عكس التوقعات، روبوتات المحادثة مثل ChatGPT لم تزد من الغش في المدارس
⬤ كشف استطلاع أخير أنّ روبوت ChatGPT لم يتسبب في زيادة حالات الغش بين أوساط طلاب الثانوية.
⬤ نسبة حالات الغش كانت متشابهة بين شهر نوفمبر 2023، وشهر نوفمبر 2022 قبل إصدار ChatGPT.
⬤ بالمقابل، تتجه بعض المدارس لتشجيع الطلاب على استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي والتعامل معها كأداة مفيدة.
عندما أطلق روبوت المحادثة الآلي ChatGPT في العام الماضي، بادرت مدارس ثانوية كثيرة إلى وضع سياسات صارمة لمنع الطلاب من استخدامه للغش في أداء الواجبات المدرسية. لكن حسبما يبدو فإنّ إطلاق ChatGPT لم يتسبب في زيادة حالات الغش بين الطلاب وفقاً لدراسة جديدة أجرتها جامعة ستانفورد؛ إذ لم يطرأ أي تغيير إحصائي ملموس على نسبة الغش بين طلاب المدارس الثانوية مقارنة بالأعوام السابقة.
أجرت جامعة ستانفورد استطلاعاً بين الطلاب في أكثر من 40 مدرسة ثانوية أمريكية، فبينت النتائج أنّ نحو 60% إلى 70% من الطلاب قد تورطوا في سلوكيات الغش خلال الشهر الماضي، وهي نسبة مشابهة لتلك المسجلة في شهر نوفمبر من العام الماضي.
وفي هذا الصدد قال فيكتور لي، رئيس قسم الذكاء الاصطناعي والتعليم بجامعة ستانفورد، وهو أحد المشرفين على الاستطلاع: “صحيح أنّ بعض الأخبار المقلقة انتشرت بخصوص حالات فردية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في عمليات الغش، لكننا لا نرى إلا أدلة قليلة على ارتفاع نسبة الغش بين طلاب المدارس الثانوية”.
وتتزامن هذه النتائج مع تقرير نشره مركز Pew للأبحاث، وقال فيه إنّ 19% من المراهقين، بين عمري 13 و17 عاماً، استخدموا ChatGPT في حل الواجبات المدرسية (ثلثا المراهقين فقط سمع بروبوت ChatGPT). ومع ذلك يؤكد لي أنّ عدد الطلاب ربما يتغير مستقبلاً حينما يتعلمون أكثر عن هذه التكنولوجيا. وكشف الاستطلاع أيضاً أنّ الطلاب يعتقدون بأنّه يجب السماح باستخدام ChatGPT في مهام مثل إنشاء أفكار جديدة حول واجب مدرسي معين، لكنّ معظمهم يرى عدم السماح باستخدامه لكتابة ورقة بحثية.
وقالت دينيس بوب، وهي محاضرة في جامعة ستانفورد ساهمت في الإشراف على الاستطلاع: “تبين النتائج أنّ معظم الطلاب يرغبون حقاً في التعلم، وينظرون إلى الذكاء الاصطناعي على أنه وسيلة فعالة لمساعدتهم، ولا يرونه وسيلة لحل الواجبات المدرسية أو توفير الوقت اللازم لحلها”. ويشير الباحثون إلى بعض الأسباب المحتملة التي تدفع الطلاب للغش، مثل صعوبة فهم المواد المدرسية، وعدم وجود وقتٍ كافٍ لأداء واجباتهم، والضغوط التي يتعرضون لها حتى يبلوا حسناً في المدرسة.
وقال لي: “لم يمضِ إلا عام واحد فقط على ظهور روبوت ChatGPT، لذلك ينبغي لنا أن نتوقع حدوث بعض التحولات في المدارس، والعمل، والحياة اليومية. ويعتمد التحول في المدارس على طريقة تعاملها مع الذكاء الاصطناعي موضوعاً وأداةً”. وقالت بوب إنّه يجب على الباحثين والمعلمين إشراك الطلاب في هذه المحادثات “المعمقة” عن الذكاء الاصطناعي والغش.
يأتي هذا التقرير بعد تحول طرأ على نظرة المدارس الأمريكية للذكاء الاصطناعي؛ فعندما أطلق روبوت ChatGPT، تصاعدت المخاوف لدى المدارس بخصوص الغش، بل إن بعضها حرّم على المعلمين والطلاب استخدام هذا البرنامج في شبكات وأجهزة المدرسة. أما في الوقت الراهن، فتشجع مدارس كثيرة طلابها لتعلم طريقة استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، لا سيما أنّ كثيراً من المعلمين يخشون الأضرار الناجمة عن تجاهل هذه التكنولوجيا أو عرقلة استخدامها عند الطلاب؛ فقد يتخلّف طلابهم عن الآخرين في سوق العمل.
وقال جولز وايت، الأستاذ المساعد لعلوم الكمبيوتر في جامعة فاندربيلت: “لا يسعنا تجاهل هذه التكنولوجيا، فحريّ بالطلاب والمعلمين والخريجين أن يكونوا خبراء بالذكاء الاصطناعي، لأنه ولا ريب سيحدث تحولات كبيرة في مختلف القطاعات”.