شركة ناشئة تخطط لبناء “مدفع كبير” يطلق الأقمار الصناعية مباشرة إلى الفضاء
⬤ تعمل شركة ناشئة على تغيير طريقة إرسال الحمولات إلى الفضاء والتخلي عن الصواريخ.
⬤ تستخدم الشركة فكرة قديمة متكررة: بناء مدفع عملاق لإرسال الحمولات بسرعة تصل إلى ماخ 30.
⬤ يتطلب الإطلاق مكاناً معزولاً وسبطانة طولها كيلومترات عدة لتحقيق السرعة المطلوبة.
على الرغم من تزاحم الأقمار الصناعية في المدار الأرضي والانخفاض الكبير لتكاليف إرسال الحمولت إلى الفضاء، لا يزال هناك الكثير من الصعوبات التي تواجه المجال، ويرى الكثيرون أن هناك وسائل لتخفيض التكاليف بشكل هائل عبر اتباع أساليب بديلة تتخلى عن فكرة إطلاق الصواريخ بشكل كامل. وتعتمد معظم هذه الأفكار على إطلاق الحمولات من الأرض بسرعات هائلة بحيث لا يكون تسارع الجاذبية الأرضية كافياً لحبسها ضمن الغلاف الجوي للأرض، بل أنها تكون سريعة كفاية لتصل إلى المدار، وذلك على عكس الصواريخ التي تقوم بتوليد قوة دفع مستمرة بهدف تحدي الجاذبية بشكل مستمر منذ الانطلاق وحتى الوصول إلى المدار.
واحدة من الأفكار الجديدة في المجال هي في الواقع إعادة إحياء لفكرة ظهرت عدة مرات تاريخياً لكن دون تنفيذها بشكل حقيقي: بناء مدفع عملاق يستخدم نفس مبدأ المدافع والبنادق، لكن مع انفجارات ومقذوفات وحتى سرعات انطلاق أكبر بكثير من المعتاد. وهذا ما تخطط شركة Longshot Space الناشئة لفعله عبر إرسال الحمولات بسرعة ماخ 30 (أي 30 ضعف سرعة الصوت) لتصل إلى الفضاء.
يتضمن نظام إطلاق أو “مدفع” Longshot مُسرّعاً يستخدم الغاز المضغوط لدفع الأجسام عبر أنابيب خرسانية ممدودة أفقياً على مسافة كبيرة جداً. إذ لإطلاق الأجسام على سرعة 10 ماخ فقط، سيحتاج المدفع بنية تحتية ممتدة على طول 220 إلى 330 متراً. وللوصول إلى سرعة المشروع المستهدفة التي تتراوح من 25 إلى 30 ماخ، أي ما يتجاوز 10 آلاف كيلومتراً في الثانية، سيتطلب الأمر بنية تحتية ممتدة على طول عدة كيلومترات.
سيولد إطلاق الأجسام على هذه السرعات الهائلة دوياً يخترق حاجز الصوت مع كل عملية إطلاق، مما يفرض بناء المشروع في مكان ناءٍ للغاية. حتى أن الرئيس التنفيذي لشركة Longshot Space، مايك جريس، وصف المكان المناسب للمشروع قائلاً إنه “مكان يمكن أن تنفجر فيه قنبلة ذرية دون أن يشعر أحد”.
يعتقد الرئيس التنفيذي جريس أن الصواريخ هي “حل متقدم أكثر من اللازم” لإطلاق الأقمار الصناعية والأجسام الأخرى إلى الفضاء. ومشيراً إلى فكرة المدفع، قال جريس: “أنت بحاجة إلى نظام أبسط وأرخص بكثير، سواء من ناحية بنائه أو تشغيله.”
أضاف جريس أن الاعتماد على الصواريخ المكلفة لتوصيل الشحنات إلى المستعمرات البشرية على الكواكب الأخرى لن يكون عملياً في المستقبل بالنظر إلى التكلفة والطلب. لذلك بدأ جريس بالتفكير في طريقة توصل الأجسام إلى الفضاء مقابل تكاليف منخفضة للغاية.
تواجه شركة Longshot Space بعض المنافسة الجادة في مجال إطلاق الأجسام إلى الفضاء، وأبرزها مشروع SpinLaunch الذي يعمل على بناء نظام شبيه بالمنجنيق لإطلاق الأقمار الصناعية إلى المدار عبر الاستعانة بالسرعة الدورانية أولاً، لكن وفي الحالتين لا تزال هذه المشاريع تواجه كماً كبيراً من التحديات، ولعل أبرزها أن الوصول إلى السرعات الهائلة المطلوبة قد لا يكون متاحاً أصلاً لمعظم الحمولات. إذ أن سرعات كبيرة مثل ماخ 30 تعني الكثير من الاحتكاك بالهواء وارتفاع الحرارة بشكل هائل، وسيعني ذلك الحاجة للكثير من التطوير للحمولات لتتحمل هذه الظروف في حال تحقيق السرعة أصلاً.
منذ الآن، تحظى شركة Longshot بدعم جهات بارزة مثل سام ألتمان، الرئيس التنفيذ لشركة OpenAI، وشركة Draper لرأس المال المخاطر. ويبدو جريس متأكداً من قدرته على عقد الصفقات بسبب تكلفة المشروع المنخفضة. قال جريس: “السر في الحصول على دعم لهذا المشروع هو بناء نظام رخيص للغاية. فعليك أن تبني نظاماً مصمم ليكون بسيطاً. اجعل النظام أكبر، وليس أكثر ذكاءً. فذلك مكلف للغاية.”