عكس التوقعات: الشباب أقل قبولاً لاستخدام الذكاء الاصطناعي مقارنة بالأكبر سناً
⬤ عادة ما يكون «المواطنون الرقميون» من الأجيال الشابة أكثر انفتاحاً تجاه تبني التقنيات الجديدة مثل الذكاء الاصطناعي في عملهم.
⬤ تشير دراسة جديدة إلى عكس ذلك مع ميل الموظفين الأكبر سناً إلى استخدام الذكاء الاصطناعي أكثر من نظرائهم الشباب.
⬤ يعتقد أن الأمر متعلق بكون الجيل أكثر شكوكية تجاه كون الذكاء الاصطناعي التوليدي تقنية مفيدة حقاً وقادرة على إحداث الفرق.
قد يعتقد الكثيرون أن الجيل الرقمي الأصلي، الذي نشأ باستخدام الهواتف الذكية المزودة بتقنية التعرف على الوجه، سيكون أكثر انفتاحاً تجاه تبني الذكاء الاصطناعي في العمل لتعزيز الإنتاجية مقارنة بالأجيال الأكبر سناً. ومع ذلك، تشير دراسة حديثة إلى أن العكس قد يكون صحيحاً.
تأتي النتائج المفاجئة من دراسة أجرتها شركة Ernst & Young وشملت حوالي 1000 موظف بدوام كامل أو جزئي من مختلف الفئات العمرية، وكانت الدراسة مركزة على السوق الأمريكية بالدرجة الأولى. وقد أراد الباحثون أن يفهموا كيف تختلف المخاوف بشأن استخدام الذكاء الاصطناعي حسب الجيل. لكن الباحثين تعرضوا للدهشة عندما وجدوا أن الموظفين الأكبر سناً، ممن ينتمون إلى الجيل X وجيل الألفية (أي أن عمرهم يتراوح بين 28 و59 عاماً تقريباً) كانوا أكثر انفتاحاً تجاه استخدام الذكاء الاصطناعي مقارنة من نظرائهم الأصغر سناً من الجيل Z. لدى سؤالهم عن التقنيات التي يستخدمونها في العمل، قال 74% من المشاركين من جيل الألفية (المولودين بين عامي 1981 و1996) و70% من المشاركين من الجيل X (المولودين بين عامي 1965 و1980) أنهم استخدموا أدوات مثل ChatGPT من OpenAI في العمل.
لكن المستجيبين من الجيل Z كانوا مسألة مختلفة. إذ أجاب 63% فقط من المولودين بين عامي 1997 و2005 إنهم استخدموا الذكاء الاصطناعي في العمل. اقترح الباحثون أن أحد الأسباب التي تجعل ثقة جيل Z بالذكاء الاصطناعي أقل من الموظفين الأكبر سناً، هو أن أولئك الأصغر سناً قد يكونون أقل اقتناعاً بأن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يضيف قيمة حقيقية. وتضمنت الدراسة اقتباسات مثل: «على الرغم من أن هذا قد يكون مفاجأة للكثيرين، إلا أنه بالنسبة للأجيال الأصغر والأكبر سناً في مكان العمل، فإن الثقة في الذكاء الاصطناعي لا تتعلق فقط بالسلامة والأمن: بل تتعلق بما إذا كانت التكنولوجيا ناجحة أم لا». كما أن هناك تفسيراً آخر، وفقًا لمديرة قسم الرؤى الثقافية في EY، مارسي ميرامان، وهذا التفسير هو الدرجات المتفاوتة من الراحة التي يشعر بها الشباب وكبار السن عند نشر التقنيات الجديدة.
فقد يشعر أفراد الجيل X بأنهم مجبرون أكثر على تعلم كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي في العمل لمواكبة التغيير السريع ومواجهة أي تحديات تقنية. بالمقابل يفتقد أفراد الجيل Z لنفس الدافع كونهم نشأوا مع تقنيات كبرى مثل نظام تحديد المواقع والإنترنت والأجهزة الذكية في حياتهم، لذا فهم يمتلكون توقعات عالية جداً للتقنية ويسرعون بالتخلي عن أي تقنيات جديدة إن شعروا أنها لا تخدمهم بالشكل الكافي. وبالطبع لا يعني تفاوت النسبة أن الجيل الشاب لا يستخدم التقنية أبداً، بل من الواضح أن هناك الكثير من الأمثلة على شباب استخدموا الذكاء الاصطناعي بشكل عالي الفعالية.
لكن وحتى الوقت الحالي لا يبدو من الواضح إن كانت أدوات الذكاء الاصطناعي هذه تساعد الموظفين بشكل حقيقي من حيث الإنتاجية وجودة العمل الذي يقدمونه. ففي حين وجدت بعض الدراسات أن الذكاء الاصطناعي التوليدي قد وفر ساعات من العمل على مستخدميه، تشير دراسات أخرى إلى أن استخدام ChatGPT يمكن أن يجعلأداء الموظفين أسوأ من عدم استخدامه.