سام ألتمان يعترف: التوزيع العادل لمكتسبات الذكاء الاصطناعي مهمة صعبة

⬤ أكد سام ألتمان أن توزيع المكاسب وتحقيق العدالة في الذكاء الاصطناعي يتطلب حلولاً جديدة لموازنة رأس المال والعمل.

⬤ أشار ألتمان إلى أن تكلفة تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي ستظل مرتفعة، بينما ستنخفض تكلفة استخدامه تدريجياً.

⬤ شدد ألتمان على أن OpenAI ستتخذ قرارات مثيرة للجدل بشأن الذكاء العام الاصطناعي، مع استمرار شراكتها مع Microsoft.

في مقالة جديدة نُشرت على مدونته الشخصية، كشف الرئيس التنفيذي في OpenAI، سام ألتمان، عن انفتاح شركته على فكرة «ميزانية الحوسبة»، إلى جانب مقترحات أخرى قد تبدو غريبة، بهدف «تمكين جميع سكان الأرض من الاستفادة المكثفة من الذكاء الاصطناعي» وضمان توزيع منافع هذه التقنية على نطاق واسع.

أشار ألتمان إلى أنه وبرغم تحسين المؤشرات الحيوية للمجتمعات، ليس تحقيق المساواة بالنتيجة الحتمية للتطور التقني، وقد يتطلب ذلك أفكاراً جديدة، ويستدعي تدخلاً مبكراً لمعالجة خلل التوازن بين رأس المال والعمل. واعترف بسهولة الفكرة نظرياً واستعصاء الحلول عملياً، مع شبح البطالة الجماعية يلوح في الأفق كنتيجة حتمية لازدهار تقنيات الذكاء الاصطناعي ما لم يتم تدارك الأمر.

سبق وأن تطرق ألتمان لفكرة اقتراب عصر الذكاء العام الاصطناعي (AGI)، الذي يعرّفه بأنه «نظام قادر على التعامل مع مشكلات متزايدة التعقيد، بمستوى يعادل القدرات البشرية، عبر مجالات متعددة.» وأكد على ضرورة إخضاعه للإشراف البشري المكثف والتوجيه المستمر، على اعتبار أنه بعيد بطبيعته عن الكمال، وقاصر عن ابتكار الأفكار الكبرى، ومحكوم بالفشل في مجالات شتى.

مواضيع مشابهة

يتشارك ألتمان رؤية داريو أمودي، الرئيس التنفيذي لشركة Anthropic، في أن القيمة الحقيقية لهذه الأنظمة تكمن في تشغيلها على نطاق واسع، وبلوغ عالم تتولى فيها ملايين من أنظمة الذكاء الاصطناعي فائقة الكفاءة تنفيذ المهام في مختلف المجالات. مع عدم إنكار المبالغ الجسيمة التي يتعين إنفاقها لبلوغ واقع كهذا، وهو ما نراه في تسابق إنفاق شركات التقنية المهول في هذا القطاع.

لكن في الوقت ذاته، تتناقص تكلفة استخدام مستوى معين من الذكاء الاصطناعي بوتيرة كبيرة، أي أن دفع حدود هذه التقنية إلى الأمام لن يكون أرخص، لكن سيحصل المستخدمون على أنظمة أكثر تطوراً وبأسعار متناقصة تدريجياً. ولنا في DeepSeek الصيني خير مثال. مع بقاء مستوى الذكاء العام الاصطناعي مرهوناً باستثمارات ضخمة رغم ذلك.

أما فيما يتعلق بكيفية طرح OpenAI لأنظمة الذكاء العام الاصطناعي، في حال تمكنت بالفعل من تطويرها، أشار ألتمان إلى أن شركته ستتخذ «قرارات وتقييدات كبرى،» و«قد لا تحظى بالقبول عامة».

مع بدء تحولها نحو هيكلية ربحية، تبدلت توجهات OpenAI وتبعثرت ـ إلى حد ما ـ تعهداتها السابقة المتعلقة بالمشاركة والاخلاقيات والضوابط. وتستهدف حالياً الوصول إلى 100 مليار دولار من العائدات بحلول عام 2029، وهو رقم يعادل الإيرادات السنوية الراهنة لكل من Target وNestlé.

في ظل هذا التحول، أكد ألتمان أن هدف OpenAI الأساسي في تطوير تقنياتها المستقبلية سيكون «تعزيز قدرة الأفراد على الاستفادة من الذكاء الاصطناعي»، وتقويض استخدامه في غير صالح المجتمعات. كما أقرّ مؤخراً بأن الشركة لم تكن على الجانب الصحيح من التاريخ فيما يخص إتاحة تقنياتها كمفتوحة المصدر. مضيفاً تصوره «بتغلغل الذكاء الاصطناعي جميع قطاعات الاقتصاد والمجتمع،» وما يقتضيه ذلك من ضرورة منح الأفراد مزيداً من السيطرة، مقراً بأن تحقيق التوازن بين الأمان والأريحية «سيتطلب بعض التنازلات.»

في ملاحظة جانبية بمقاله، أوضح ألتمان أن OpenAI لا تعتزم إنهاء شراكتها مع مستثمرها الرئيسي Microsoft في المستقبل القريب، رغم الجدل حول تعريف مصطلح الذكاء العام الاصطناعي. بعد انتشار تقارير أشارت لاتفاق OpenAI وMicrosoft على تعريف تعاقدي يتمثل في أنظمة قادرة على تحقيق 100 مليار دولار من الأرباح، وهو ما يمنح OpenAI فرصة إعادة التفاوض حول شروط الاستثمار بمجرد الوصول إلى هذا الحد.

شارك المحتوى |
close icon