شركة Microsoft تلغي عقود مراكز البيانات مما يثير تساؤلات حول استثماراتها في الذكاء الاصطناعي

⬤ ألغت Microsoft عقود إيجار مراكز بيانات ضخمة، ما أثار تساؤلات حول إعادة تقييم استثماراتها في الذكاء الاصطناعي.
⬤ تشير تقارير إلى أن الشركة تواجه فائضاً في القدرة الاستيعابية، خاصة مع مشاريعها المرتبطة بشريكها OpenAI.
⬤ رغم هذه التعديلات والتحليلات، تؤكد Microsoft التزامها بالاستثمار، مع استمرار خطط إنفاق 80 مليار دولار هذا العام.
هل تواجه ثورة الذكاء الاصطناعي تباطؤاً غير متوقع لدى Microsoft؟ رغم تأكيد الرئيس التنفيذي ساتيا ناديلا مؤخراً التزام شركته بتوسيع بنيتها التحتية للذكاء الاصطناعي لمواكبة وتيرة الطلب «المتسارعة،» يشير تقرير جديد من محللي TD Cowen إلى خطوة مفاجئة قد تعكس تراجعاً في الخطط الفورية.
بحسب التقرير، ألغت Microsoft عقود إيجار لمراكز بيانات في الولايات المتحدة بقدرة تصل إلى «بضع مئات من الميجا واط،» أي ما يعادل تشغيل مركزَي بيانات ضخمين. وأثارت هذه الخطوة تكهنات حول إعادة تقييم الشركة لاحتياجاتها من الطاقة الاستيعابية في ظل السباق المحموم نحو تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي.
اعتماداً على ما وصفه التقرير «بالتحقيقات الميدانية» ضمن سلسلة إمداد مراكز البيانات، لم تكتفِ Microsoft بإلغاء عقود قائمة مع مشغلين خاصين، بل أوقفت أيضاً تحويل «بيانات التأهيل؛» وهي اتفاقيات مبدئية عادة ما تؤدي إلى إبرام عقود رسمية.
حول ذلك، يرى المحلل الرئيسي في TD Cowen، مايكل إلياس، أن هذه التحركات قد تكون مؤشراً على دخول Microsoft في «حالة فائض في القدرة الاستيعابية،» خاصة فيما يتعلق بالبنية التحتية المصممة لدعم أعمال الذكاء الاصطناعي، لا سيما مشاريعها المرتبطة بشريكها الاستراتيجي OpenAI. وقد برزت هذه الشكوك مع توقف أعمال إنشاء مركز بيانات في ولاية ويسكونسن، كان من المخطط أن يكون جزءاً من دعم OpenAI، ما يعزز تلك الفرضية.
رغم هذه التطورات، لا تزال Microsoft تؤكد التزامها باستثمارات ضخمة في مجال الذكاء الاصطناعي. فإلى جانب ما قاله ناديلا، صرّحت الشركة لوكالة Bloomberg بأنها في طور «تعديل أو إعادة تنظيم» استثماراتها في بعض المناطق، وأكدت على مواصلة نموها «القوي في جميع أنحاء العالم،» وعلى استمرار خططها لإنفاق أكثر من 80 مليار دولار على البنية التحتية خلال هذا العام المالي.
مع ذلك، لم تبدد هذه التصريحات الشكوك المتزايدة. فقد أُثيرت تساؤلات حول ما إذا كانت Microsoft تعيد تقييم توقعاتها بشأن الطلب المستقبلي على الذكاء الاصطناعي، وما إذا كان التزامها باستثمار 80 مليار دولار في البنية التحتية يحمل بعض المرونة أكثر مما كان يُعتقد سابقاً.
يطرح المحللون عدة تفسيرات لهذا التراجع غير المتوقع، تتجاوز مجرد انخفاض الطلب على الذكاء الاصطناعي. وتشير إحدى الفرضيات إلى التطورات الأخيرة في العلاقة بين Microsoft وOpenAI، حيث دخلت الأخيرة في شراكة مع SoftBank لاستثمار مليارات الدولارات في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، إضافة إلى انتهاء مرحلة حصرية Microsoft كمزود رئيسي لخدماتها السحابية، وربما نقل جزءاً من أعمالها إلى Oracle في إطار شراكة جديدة.
تتعلق فرضية أخرى بتغير أولويات Microsoft في استثمارات مراكز البيانات، إذ قد تتجه الشركة نحو التركيز على المرافق المملوكة لها بالكامل داخل الولايات المتحدة، بدلاً من الاعتماد على مراكز مستأجرة، وربما تعيد توزيع استثماراتها بعيداً عن مشاريع دولية.
يكشف التقرير أيضاً أن Microsoft بررت إنهاء بعض العقود بتأخير في توافر المرافق والطاقة، وهي خطوة سبق أن لجأت إليها شركات أخرى، مثل Meta، لكبح جماح نفقاتها الرأسمالية في فترات إعادة التقييم الاستراتيجي.
علاوة على ذلك، يشير تقرير آخر من TD Cowen إلى تراجع أوسع نطاقاً في استثمارات Microsoft، حيث انتهت صلاحية عقود تزيد عن جيجا واط من الاتفاقيات لمشاريع ضخمة، إلى جانب إنهاء عقود متعددة بقدرة 100 ميجا واط.
لكن ليس الجميع مقتنعاً بأن Microsoft بصدد التراجع عن استثماراتها في الذكاء الاصطناعي. إذ يرى محلل Mizuho Securities، جوردان كلاين، أن هذه التحركات «طبيعية تماماً» لشركة بحجم Microsoft، ويؤكد أن إجراء تعديلات في خطط تأجير مراكز البيانات أمر متوقع، بل وضروري في بيئة متغيرة مثل سوق الحوسبة السحابية، حيث تمزج الشركات الكبرى بين المرافق المؤجرة والمملوكة ذاتياً.