عدة شركات في مجال أنصاف النواقل مهتمة بشراء أجزاء من شركة Intel الأمريكية

⬤ تدرس Broadcom الاستحواذ على وحدة تصميم الشرائح في Intel بشرط إيجاد شريك لتولي التصنيع.

⬤ تفكر TSMC في شراء مصانع Intel مما قد يتطلب موافقة الحكومة الأمريكية لدواعٍ متعلقة بالأمن القومي.

⬤ واجه قطاع التصنيع في Intel صعوبات وعثرات في السنوات الأخيرة، مما قاد لتغيرات في السوق.

تواجه Intel، الشركة الأمريكية الرائدة في صناعة الشرائح، احتمال إعادة الهيكلة في مستقبلها القريب، في ظل مساعٍ منفصلة من قبل كل من Broadcom وTSMC لإبرام صفقات قد تؤدي إلى تقسيمها. وفي حين لا تزال هذه المناقشات في مراحلها الأولية وغير الرسمية، إلا أنها تشير إلى تحول كبير في مسار Intel.

في التفاصيل، تبحث Broadcom في إمكانية الاستحواذ على وحدة تصميم الشرائح والتسويق في Intel. ووفقاً لمصادر مطلعة، فإن Broadcom لن تمضي قدماً في هذا العرض إلا في حال العثور على شريك يتولى عمليات التصنيع الخاصة بالمارد الأزرق. ومن جهة أخرى، تدرس TSMC خيار الاستحواذ على بعض أو جميع مصانع Intel لإنتاج الشرائح، سواء عبر ائتلاف استثماري أو من خلال ترتيبات أخرى.

مواضيع مشابهة

تأتي هذه التطورات في وقت تواجه فيه Intel تحديات متزايدة في مجالي تصميم وتصنيع الشرائح. فقد كان مسار الشركة أبطأ من نظيرنها التايوانية TSMC من حيث تطوير تقنيات الشرائح المتقدمة، وهو ما قاد لصعود العديد من الشرائح المنافسة التي تصممها شركات عالمية عدة وتصنعها TSMC. وفيما كانت شركة Intel تخطط لتحولات كبرى في الفترة القادمة بقيادة رئيسها التنفيذي السابق، بات جيلسنجر، فقد بات مستقبلها أقل وضوحاً في ظل تولي فرانك ييري لقيادة الشركة بشكل مؤقت.

تعكس احتمالية تفكيك Intel اتجاهاً متزايداً في الصناعة نحو التخصص، مع ميل الشركات للتركيز إما على تصميم الشرائح أو تصنيعها، دون الجمع بين المجالين. وكانت Intel قد اتخذت بالفعل خطوات في هذا الاتجاه، إذ فصلت وحدة التصنيع عن بقية أعمالها، وباتت تتلقى طلبات من فرق التصميم الداخلية والعملاء الخارجيين على حد سواء. وهي خطوة يراها بعض المحللين تمهيداً لانقسام محتمل.

بهذا الصدد، ستطلب أي صفقة تتعلق باستحواذ TSMC على مصانع Intel موافقة الحكومة الأمريكية، والتي تنظر إلى Intel باعتبارها أحد الأصول الاستراتيجية للأمن القومي وتتابع المستجدات عن كثب، بالأخص مع دخول كيانات أجنبية على الخط. ناهيك عن قانون CHIPS لعام 2022، والذي خصص نحو 53 مليار دولار أمريكي لدعم صناعة أشباه الموصلات المحلية، ومنحت Intel بموجبه ما يصل إلى 7.9 مليار دولار لإنشاء مصانع جديدة في الولايات المتحدة. ووفقاً لشروط هذا التمويل، يجب أن تحتفظ Intel بحصة الأغلبية في مصانعها في حال تم فصلها كشركة مستقلة.

من جانب آخر، تبرز تحديات تشغيلية كبيرة مرتبطة بكون مصانع Intel مصممة في الأساس لإنتاج شرائحها الخاصة، ولم تبدأ إلا مؤخراً في تصنيع الشرائح لصالح عملاء خارجيين. أي أن تحويل هذه المصانع لإنتاج شرائح متقدمة وفقاً لعمليات TSMC سيكون عملية معقدة ومكلفة للغاية. علاوة على ذلك، تبرز مخاوف تتعلق بفرض قيود على نشر مهندسي TSMC داخل الولايات المتحدة، خاصة في ظل موقف إدارة ترامب من سياسات الهجرة، إذ يتمركز الجزء الأكبر منهم في تايوان ومناطق أخرى خارج الولايات المتحدة.

يذكر أن رغبة Broadcom في الاستحواذ على وحدة تصميم الشرائح في Intel ليست أولى محاولات الشركة للتوسع في المجال. ففي عام 2017 كانت Broadcom قد حاولت شراء Qualcomm، وهي الصفقة التي أحبطتها إدارة ترامب الأولى حينها بدواعٍ تتعلق بالأمن القومي.

شارك المحتوى |
close icon