“على المدى البعيد، قد نتوقف عن استخدام البث الفضائي” – مقابلة مع جو كوكباني، الرئيس التنفيذي لشركة OSN
على هامش قمة تجربة العملاء التي أقامتها مؤخراً شركة OSN الشهيرة في مجال الإعلام العربي، سنحت لنا الفرصة لمقابلة السيد جو كوكباني، الرئيس التنفيذي لشركة OSN والذي أجابنا عن عدة أسئلة مهمة تتعلق بعمليات ومستقبل الشركة من جهة، والمشهد الإعلامي عموماً أيضاً. وهنا نص هذه المقابلة:
ما هي الدروس المستفادة من قمة تجربة العملاء التي نظمتها OSN؟
ما جمع بين الجلسات والنقاشات المتعددة التي تضمنتها القمة هو سؤل واحد: كيف يمكننا الاستماع إلى متطلبات جمهورنا ومشتركينا وتكييف منتجاتنا وخدماتنا مع احتياجاتهم وتوجهاتهم المتغيرة، بالأخص في عالمنا الحالي الذي يعد فيه التركيز على العملاء أولوية.
تناولنا في القمة توجهات واحتياجات المشاهدين المختلفة؛ سواء كانت المحتوى الذي يشاهدونه أو الذي يريدونه. كما نظرنا إلى المشكلات الأبرز التي تعاني منها الصناعة مثل تزايد حالات إلغاء الاشتراك، وازدياد تكاليف المحتوى، وارتفاع أسعار الاشتراك، وانخفاض استطاعة العملاء على شراء المنتج.
لقد بحثنا أيضاً في تأثير عدة تقنيات على صناعتنا، ومنها الاتصالات عالية السرعة والذكاء الاصطناعي. ونظرنا في كيفية الاستفادة منها لتقديم تجربة أفضل ومخصصة أكثر للعملاء.
بدأت OSN كشبكة قنوات تلفزيونية مباشرة، ولكن من الواضح أنها انتقلت أكثر لتكون خدمة بث رقمي في السنوات الماضية. فهل تزال القنوات التلفزيونية التي تبث عبر الأقمار الصناعية جزءاً من خططكم المستقبلية؟
شخصياً، اعتبر أن OSN هي ببساطة شركة محتوى. فنحن نقدم تجربة مذهلة تتناسب مع العملاء من خلال توفير محتوى رائع ومميز وحصري، وهذا ما تبيعه OSN. لا تهم بالضرورة طريقة حصول العملاء على هذا المحتوى، سواء كانت رقمية أو غير رقمية، لذلك نحن نتكيف مع احتياجات العملاء ونوفر المحتوى بطرق عدة.
في الماضي، كانت [تجربة OSN] عبارة عن قنوات يتم بثها عبر الأقمار الصناعية لأن تلك كانت طبيعة السوق آنذاك، وذلك ما كان يريده العملاء، وتلك كانت التقنية المتاحة. ثم انتقل السوق إلى بيئة مختلطة تحتوي على قنوات مباشرة تعتمد على الإنترنت، لأولئك الذين يرغبون في مشاهدة القنوات، وأيضاً خدمات بث لأولئك الذين لا يريدون مشاهدة القنوات.
اليوم، يوجد فئة كبيرة من المشاهدين الذين يريدون اختيار المحتوى الذي يشاهدونه في أي مكان وزمان. ولكن لا تزال هناك فئة كبيرة أخرى تريد مشاهدة ما نوصيه في قنواتنا التلفزيونية. وهناك فئة تريد الخيارين معاً. أعتقد أن السوق ستبقى على هذا الحال في المستقبل القريب، لأن القنوات التي تُبث عبر الأقمار الصناعية لا تزال مهمة في المناطق التي يكون فيها الاتصال بالإنترنت باهظاً أو غير متوفر. لذا سيظل البث عبر الأقمار الصناعية ضمن خططنا طالما شعرنا أن هناك طلباً كبيراً عليه. ولكن قد لا يستمر هذا الحال في المستقبل البعيد.
كيف تقوم OSN باستخدام الذكاء الاصطناعي في عملياتها؟ وكيف تقترح العروض والأفلام على مشاهديها؟
لطالما استخدمنا شكلاً من أشكال الذكاء الاصطناعي في قنواتنا وعند توصيتنا للمحتوى. فإن محركات توصياتنا تعتمد على نوع من الذكاء الاصطناعي يسمح لنا بمطابقة ما نرى أنك شاهدته مع المحتوى الذي نقدمه. وسوف تستمر هذه العملية بالتحسن الآن مع تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي.
كما يمكننا الذكاء الاصطناعي من خدمة عملائنا بشكل أفضل سواء في مركز دعم العملاء، أو عبر روبوتات المحادثة، أو عبر عرض الإعلانات المناسبة، أو حتى في الترجمة والدبلجة. وهناك العديد من التطبيقات التي قد نستخدم فيها القليل من الذكاء الاصطناعي حالياً، ولكن سيزداد استخدامه فيها في المستقبل.
أعتقد أن الذكاء الاصطناعي سيعيد تعريف مفهوم إنتاج المحتوى أيضاً. فالذكاء الاصطناعي قادر على الكتابة، وتصميم الصور، وقص المشاهد. وأعتقد أن الذكاء الاصطناعي في أيدي البشر سيحّسن العمليات بشكل أسرع، لكنني لا أعتبره كشيء سيستبدل أو يلغي العنصر البشري.
ما هي خطط OSN المستقبلية بالنسبة إلى المحتوى الأصلي؟
إلى جانب فيلم Yellow Bus الذي عرضناه لأول مرة في مهرجان تورونتو السينمائي الدولي، لقد أعلنا عن الفيلم السعودي My Driver and I في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي. ونستمربالعمل على إنتاج المزيد من المحتوى العربي المحلي.
في المقام الأول، تحتوي منصة OSN على أفضل محتوى في العالم. لذلك، عندما نريد إنتاج محتوى محلي، نأمل أن نتمكن من إنتاجه بجودة تتناسب مع جودة المحتوى العالمي المتوافر على منصتنا، لأن المشاهدين سيقارنون بينهما على الأغلب. مما يجعلنا نستثمر أكثر في إنتاج المحتوى الأصلي؛ لكن لن تكون رحلتنا سريعة لأننا نركز على إنتاج المحتوى المحلي بالجودة المناسبة وليس بكميات كبيرة.
هل أنت متفائل بمستقبل OSN في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا؟ بالأخص بعد إبرام OSN اتفاقية ترخيص حصرية مع HBO لعرض مسلسلاتها في المنطقة؟
كانت اتفاقيتنا مع HBO رائعة، ولقد عقدنا شراكات أخرى هذا العام أيضاً. فلقد وسعنا علاقتنا مع شركة Warner Bros Discovery، وUniversal، وNBCU، وSky، وPeacock، وأبرمنا العديد من الصفقات الأخرى مع شركائنا. مما عزز مكانتنا كمركز للترفيه المتميز في المنطقة. لذا أنا متحمس حقاً للمحتوى المثير الذي سيأتي في السنة المقبلة.
ما زلنا نشهد نسبة متزايدة من الاشتراك في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وينطبق هذا على قطاع فيديو الاشتراك عند الطلب (SVOD) بأكمله في المنطقة. ومع ذلك، يبقى معدل انتشار تطبيقات SVOD في المنطقة أقل من المستويات في الولايات المتحدة وأوروبا، حتى إن نظرنا إلى مستويات دول الخليج فقط. إذ يستخدم كل شخص في دول الخليج ما متوسطه ثلاثة تطبيقات SVOD، ولكن معدلات الانتشار منخفضة جداً خارج دول الخليج. لذلك أمامنا فرصة كبيرة للنمو، وليس لدي أدنى شك في أن OSN ستستمر في النمو في المستقبل المنظور. وأنا واثق جداً من المحتوى الذي نقدمه.