رداً على حظر تصدير الشرائح إليها، الصين تحظر تصدير معادن استراتيجية إلى أمريكا
⬤ حظرت الصين تصدير معادن الجاليوم، والجرمانيوم، والأنتيمون إلى أمريكا، مبررة القرار بمخاوف أمنية.
⬤ تصعّد الإجراءات الصينية التوترات التجارية وتؤثر على سلاسل التوريد والمعادن الاستراتيجية عالمياً.
⬤ تواصل واشنطن تضييقها على صناعة أشباه الموصلات الصينية، ما يزيد حدة المواجهة الاقتصادية.
أعلنت الصين عن حظر تصدير معادن حيوية تشمل الجاليوم، الجرمانيوم، والأنتيمون إلى الولايات المتحدة، مشيرة إلى مخاوف تتعلق بالأمن القومي. وقد جاء هذا الإعلان الأسبوع الماضي، بعد يوم واحد من تصعيد واشنطن قيودها على قطاع أشباه الموصلات الصيني.
ورد في توجيه صادر عن وزارة التجارة الصينية يتعلق بالعناصر ذات الاستخدام المزدوج، المدني والعسكري، أنه سيتم تشديد مراجعة استخدامات منتجات الجرافيت المصدرة إلى الولايات المتحدة. وأكد البيان: «من حيث المبدأ، لن يُسمح بتصدير الجاليوم، الجرمانيوم، الأنتيمون، والمواد فائقة الصلابة إلى الولايات المتحدة.»
تأتي هذه الإجراءات كتعزيز للقيود المفروضة سابقاً على تصدير المعادن الاستراتيجية التي بدأت بكين تطبيقها العام الماضي. لكنها الآن تستهدف السوق الأمريكية بشكل خاص، في تصعيد جديد للتوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، قبل تولي دونالد ترامب منصبه كرئيس للولايات المتحدة.
تشير بيانات الجمارك الصينية إلى أنه لم يتم شحن الجرمانيوم أو الجاليوم إلى الولايات المتحدة هذا العام حتى أكتوبر، رغم أن الولايات المتحدة كانت إحدى أكبر مستورديها في الماضي. ويُستخدم الجاليوم والجرمانيوم في صناعة أشباه الموصلات، كما يُستخدم الجرمانيوم في تقنيات الأشعة تحت الحمراء، وكابلات الألياف الضوئية، والخلايا الشمسية.
شهدت صادرات منتجات الأنتيمون الصينية انخفاضاً حاداً بنسبة 97% في أكتوبر مقارنة مع سبتمبر، بعد دخول قيود التصدير حيز التنفيذ. وكانت الصين العام الماضي أنتجت 48% من الأنتيمون المستخرج عالمياً، والذي يُستخدم في الذخائر، والصواريخ ذات الأشعة تحت الحمراء، والأسلحة النووية، والمناظير الليلية، بالإضافة إلى البطاريات والمعدات الكهروضوئية.
وفقاً لاستشارات Project Blue، أنتجت الصين هذا العام 59.2% من الجرمانيوم المكرر عالمياً و98.8% من الجاليوم المكرر. وقال جاك بيدر، الشريك المؤسس في الشركة، إن هذه الخطوة تمثل تصعيداً كبيراً للتوترات في سلاسل التوريد التي تعاني أصلاً من شح في المواد الخام في الدول الغربية.
قفزت أسعار ثلاثي أكسيد الأنتيمون بنسبة 228% منذ بداية العام لتصل إلى 39 ألف دولار للطن المتري في 28 نوفمبر، وفقاً لبيانات Argus. وقال أحد تجار المعادن في أوروبا إن العديد من الدول ستبحث بشدة عن مصادر جديدة للأنتيمون، مضيفاً: «الجميع سيحفرون في ساحاتهم الخلفية للعثور على الأنتيمون.»
جاء الإعلان الصيني بعد أن أطلقت واشنطن ثالث حملة لها خلال ثلاث سنوات ضد صناعة أشباه الموصلات الصينية، مستهدفة 140 شركة، بما في ذلك شركة Naura Technology Group الصينية. وكان ترامب قد تعهد خلال حملته الانتخابية بفرض رسوم جمركية تصل إلى 10% على السلع الصينية وهدد بزيادتها إلى 60%.
من جانبه، قال بيتر أركل، رئيس الجمعية العالمية للتعدين في الصين (GMAC): «ليس من المفاجئ أن ترد الصين على القيود الأمريكية المتزايدة، الحالية والمحتملة، بقيودها الخاصة على توريد هذه المعادن الاستراتيجية.» وأضاف: «إنها حرب تجارية لا رابح فيها.»
من جهة أخرى، دعت مجموعات صناعية صينية يوم الثلاثاء أعضاءها إلى شراء أشباه موصلات مصنوعة محلياً، مشيرة إلى أن الرقائق الأمريكية لم تعد آمنة أو موثوقة.