دون قصد، الذكاء الاصطناعي من Microsoft يساعد المستخدمين على قرصنة منتجها الأهم: Windows 11

⬤ كشف مستخدمون إمكانية دفع Copilot بسهولة لإعطاء روابط تحتوي على أدوات غير قانونية لتفعيل Windows 11.

⬤ أثارت الحادثة جدلاً واسعاً حول مدى فاعلية ضوابط Microsoft في منع ذكائها الاصطناعي من الترويج للقرصنة.

⬤ لم تصدر Microsoft تعليقاً رسمياً، ما يثير تساؤلات حول طبيعة الأمر، أكان خطأ مؤقتاً عابراً، أم خللاً متجذراً.

في تطور يثير الجدل ويدفع للتساؤل، وجد مساعد الذكاء الاصطناعي Copilot من Microsoft، نفسه في قلب عاصفة جديدة من النقد والاستهزاء مؤخراً، بعدما تبين أنه يزود المستخدمين بتعليمات حول كيفية تفعيل نظام التشغيل Windows 11 بطرق غير قانونية. وبدأت هذه المفاجأة كملاحظة نشرها مهندس سابق في Microsoft عبر منصة X، وسرعان ما لاقت صدى واسعاً على Reddit.

لطالما تعاملت Microsoft مع مسألة قرصنة البرمجيات بنوع من البراغماتية المدروسة؛ فبينما تعلن رفضها العلني للنسخ غير القانونية، راجت تكهنات حول تبنيها نهجاً أكثر مرونة خلف الكواليس. وفي عام 1998، ألمح بيل غيتس نفسه إلى أن القرصنة يمكن أن تكون وسيلة غير مباشرة لاختراق الأسواق، خاصة في بلدان مثل الصين، حيث قد يؤدي استخدام البرمجيات مجاناً إلى اعتماد المستخدمين عليها، ومن ثم تحقيق أرباح مستقبلية عند الانتقال إلى النماذج المدفوعة. ومن شأن هذه الخلفية التاريخية أن تضفي بعداً إضافياً على حادثة Copilot الأخيرة.

إلا أن ما حدث يتجاوز مسألة القبول الضمني، ليصل إلى حد تقديم المساعدة الفعلية. فقد اكتشف المستخدمون أن Copilot، بمجرد تلقيه طلباً مهذباً، فسيزودهم بروابط مباشرة إلى مستودعات على GitHub تحتوي على برمجيات تفعيل غير قانونية. بل ويتعدى الأمر ذلك إلى تقديم شرح تفصيلي لكيفية استخدامها لتجاوز إجراءات تفعيل Windows 11 الشرعية، وذلك من خلال خطوات بسيطة يمكن تنفيذها خلال ثوان معدودة. وقد أكدت تحقيقات مستقلة صحة هذه النتائج، حيث تبين أن الوصول إلى هذه المعلومات لا يتطلب أي عمليات معقدة أو تلاعبات متقدمة، بل مجرد طلب مباشر.

مواضيع مشابهة

ذكاء Copilot يرشد المستخدمين إلى قرصنة Windows 11 دون قصد

يمثل هذا التطور تحولاً لافتاً في علاقة Microsoft بقرصنة البرمجيات، ظاهرياً على الأقل، بعد أن استثمرت الشركة مبالغ طائلة في مكافحة هذه الظاهرة على مدار عقود، وقدرت خسائرها من القرصنة بحوالي 14 مليار دولار في عام 2006 وحده.

فيما بدا كمحاولة سطحية للتنصل من المسؤولية، أرفق Copilot هذه الإرشادات بتحذير خفيف حول المخاطر الأمنية المحتملة لاستخدام برمجيات التفعيل غير الرسمية. غير أن هذا التحذير، عند مقارنته بالتوجيهات التفصيلية المقدمة، يبدو أقرب إلى إجراء شكلي لا أكثر.

ذكاء Copilot يرشد المستخدمين إلى قرصنة Windows 11 دون قصد

تحمل هذه القضية أبعاداً قانونية وأمنية خطيرة. فمن ناحية، قد يؤدي استخدام هذه الأساليب غير الرسمية إلى انتهاك شروط استخدام Microsoft، مما قد يعرض المستخدمين لإجراءات قانونية. ومن ناحية أخرى، تشكل برمجيات التفعيل المنتشرة عبر الإنترنت بيئة خصبة للبرمجيات الخبيثة.

لم يُعرف حتى اللحظة ما إذا كان ذلك التصرف خطأ عابراً أم فشلاً هيكلياً متجذراً. ورغم أن Microsoft تداركت الأمر حالياً، إذ بات Copilot يتجه لتغيير موضوع الحوار لدى طلب المساعدة في التفعيل غير القانوني، يثير الحادث تساؤلات جوهرية حيال نجاعة الضوابط التي وضعتها الشركة لمنع Copilot من الانخراط في مثل هذه الأنشطة. والأهم من ذلك، إمكانية وثوق مطوري البرمجيات بمساعدي الذكاء الاصطناعي مثل Copilot في تقديم المعلومات بمسؤولية دون الترويج لأساليب غير قانونية.

شارك المحتوى |
close icon