شركة تقنية طبية ترعب مستخدميها وترسل لهم إشعاراً خاطئاً بكونهم مصابين بالسرطان
⬤ بسبب خطأ تقني، أرسلت شركة ناشئة رسائل ل 408 مرضى تخبرهم بها بأنهم مصابون بالسرطان بعد الفحوصات.
⬤ تقدم الشركة الناشئة Grail فحصاً “ثورياً” للكشف المبكر عن السرطان، والذي أظهر دقة عالية في تجاربه المبكرة.
⬤ قامت الشركة بمحاولة إصلاح الخطأ بإخبار مستخدميها بأن الرسالة خاطئة، لكن الضرر كان قد حل بسمعة الشركة ونفسية المرضى.
تفاجئ مئات من عملاء الشركة الناشئة في مجال التقنية الطبية، Grail، بإشعار يصلهم ويخبرهم أنهم قد يكونون مصابين بالسرطان. لكن وبعد الضغط النفسي الشديد الذي يسببه هذا النوع من الأخطاء، عادت الشركة لتحاول تصحيح الحالة وتخبر العملاء أن الرسالة قد وصلتهم بالخطأ.
وفقاً لوثائق شركة Grail الداخلية، أرسلت الشركة الشهر الماضي 408 إشعاراً “عن طريق الخطأ” إلى عملائها تخبرهم بأن تحليل فحوصات دمهم تشير إلى احتمال إصابتهم بالسرطان. والغريب أن الشركة قالت إن أكثر من نصف الأشخاص الذين تلقوا الإشعارات المرعبة لم تسحب منهم عينات دم بعد.
بالحديث عن الفحوصات، تدّعي شركة Grail أن فحصها Galleri للكشف المبكر عن السرطان قادر على كشف أكثر من 50 نوعاً من السرطان من عينة دم واحدة، وحتى لقبته الشركة بأنه “ثوري”. لكن يحذر الخبراء من أن تجارب الفحص المبكرة لم تكن حاسمة، وأنه يجب أن يخضع الفحص لتجارب السريرية واسعة النطاق قبل إطلاقه.
ففي التجربة، استطاع بحث Galleri كشف علامات لمرض السرطان في 323 شخص من أصل 6,238 شخص، وتم تشخيص 244 منهم بالسرطان. أي أن دقة الفحص وصلت إلى 75%. لكن حذر الخبراء من أن تقنية الفحص لا تزال سوى “خطوة أولى” وتحتاج إلى مزيد من التطوير.
وقالت شركة Grail، وهي شركة تابعة لعملاقة التسلسل الجيني Illumina، أن الإشعارات الخاطئة كانت نتيجة خلل في برنامج لمزودها لخدمات التطبيب عن بُعد، PWNHealth، وأنها لم تكن مرتبطة أو ناجمة عن نتائج فحوصات خاطئة. وأن موظفي المزود اتصلوا بجميع متلقي الإشعارات “في غضون 36 ساعة” بعد إرسالها لتصحيح الخطأ.
ولسوء الحظ، حدث هذا الخطأ قبل أيام معدودة من موعد تقديم Grail لفحصها “الثوري” في أكبر مؤتمر للسرطان في الولايات المتحدة. ويبدو الآن أن شركات التأمين والداعمين الماليين للمشروع يعيدون التفكير في قرارهم.
اعترفت عملاقة التأمين على الحياة MassMutual، والتي شاركت في البرنامج التجريبي لفحص شركة Grail، بأن “عدداً قليلاً” من عملائها قد تضرروا من الخطأ وأنها بالنتيجة أوقفت مشاركتها. بينما قالت شركة التأمين Principal أنها تعيد النظر في علاقتها مع الشركة الناشئة.
بالحديث عن الشركات الناشئة المتخصصة بالفحوصات المخبرية، لا بد من ذكر شركة Theranos التي صعدت بشكل صاروخي إلى الشهرة كأهم شركة تقنية طبية في نهاية العقد الأول من الألفية، لكنها فضحت لاحقاً كعملية احتيالية بالدرجة الأولى. وبعد سنوات من التحقيقات والأخذ والرد جرى سجن مؤسسة الشركة، إليزابيث هولمز، مؤخراً ضمن عقوبتها التي تتضمن السجن لـ 11 عاماً وغرامة تتجاوز 450 مليون دولار أمريكي.