شبح الحظر الأمريكي يهدد TP-Link الصينية مع مزاعم أمنية اختلطت فيها التقنية بالسياسة
⬤ تواجه شركة TP-Link تحقيقات بشأن ثغرات أمنية في أجهزتها سمحت بشن هجمات كبيرة في الولايات المتحدة.
⬤ تهيمن TP-Link الصينية على سوق الراوترات في الولايات المتحدة بحصة تبلغ 65% من المبيعات.
⬤ تشمل الإجراءات المطروحة حالياً تقييدات لمبيعات الشركة، مع ترك قرار الحظر الكلي من عدمه لولاية ترامب القادمة.
تواجه شركة TP-Link الصينية موجة انتقادات حادة في أوساط الجهات الأمريكية الرسمية، بعد الحديث عن ثغرات أمنية خطيرة تكتنف أجهزة التوجيه التي تبيعها الشركة، بالأخص تلك الموجودة في عدد لا بأس به من الكيانات والشركات في الولايات المتحدة. وذلك وفقاً لما أوردته صحيفة The Wall Street Journal في تقرير لها.
في الوقت الراهن، تهيمن TP-Link على سوق أجهزة التوجيه في الولايات المتحدة، ووفقاً لتقرير الصحيفة المذكورة، فقت نمت حصة الشركة الصينية من 20% في عام 2019 إلى 65% من المبيعات في البلاد هذا العام. في حين أشار أحدث تقرير من منصة Lansweeper لتكنولوجيا المعلومات إلى أن حصة TP-Link في أجهزة التوجيه المنزلية في الولايات المتحدة تبلغ 12%. وتبلغ حصتها السوقية العالمية نحو 17.8% في أحدث بيانات من الشركة نفسها.
بدأت تحقيقات الجهات الرسمية الأمريكية، ومن بينها وزارات التجارة، والدفاع، والعدل، في أعقاب تقارير عدة أشارت إلى خروقات أمنية في أجهزة TP-Link مرتبطة بهجمات سيبرانية متنوعة. فقد أكد تقرير نشرته Microsoft في أكتوبر الماضي على استخدام أجهزة التوجيه المخترقة من TP-Link في عمليات برمجيات الفدية، كما ووجد أن تلك الأجهزة تمثل نسبة الغالبية من الأجهزة المخترقة في هجوم اختراق ونشر كلمات المرور، صيني المنشأ. وقد أسبغت الشركة على ذلك الهجوم سمة التهديد المرتبط بالدولة.
لم يكن تقرير Microsoft هو الوحيد أو الأول من نوعه الذي يشير إلى ثغرات وسقطات في أجهزة توجيه TP-Link، ففي أغسطس الماضي، ظهرت دعوات لفتح تحقيق فيما قيل إنه مستوى متدنٍ من الامتثال والالتزام بالمعايير الأمنية، حتى الصينية منها، وهو ما يبدو وأنه قد ساهم في استعمال أجهزة TP-Link في عدد لا بأس به من الهجمات الكبيرة.
من جانبها، لم تستسغ TP-Link تلك الاتهامات بالطبع، ونفتها بالمطلق، بالأخص تلك المزاعم التي تتحدث عن أن أجهزتها ذات مستوى أمان أدنى مقارنة بما لدى الشركات الأخرى. وقد تطرق أحد ممثلي الشركة إلى قائمة نقاط الضعف المعروفة المستغلة (KEV) الصادرة عن وكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية (CISA) الأمريكية، حيث جرى ذكر TP-Link في حدثَين منها فقط، مقابل ثمانية من شركة Netgear، وعشرين لشركة D-Link. في حين لم يرد ذكر لشركات أخرى معروفة في المجال، مثل Asus، وLinksys، وEero.
بالحديث عن الإجراءات اللاحقة لذلك، من المبكر إلى حد ما الحديث عن إقرار حظر كلي على TP-Link، لكن الإدارة الأمريكية بدأت بمناقشة إجراءات تقييد بالفعل. وفي حال كان لا بد من الحظر، فسيكون حكماً في ولاية الرئيس المنتخب دونالد ترامب، والذي صادق في عام 2019 على قرار حظر مماثل أطاح بالعملاق الصيني، شركة هواوي.