رغم أزمة كورونا.. الآن هو أفضل وقت لبدء شركتك الناشئة
بينما يقبع العالم أجمع في حجر صحي ويتوقع المحللون اتجاه الاقتصاد نحو الكساد مع تقليل المستهلكين إنفاقهم إلى الحد الأدنى بسبب فيروس كورونا المستجد، قد تعتقد أنّ الوقت ليس مناسبًا لإطلاق مشروعك الناشئ. لكن أوفيليا براون من شركة Blossom Capital للاستثمار لا تعتقد ذلك.
حيث قالت: “في الواقع إنّه توقيت مثالي، لأنّه في أوقات الأزمات، وفي أوقات التفكك، تولد بعض الأفكار الرائعة”.
وعندما تُفكّر في الأمر ستجد أن لديها كل الحق في هذا التصريح، فإذا نظرنا للخلف أيام الأزمة المالية العالمية السابقة، أعوام 2007 و2008، شهد العالم ميلاد شركات مثل أوبر، وAirbnb، وStripe، وجميعها شركات تتخطى قيمتها مليارات الدولارات حاليًا بعد مرور حوالي 12 أو 13 عام فقط.
ويُمكن أن يساعد الملل المفروض علينا بسبب العزل المنزلي في إلهام هذا النوع من الإبداع مجددًا، حيث يقول الدكتور ساندي مان مؤلف كتاب “علم الملل” إنّ هدف الملل هو إجبارنا على التفكير بشكل مختلف والتوصّل إلى حلول إبداعية.
كما تذكر كاتكا ليتسينغ، الشريكة المؤسسة في مسرّعة الشركات كيك ستارت، إنّها شهدت إبداعًا متزايدًا منذ اندلاع أزمة كورونا الأخيرة، وظهر هذا في الأعمال المتعلقة بالتوصيل والرعاية الصحية، وتتوقع أن يستمر ازدهار هذه الأعمال في 2020. والأمر نفسه ينطبق على الشركات العاملة في تكنولوجيا التعليم (edtech) أيضًا، التي يتزايد الطلب عليها مع بقاء المزيد من الطلّاب داخل المنزل واحتياجهم إلى حلول إبداعية للاستمرار في الدراسة عن بُعد.
ويظهر هذا في شركة BibliU المختصة في تكنولوجيا التعليم، والتي جمعت مؤخرًا 10 مليون دولار من الاستثمارات، وقال رئيسها التنفيذي إن عدد المستثمرين كان أكبر من المتوقع.
الشركات الصغيرة والمتوسطة أسوأ حالًا
الأمور ليست وردية بالنسبة للشركات القائمة بالفعل، فعلى عكس الشركات الناشئة حديثًا، يشير تقرير من فوربس إلى أنّ شركتين من كل خمسة شركات صغيرة أو متوسطة في المملكة المتحدة أوقفت أعمالها مؤقتًا أو تُخطط لفعل ذلك في الشهر القادم، بينما أوقفت 7 في المائة من الشركات أعمالها نهائيًا.
وفي تصريح من مؤسس شركة تكنولوجيا التعليم Xcademy، لم تأخذ أي شركة ناشئة تأسست خلال الفترة من الستة أشهر إلى السنة الماضية الأوبئة مثل فيروس كورونا المستجد في اعتبارها كجزء من تحليل المخاطر أو خطط التعافي من الكوارث.
كما أن مشكلة ضعف التدفقات النقدية تضاعفت بالنسبة لتلك الشركات بعد الانخفاض العالمي في جولات التمويل بنسبة 11 في المائة، خلال الثلاثة شهور الأولى من 2020، حسب Crunchbase.
وشركات السياحة هي الأسوأ بين الجميع، بسبب تدابير الحجر الصحي ومنع السفر في مختلف دول العالم، وعلى سبيل المثال، قررت شركة TripActions تسريح مئات الموظفين رغم تجاوز قيمتها المليار دولار في 2018، ونفس الأمر ينطبق على شركة Traveloka في إندونيسيا، بينما قررت سلسلة الفنادق منخفضة التكلفة OYO تسريح 5,000 موظف حول العالم رغم جمعها 1.5 مليار دولار في أكتوبر الماضي.