سام ألتمان يريد منافسة إيلون ماسك باقتحام مجال الفضاء أيضاً

⬤ تسعى شركة Longshot Space، بدعم من سام ألتمان، إلى تطوير مدفع فضائي عملاق لإطلاق الحمولات دون صواريخ.

⬤ تعتمد التقنية على الغازات المضغوطة لدفع الأجسام بسرعات فائقة، مع خطط لإنشاء مدفع بطول 10 كيلومترات.

⬤ يمثل المشروع جزءاً من المنافسة المحتدمة بين ألتمان وإيلون ماسك، والتي تمتد إلى الذكاء الاصطناعي والسياسة.

تخيل إطلاق حمولات إلى الفضاء ليس عبر الصواريخ، بل بواسطة مدفع عملاق قادر على قذف الأجسام بسرعات هائلة! هذه هي الرؤية الطموحة التي تسعى شركة Longshot Space، ومقرها أوكلاند، إلى تحقيقها، في تحدٍ جريء للصناعة التقليدية لإطلاق المركبات الفضائية، وقد حظيت بدعم من بعض الأسماء البارزة في عالم التقنية، من بينهم سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، الذي يبدو أنه يوسع استثماراته لتشمل مغامرات جريئة بقدر ما هي مبتكرة.

وفقاً لرئيسها التنفيذي، ناثان سايشك، يتمثل الهدف الرئيسي للشركة في بناء «مدفع فضائي عملاق للمساهمة في استعمار النظام الشمسي،» وذلك بالاعتماد على استثمار ضخم في البنية التحتية مقدماً، لتوفير وسيلة وصول منخفضة التكلفة إلى الفضاء على المدى الطويل. أي أن المفهوم في جوهره بسيط؛ تجاوز التعقيد وتكاليف الصواريخ الباهظة، والاعتماد بدلاً من ذلك على إطلاق الأجسام إلى المدار عبر قوة الدفع المباشر.

مواضيع مشابهة

الآلية التي تعتمدها الشركة طموحة بقدر ما هي مثيرة للاهتمام. إذ تقوم Longshot بتطوير نظام يعتمد على الغازات المضغوطة لدفع الأجسام عبر ماسورة مدفع تمتد لمسافة طويلة، وعلى مراحل متعددة، بهدف الوصول إلى سرعة تعادل 25 ضعف سرعة الصوت.

أظهرت التجارب الأولية مع الأجسام الصغيرة نجاحاً مبشراً. وقد حدد الشركة خطوتها القادمة ببناء مدفع أكبر في صحراء نيفادا، بطول أكثر من نصف كيلومتر وقطر 76 سنتيمتر، تمهيداً للهدف النهائي بتشييد مدفع ضخم يمتد لنحو عشرة كيلومترات، لإرسال الأجسام مباشرة إلى الفضاء.

بطبيعة حال، لا ينحصر مشروع Longshot Space في الابتكار الهندسي؛ فهو أيضاً جزء من مشهد تنافسي يتشابك مع التنافس المتزايد بين سام ألتمان، وإيلون ماسك.

يمتد الصراع بين الطرفين إلى ما هو أبعد من حدود الفضاء، ليشمل أيضاً مجالات الذكاء الاصطناعي، بل وحتى الساحة السياسية. وسط منافسة متزايدة على النفوذ، لا سيما في أوساط التيار الداعم للرئيس الأمريكي دونالد ترامب. فكل من OpenAI من جهة، وإمبراطورية ماسك، التي تضم SpaceX وTesla وxAI، من جهة أخرى تعتمدان بدرجات متفاوتة على دعم الحكومة، من خلال العقود الفيدرالية والتراخيص والموافقات التنظيمية.

بهذا الصدد، يمكن قراءة رهان ألتمان الأخير في مجال الفضاء في إطار تنامي حاجة OpenAI للدعم الحكومي في ظل احتدام المنافسة والضغوط الداخلية. كما أن تفوق الشركة في سباق الذكاء الاصطناعي أصبح مهدداً، إضافة إلى تذبذبات العلاقة مع شريكها الرئيسي Microsoft، إلى جانب تعرضها لمجموعة متزايدة من الدعاوى القضائية والتحقيقات.

شارك المحتوى |
close icon