تعرف على عملة Chia الإلكترونية العملة التي تهدد سوق وحدات التخزين كما حصل لسوق الشرائح الإلكترونية
منذ تم تقديم عملة بيتكوين عام 2009 وابتكار مفهوم العملات الإلكترونية ككل، جرت العديد من التغيرات التي قادت لظهور مفاهيم جديدة ومتنوعة في مجال تقنيات بلوك تشين والدفع الإلكتروني وطرق الإثبات الموزع لعمليات التحويلات. لكن وبينما كان التركيز الأساسي على أمور ظاهرية لمختلف العملات، كان الأساس الذي تقف عليه موحداً فعلياً: إثبات العمل، لكن يبدو أن الأمور على وشط التغير وبشكل كبير مع عملة إلكترونية جديدة باسم Chia Coin.
في هذا الموضوع سنتحدث عن عملة Chia وما الذي يميزها عن جميع العملات الإلكترونية الأخرى اليوم، كما سنتطرق لموضوع طرق إثبات التحويلات المتبعة حالياً، وأخيراً سنتطرق للأزمة التي من الممكن أن تحصل قريباً نتيجة إطلاق هذه العملة في حال كانت ناجحة كفاية.
ما هي عملة Chia وما مكانها الحالي؟
في عام 2004 تم إطلاق منصة BitTorrent من قبل Bram Cohen وشريكه Ashwin Navin، واليوم نجحت التقنية التي أصدرها الشريكان بتغيير عالم نقل الملفات إلى حد بعيد وبات توزيع الملفات غير المركزي حقيقة مستخدمة على نطاق واسع اليوم (ولو أن معظم استخداماتها لا تزال غير قانونية). والآن بعد 17 عاماً من إطلاق BitTorrent يستعد Cohen لإطلاق عملة إلكترونية جديدة باسم Chia.
هذه العملة مشابهة نوعاً ما للعملات الإلكترونية الأخرى من حيث كونها توفر وسيلة تبادل مالي مبسطة وسريعة ودون وسطاء وعمولات عالية وبنفس الوقت عالية الأمان. لكنها تختلف بوضوح عن العملات مثل بيتكوين وإيثيريوم وسواها من حيث طريقة التوثق من كون عمليات التحويل مشروعة وليست احتيالية وغير موجودة في الواقع.
ما الفرق بين Chia وسواها؟ وما هو مبدأ إثبات الزمكان؟
في مختلف العملات الإلكترونية هناك فئتان من المستخدمين: المالكون الذين يقومون بإرسال واستقبال المال عبر شبكة العملة الإلكترونية، ومن ثم هناك المعدنون الذين يقدمون خدمة إدارة التحويلات وتوثيقها وإضافتها إلى السجلات، وعادة ما يحصلون على كمية من العملة تنشأ عند إتمام العملية كمكافئة لجهودهم.
بالطبع هناك مشكلة بالاعتماد على أشخاص عشوائيين لتوثيق العمليات على الشبكة؟ وما الذي يمنع المحتالين من تقمص دور عدد كبير من المعدنين بحيث يبدون على أنهم المعدنون الحقيقيون والبقية هم محتالون لا أهمية لتوثيقهم؟
حل هذه المشكلة هو إضافة طريقة تأكيد تجعل المعدنين أكثر ميلاً لأن يقوموا بعملهم بصدق بدلاً من محاولة الاحتيال، والطريقة الأفضل للأمر هي وضع أمر ما ذي قيمة على المحك كإثبات، وبالنتيجة هناك عدة طرق إثبات موجودة اليوم:
إثبات العمل
هذه هي الطريقة الأقدم والأكثر انتشاراً لللإثبات، حيث يطلب من المعدنين حل معضلات رياضية صعبة كإثبات لكونهم مستعدين لصرف الطاقة وتقديم طاقة المعالجة لتعدين العملة وبالتالي فهم مستثمرون كفاية لأن يكونوا صادقين وسيصبح من الصعب على أي جهة السيطرة على الشبكة لأن الحصول على أكثر من نصف طاقة المعالجة على الشبكة أمر صعب للغاية.
المشكلة في هذا المبدأ هو أنه يهدر الطاقة بالتعريف، وكلما كان عدد المعدنين أكبر كانت المعضلات المطلوب حلها أصعب مما ينتج مشاكل مثل كون عملة بيتكوين تستهلك طاقة كهربائية لتشغيلها أكثر من الإمارات العربية المتحدة أو الأرجنتين في الواقع.
إثبات الحصة
بدلاً من كون المعدنين بحاجة لتقديم قوة معالجة معينة للمشاركة في توثيق التحويلات، يتطلب إثبات الحصة كون المعدنين يمتلكون كماً معيناً من العملة ضمن محفظة مجمدة ليقوموا بتوثيق عمليات التحويل، حيث أن محاولة الاحتيال تعني فقدان المعدنين للمال المحبوس في محافظهم وكونهم لا يمكن أن يديروا تحويلات أكبر من المبلغ الذي جمدوه سيكون الاحتيال فكرة سيئة دائماً كون الخسارة أكبر من الربح المحتمل.
إثبات الزمكان
بدلاً من قوة المعالجة أو الحصة المالية حتى، فالفكرة من هذا النوع من الإثبات هي إنتاج وتخزين ملفات بحجم معين ضمن مساحة تخزين للمستخدم وطوال وقت معين، حيث تتضمن عملية الإثبات تفقداً دورياً لكون المستخدم مستمر بحجز مساحة التخزين المطلوبة ولا يقوم باستخدامها لأغراض أخرى مثلاً. وهذه الطريقة هي ما تتبعه عملة Chia القادمة.
هل يمكنك الاستفادة من عملة Chia حالياً؟
في عام 2018 تمكنت فكرة عملة Chia من جمع أكثر من 3 ملايين دولار أمريكي من الاستثمار الأولي لتطوير شبكتها، وهذا وحده دليل على الحماس حول العملة التي تعد بحل المشكلة الأكبر التي تهدد عالم العملات الإلكترونية اليوم: الهدر الكبير وغير المبرر للطاقة والموارد.
لكن في حال كنت تخطط للاستفادة من العملة، فالوقت لم يحن لذلك بعد حيث لم يبدأ تداول العملة بعد في الواقع، ويتوقع أن يتم ذلك بعد أسبوعين في مطلع شهر مايو، وحتى ذلك الوقت لا يوجد طريقة حقيقية للاستفادة من العملة أو تعدينها أو استخدامها لأي غاية. لذا فالأفضل الانتظار حتى صدور العملة لتقدير أهميتها وإن كان تعدينها حتى يستحق العناء أم لا.
مواضيع قد تهمك:
- لماذا هناك نقص حاد في الشرائح الإلكترونية حول العالم؟
- العالم يمر بأزمة شرائح إلكترونية خانقة، فهل تستطيع الصين حلها؟
- الحكومة الصينية تمول مصنع شرائح إلكترونية بقيمة مليارات الدولارات
التأثير المخيف على سوق وحدات التخزين
مع النهضة الكبيرة التي شهدتها العملات الرقمية خلال عام 2020 والعام الجاري، تضاعف الإقبال على تعدين هذه العملات بشكل هائل مما قاد إلى مستويات استثنائية من الطلب على الشرائح الإلكترونية من مختلف الأنواع وهو ما تحول إلى أزمة الشرائح الإلكترونية التي نعاني منها اليوم والتي جعلت العثور على بطاقات الرسوميات وبالأخص الجديدة منها أمراً صعباً جداً وشبه مستحيل حتى.
بشكل مشابه يخشى أن نجاح عملة Chia قد يقود إلى نقص كبير أيضاً لكن بوسائط التخزين وليس بالشرائح الإلكترونية، حيث أن آخر تقارير تكشف اهتمام العديد من المعدنين في الصين بالعملة الجديدة وعمليات شراء هائلة للأقراص الصلبة وبالأخص تلك ذات السعات بين 4 حتى 18TB.
في الوقت الحالي لن تصل تأثيرات عمليات الشراء المبالغ بها للعالم حقاً، لكن يخشى من أن الأسابيع القادمة قد تعيد ما حصل العام الماضي مع بطاقات الرسوميات وبشكل تدريجي تصبح وحدات التخزين نادرة الوجود (إن لم ترفع الشركات من إنتاجها بشكل متناسب مع الطلب) وبالتالي ترتفع أسعارها كما بطاقات الرسوميات التي تباع اليوم بأكثر من ثلاثة أضعاف سعرها الأصلي على مواقع المزادات المختلفة.