روبوت ذو هيئة بشرية هو العامل الأحدث في مصانع شركة BMW للسيارات
⬤ كشفت شركة BMW عن إضافة عامل جديد إلى أحد مصانعها الأمريكية، لكن هذا العامل ليس سوى روبوت ذي هيئة بشرية.
⬤ يقارب العامل صفات البشر مع طول 167 سنتيمتراً ووزن 59 كيلوجراماً كما أنه يسير على قدمين ويستخدم أصابع يده أيضاً.
⬤ تحاول العديد من شركات السيارات الانتقال للاعتماد على الروبوتات وتنحية العمالة البشرية من العملية عالية الأتمتة أصلاً.
أحدث عامل سيارات في شركة BMW يبلغ طوله 167 سنتيمتراً، ووزنه 59 كيلوجراماً، وكما العمال الآخرون يمشي على قدمين، ويستخدم خمسة أصابع في تجميع الآلات – ويأخذ استراحة كل خمس ساعات، لكن بدلاً من الراحة وتناول الغداء، فهو يوصل نفسه بالكهرباء.
بموجب صفقة هي الأولى من نوعها، ستبدأ مصانع عملاقة السيارات الألمانية BMW باستخدام الروبوتات البشرية التي تصنعها شركة Figure الأمريكية، وذلك في عدة مصانع حول العالم سيكون أولها في الولايات المتحدة. لطالما كانت الروبوتات وبالأخص الأذرع الروبوتية أدوات أساسية في خطوط تجميع السيارات، ولكن هذه هي المرة الأولى التي تنضم فيها الروبوتات ذات الشكل البشري إلى المعركة – مع ما يترتب على ذلك من آثار كبيرة محتملة على سوق العمل. منذ الآن هناك الكثير من الاختبارات لتحديد فائدة الروبوتات ذات الهيئة البشرية في مجالات مثل المستودعات والمشافي ودور المسنين وسواها. كما كانت شركة تسلا قد تحدثت عن كون روبوتها الذي تعمل على تطويره منذ سنوات يهدف للمساعدة في مصانعها عالية الاعتماد على الروبوتات أيضاً.
لا يزال الغموض يلف ما يمكن أن تقدمه هذه الروبوتات لصالح صانع السيارات، إلا أن الاتفاق بين Figure وBMW يدعو إلى «نشر الروبوتات البشرية في بيئة تصنيع السيارات» مع اعتماد «نهج قائم على الإنجازات». ففي المرحلة الأولى، ستقوم شركة Figure بتحديد حالات الاستخدام الأولية لروبوتاتها في مجال إنتاج السيارات. وبعد ذلك، ستبدأ الروبوتات في الانتشار المرحلي في منشأة تصنيع BMW وستتعاون الشركتان لـ «استكشاف مجالات التكنولوجيا المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي والتحكم في الروبوت والمحاكاة الافتراضية للتصنيع وتكامل الروبوت».
تتطلع العديد من شركات صناعة السيارات إلى الاعتماد بشكل أكبر على الروبوتات لمواجهة ارتفاع تكاليف العمالة، حسبما ذكرت تقارير أخيرة من صحيفة Wall Street Journal. ويظهر الأمر بوضوح في الولايات المتحدة حيث حققت نقابات عمال السيارات نصراً كبيراً مع اتفاقية عمل كبرى مع عمالقة صناعة السيارات في الولايات المتحدة: فورد، وGM، وستيلانتس، وهو ما سيترجم إلى أجور أعلى للعمال وتكاليف أكبر لعمليات التصنيع. ولدى سؤاله عن مخططات الشركة لمواجهة ارتفاع تكلفة التصنيع، كان جواب الرئيس المالي لشركة فورد هو «الفرص المتزايدة في الأتمتة»، وهو ما يعكس توجهاً متزايداً في المجال لاستبدال العمالة البشرية جزئياً أو حتى كلياً بآلات أقل تكلفة على المدى البعيد.
على الرغم من العنوان الطنان لاستخدام شركة سيارات عملاقة لروبوتات ذات هيئة بشرية، فمن المهم التنويه إلى أن بناء هذه الروبوتات هو أمر شديد التعقيد والصعوبة، وبالأخص كونها تمشي على أطراف بدلاً من العجلات، ويتوجب عليها استخدام أيديها وأصابعها للتعامل مع المحيط. لذا من غير المستغرب أن عدد الشركات التي تزدهر في المجال محدودة للغاية حالياً. كانت شركة Boston Dynamics الأمريكية أحدى رواد مجال الروبوتات ذات الهيئة والحركة البشرية، لكن وفي السنوات الأخيرة ظهرت نماذج من Agility التي تتعاون مع أمازون أو Apptronic التي تنتج روبوتاً لعمل المستودعات وتتعاون مع وكالة الفضاء الأمريكية، ناسا، أو حتى تسلا وروبوتها Optimus الذي تلقى انتقادات حادة عند ظهوره الأولي لكنه يبدو وكأنه يتطور بشكل سريع.
سوف يستغرق الأمر بعض الوقت قبل أن تتمكن الروبوتات ذات الهيئة البشرية من تولي وظيفة عامل السيارات – إن كان حدوث ذلك ممكناً أصلاً – ولكن سيكون علينا توقع المزيد من التطورات اللافتة للنظر في هذا المجال.