رغم تحقيق إيرادات قياسية، خسائر شركة مؤسس تيليجرام السابقة (VK) تعاني خسائر مليارية
⬤ تضاعفت خسائر VK ثلاث مرات عام 2024 رغم تحقيقها إيرادات قياسية بلغت 147.6 مليار روبل.
⬤ أعلنت VK عن إصدار إضافي للأسهم بقيمة 115 مليار روبل لتخفيف عبء ديونها المتزايدة.
⬤ هبطت أسهم VK بأكثر من 6% عقب الإعلان، متأثرة بالضغوط المالية والجيوسياسية المستمرة.
كشفت شركة VK، عملاق الإنترنت الروسي والمشغل الرئيسي لأشهر منصة تواصل اجتماعي في البلاد، VKontakte، عن صورة مالية قاتمة لعام 2024، حيث تضاعفت خسائرها الصافية بنحو ثلاثة أضعاف، رغم تحقيقها إيرادات قياسية. وأعلنت الشركة، يوم الخميس، عن نيتها إطلاق إصدار إضافي من الأسهم بهدف تخفيف عبء ديونها المتزايدة، وهو ما أدى إلى تراجع أسهمها المدرجة في بورصة موسكو بشكل حاد.
وفقاً لأحدث تقاريرها المالية، بلغت خسائر VK الصافية 94.9 مليار روبل (1.12 مليار دولار) خلال عام 2024، مقارنة بنحو 34.3 مليار روبل في العام السابق، في زيادة حادة رغم ارتفاع الإيرادات بنسبة 23% على أساس سنوي، لتصل إلى 147.6 مليار روبل (1.74 مليار دولار). واللافت أن VK لم تذكر حجم خسائرها الصافية في بيانها الصحفي الأولي، الذي ركز على الإعلان عن نمو الإيرادات، ما أثار تساؤلات بين المراقبين في السوق.
أوضحت VK أن القفزة في الخسائر تعود إلى ارتفاع النفقات المخصصة لتعزيز قاعدة مستخدميها وتحسين محتواها، حيث استثمرت في استقطاب صناع المحتوى، وإنتاج مواد تفاعلية، وتحديث بنيتها التقنية، وتطوير قدراتها، إلى جانب توسيع فريق عملها. ورغم أن هذه الاستثمارات ساهمت في تحقيق نمو بالإيرادات، لا سيما زيادة بنسبة 20% في عائدات الإعلانات الرقمية التي تمثل ما يقارب ثلثي إجمالي دخلها، إلا أنها أثرت بشكل كبير على صافي الأرباح.
لتخفيف عبء ديونها المتصاعدة، كشفت VK عن خطط لزيادة رأسمالها من خلال إصدار أسهم إضافية بقيمة تصل إلى 115 مليار روبل (1.36 مليار دولار). وأكدت الشركة أن العائدات المتحصلة من هذا الطرح ستُخصص مباشرة لخفض مديونيتها، إذ بلغت نسبة الدين إلى حقوق المساهمين 6.44 حتى 31 ديسمبر 2024. وأشارت VK إلى التزامها بتقليل هذه الأعباء المالية، مع الاتجاه إلى تنفيذ مشاريع استثمارية كبرى عبر شراكات، في خطوة تعكس نهجاً أكثر تحفظاً تجاه التوسعات المستقبلية واسعة النطاق.
أثارت هذه المستجدات رد فعل سريعاً في السوق، حيث هبطت أسهم VK في بورصة موسكو (MOEX) بأكثر من 6% يوم الخميس، لتستقر عند 305.7 روبل بحلول منتصف اليوم. ويأتي هذا التراجع في سياق انخفاض طويل الأمد، إذ كانت أسهم الشركة عند تداول بنحو 1,000 روبل قبل بدء حرب أوكرانيا في فبراير 2022، ما يعكس التأثير الكبير للعوامل الجيوسياسية على تقييم الشركة. ومن المقرر أن يتم تسعير الأسهم الجديدة عند 324.9 روبل للسهم الواحد، استناداً إلى متوسط سعر السهم خلال الأشهر الثلاثة السابقة حتى 18 مارس.
تدير VK منظومة واسعة من الخدمات الرقمية، تشمل أكبر منصة تواصل اجتماعي في روسيا، VKontakte، بالإضافة إلى شبكة Odnoklassniki الاجتماعية، وخدمة توصيل البقالة Delivery Club، إلى جانب العديد من الأنشطة التجارية الرقمية الأخرى، وتستقطب المنصة قاعدة مستخدمين يومية تبلغ 77 مليون شخص.
خضعت الشركة لسيطرة الدولة في عام 2021 بعدما استحوذت شركة الطاقة الروسية العملاقة Gazprom على الحصة الأكبر فيها عبر سلسلة من الصفقات التي أدت إلى خروج الملياردير علي شير عثمانوف من هيكل الملكية. ويعكس هذا التحول في السيطرة أهمية VK الاستراتيجية داخل المشهد الرقمي الروسي، حيث وصفها الرئيس فلاديمير بوتين بأنها البديل المحلي الأبرز لعمالقة التقنية الغربيين، لا سيما في مجال استضافة الفيديو، رغم استمرارها في مواجهة صعوبات كبيرة لمنافسة الهيمنة المطلقة لمنصة YouTube في السوق الروسية.
في سياق متصل، كان محللون من شركة الخدمات المالية الروسية Finam قد توقعوا أن تسجل VK خسائر صافية كبيرة رغم نمو الإيرادات، ما يشي بأن التحديات المالية لم تكن مفاجئة تماماً. كما ذكرت تقارير صادرة عن وكالة الأنباء Interfax أن إيرادات VK المعلنة جاءت أقل من توقعات السوق، التي أشارت إلى تحقيق 157.7 مليار روبل، مما يعكس طموحات نمو لم تتحقق بالكامل.
