كمطور تطبيقات، كيف ترفع أرباح تطبيقاتك إلى أعلى حد ممكن؟
يستمر مجال تطوير التطبيقات والألعاب بالنمو في السنوات الأخيرة بشكل يجعله محبباً للكثيرين، فمع أن البرمجة وتصميم التطبيقات والألعاب تحتاج إلى معرفة متقدمة ومهارة عالية وجهد استثنائي، فقصص النجاح منتشرة في كل مكان بشكل يغري الكثير من الشباب إلى هذا المجال القادر على توفير أرباح كبيرة لمن يعرف كيف يدير مشاريعه ضمنه، لكن وبينما يركز الكثيرون على التطوير بحد ذاته كالنقطة الأساسية، يتجاهل البعض أهمية التسويق من جهة، وإدارة مصادر الربح من الجهة الأخرى.
تمتلك التطبيقات اليوم العديد من مصادر الربح المختلفة، والتي تتنوع من الإعلانات على التطبيقات المجانية، وصولاً إلى الاشتراكات الدورية وعمليات الشراء داخل التطبيق. لكن معرفة مصادر الربح وحده لا يكفي حقاً، بل من المهم إدراك الطرق المثلى لتحقيق الأرباح بأقصى ما هو متاح.
عادة ما تكون الأرباح الإجمالية هي محصلة ضرب قيمتين أساسيتين: عدد المستخدمين النشطين، وقيمة الربح المتوسط من كل مستخدم. حيث أن امتلاك ملايين المستخدمين الذين لا يوفرون الربح غير مفيد، كما أن امتلاك معدل ربح مرتفع دون عدد كاف من المستخدمين يؤدي إلى الخسارة. لذا عادة ما تنقسم عملية زيادة الأرباح إلى نوعين أساسيين من الطرق: زيادة عدد المستخدمين، وزيادة معدل الربح من كل مستخدم.
طرق زيادة الأرباح بزيادة مستخدمي التطبيق
بفرض أن كمية الربح التي يحققها المطور من كل مستخدم ثابتة وغير قابلة للزيادة، عادة ما يكون الطريق الأفضل هو زيادة أعداد المستخدمين الفعالين للتطبيق أو اللعبة، ومن الممكن القيام بذلك بالاعتماد على الأمور التالية:
إن كان التطبيق مدفوعاً، أتح مدة تجريبية دائماً
في حال كنت تنوي اتباع أسلوب تمويل التطبيق من بيعه مقابل سعر محدد أو تقديمه مقابل اشتراك دوري، من المفيد دائماً أن يكون هناك مدة تجريبية مجانية متاحة ليتمكن المستخدمون من تقييم التطبيق وتجربته أولاً قبل اتخاذ قرار الشراء. ومع أن الكثير من المستخدمين قد لا يشترون التطبيق أو يشتركون به بعد التجربة، فإتاحة المدة التجريبية أمر أساسي لزيادة عدد مرات التحميل للتطبيق، فحتى تحول 10% فقط من مليون تحميل تجريبي إلى إصدار مدفوع أفضل من ألف عملية شراء دون إتاحة نسخة تجريبية.
الحالة المعتادة للنسخ التجريبية هي أن تتيح كامل ميزات التطبيق لفترة محدودة من الزمن، لكن من الممكن اتباع أساليب أخرى لزيادة احتمال تحول المستخدم التجريبي إلى زبون، فمن الممكن وضع المدة التجريبية كحد أعلى لعدد المهام المجانية المتاحة، أو أن تكون النسخة التجريبية تستعرض النتائج لكنها لا تتيح استخراجها حتى إتمام عملية الشراء.
وفر نسخة مجانية مع ميزات أضعف بالإضافة للنسخة الاحترافية
الفكرة من هذا الأسلوب بسيطة للغاية: اصنع نسختين من التطبيق، الأولى تتيح الميزات الأساسية فقط وبشكل محدود وتقدم للمستخدمين مجاناً أو بالاعتماد على الإعلانات، حيث تلاقي هذه النسخة رواجاً أكبر بين المستخدمين بحكم كونها مجانية. لكن ابقِ على الميزات المتقدمة مقفلة خلف جدار دفع مالي في نسخة ثانية “احترافية” من التطبيق يمكن الحصول عليها من الشراء أو الاشتراك.
عادة ما تحتاج هذه الطريقة إلى استراتيجية بعيدة المدى للنجاح، حيث تكون الخطوة الأولى هي تحقيق النجاح الواسع والانتشار باستخدام الإصدار المجاني من التطبيق، ومن ثم الاستفادة من شعبية الإصدار المجاني بدفع المستخدمين نحو شراء الإصدار المدفوع الذي يحقق ربحاً أكبر لك.
اقرأ أيضاً: كم تقتص متاجر التطبيقات من مبيعات الألعاب والتطبيقات؟
احرص على رضا المستخدمين والتقييمات العالية
في حال كنت تريد لتطبيقك النجاح وجذب عدد كبير من المستخدمين لاحقاً، من المهم أن تكون صادقاً في ادعاءاتك وأن توفر تجربة مستخدم ممتازة تبقي المستخدم راضياً وتقييم التطبيق عالياً. حيث أن أي تقييم دون 4 نجوم من 5 سيؤذي حظوظ التطبيق بشدة وبالأخص إن كان مدفوعاً، فيما أن تقييماً عالياً وبالأخص أعلى من 4.5 عادة ما يترجم إلى إقبال أكبر من المستخدمين لأنهم سيرونه كتجربة موثوقة.
قد يلجأ البعض إلى التلاعب بتقييمات المتاجر بشكل خبيث عبر حسابات وهمية أو من مقدمي خدمات من هذا النوع، لكن هذه الاستراتيجية تفشل على المدى البعيد، كما أنها لا تضمن الربح على المدى القريب حتى، وعادة ما تتسبب بحذف التقييمات المزيفة بأفضل الحالات، أو إزالة حساب المطور الخاص بك في حالات أخرى، لذا فالالتزام بالقواعد فكرة أفضل دائماً ولو أنها تتطلب جهداً أكبر.
طرق زيادة معدل الربح من كل مستخدم على حدة
يمكن اعتماد هذه الطرق في الحالة العامة، لكنها تظهر أهميتها الكبيرة عندما يكون تطبيقك ناجحاً كفاية بحيث يصبح منتشراً لدى النسبة الأكبر من قاعدة المستخدمين الممكنة، وهنا يصبح من المهم رفع معدل أرباحك من كل مستخدم كون تنمية عدد المستخدمين غير متاح.
الاشتراكات أربح بكثير من الشراء مرة واحدة
عادة ما تتاح التطبيقات أو الألعاب المدفوعة مقابل الشراء مرة واحدة بمبلغ كبير نسبياً، أو عبر توفيرها كخدمة واشتراك دوري أرخص ثمناً لكن الميزات تتوقف بمجرد انتهاء الاشتراك. ومع أن بعض التطبيقات قد لا تكون مناسبة لفكرة الاشتراكات أصلاً، ففي حال كان الأمر متاحاً عليك اختيار الاشتراك الدوري دائماً مقابل الشراء مرة واحدة.
عادة ما تكون الاشتراكات الشهرية رخيصة الثمن نسبياً، ونادراً ما تتجاوز 5 دولارات شهرياً. لكن حتى اشتراك شهري بقيمة دولار واحد فقط للمستخدم من الممكن أن يكون أربح بكثير من البيع إن كان المنتج الذي تقدمه جيداً كفاية.
بالطبع من المهم لأي تطبيق يعمل بأسلوب الاشتراكات أن يقدم تياراً مستمراً من الميزات والمحتوى الجديد للمستخدمين، حيث أن التلكؤ وتوقف الدعم سيدفع الكثيرين لهجر التطبيق، لكن في حال دعم التطبيق بالشكل الصحيح من الممكن للاشتراك أن يوفر مصدر دخل مستقر ومستمر لمطور التطبيق بشكل يضمن استقلاله المالي لسنوات تالية وأن يمول تطوير مشاريع جديدة كذلك.
اقرأ أيضاً: من أين تجني التطبيقات المال؟ أفضل طرق تمويل مطوري التطبيقات
استهدف مجالات محددة وصغيرة نسبياً في تطبيقاتك
مع ملايين التطبيقات المتاحة اليوم للمستخدمين، يمكن المراهنة بأن هناك مئات تطبيقات تعديل الصور والفلاتر وتحرير الفيديو وإدارة الملفات وسواها، فهذه المجالات عامة للغاية ويستهدفها الكثير من المطورين القدماء والجدد لأن عدد مستخدميها المحتملين مرتفع للغاية. لكن المشكلة هنا هي أن المجالات الأكبر تعني منافسة أكبر واحتمال وجود خيارات مجانية ومع ميزات أفضل حتى بحيث يموت أي تطبيق تقوم بصنعه دون فرصة حقيقية بالنجاح.
أفضل سبيل للنجاح وتحقيق ربح أكبر من كل مستخدم هو استهداف المجالات الصغيرة والاهتمامات الجانبية التي لا تتلقى الكثير من الاهتمام وبالتالي لا توجد منافسة حقيقية ضمنها. هذه المجالات الصغيرة قد تكون مجالات احترافية متعلقة بمهن أو اختصاصات دراسية معينة، أو أنها قد تتعلق باهتمامات عامة أو مهام لا يريدها الجميع بل نسبة صغيرة من المستخدمين فقط.
عندما تغيب المنافسة سيكون من الممكن تحقيق الربح الكبير لأن المستخدمين سيقبلون بأي سعر أو اشتراك تضعه تقريباً، وفي حال كنت مبكراً كفاية للسيطرة على مجال صغير ما سيكون من الصعب على المنافسين التاليين سرقة المستخدمين منك وبالتالي ستحتفظ بقاعدة مستخدمين فعالين مستقرة، كما ستحظى بمعدل ربح من المستخدم أفضل من المجالات الكبيرة والمتنوعة.