسيارات الكهربائية ونشرها بشكل مكثف كفاية أن يغير من الأمر ويزيل معظم العوامل السلبية لامتلاك سيارة كهربائية.