دائرة الصحة – أبوظبي وM42 تتعاونان لتعزيز إمكانات الطب الدقيق في الإمارة
أعلنت الجهة التنظيمية لقطاع الرعاية الصحية في إمارة أبوظبي، وشركة أبوظبي لخدمات البيانات الصحية- إحدى شركات مجموعة «M42»- عن اتخاذهما خطوة هامة نحو تعزيز إمكانات وتوافر خدمات الطب الدقيق في الإمارة، وذلك عبر تمكين الأطباء من الوصول إلى تقارير البيانات الجينية الدوائية للمواطنين الذين أبدوا موافقتهم، وشاركوا في برنامج الجينوم الإماراتي عبر منصة تبادل المعلومات الصحية «ملفي»، التي تتولى إدارتها شركة أبوظبي لخدمات البيانات الصحية.
جاء ذلك ضمن فعاليات معرض جيتكس العالمي للتقنية 2023، وبحضور أشيش كوشي، رئيس العمليات التشغيلية لمجموعة «M42». وقد وقع مذكرة تفاهم كل من الدكتور راشد عبيد السويدي، المدير التنفيذي لقطاع القوى العامة الصحية في دائرة الصحة – أبوظبي، وكريم شاهين، الرئيس التنفيذي بالإنابة لشركة أبوظبي لخدمات البيانات الصحية، وهي إحدى شركات مجموعة «M42».
واعتماداً على البيانات التي يوفرها برنامج الجينوم الإماراتي، أحد أكبر المبادرات الجينية السكانية في العالم، ستوفر تقارير البيانات الجينية الدوائية للأطباء معلومات قيمة عن البيانات الجينية للمرضى الذين أبدوا موافقتهم، ومدى تأثيرها على استجابتهم للأدوية. وهذا الأمر ربما يساعد الأطباء في وصف الأدوية المخصصة لكل مريض، مما يساهم في تحسين نتائج العلاج وتقليل الأعراض الجانبية للأدوية. ويشكّل دمج البيانات الجينية في عملية اتخاذ القرارات السريرية نقلة نوعية في مجال الطب الدقيق وجودة مخرجات الرعاية الصحية ككل.
وبهذه المناسبة، قال الدكتور راشد عبيد السويدي، المدير التنفيذي لقطاع القوى العامة الصحية في دائرة الصحة – أبوظبي: «نعتز بأن تكون أبوظبي من بين أوائل النظم الصحية عالمياً التي تستخدم تقارير البيانات الجينية الدوائية الشاملة لمواطنيها، وتوفرها بشكل آمن للأطباء لتحديد علاجات مخصصة وشخصية لكل مريض. فعندما ندرس ونفهم التركيبة الجينية لمجتمعنا، يمكننا التنبؤ بالأمراض الجينية والمزمنة، والوقاية منها وعلاجها بما يتماشى مع رؤيتنا “أبوظبي مجتمع معافى” للأجيال القادمة؛ إذ يمكننا عبر الاستخدام الأمثل للبيانات تسريع وتيرة تكامل الحلول المبتكرة التي تلبي المتطلبات الصحية المتميزة للمجتمع الإماراتي، مما يعزز مكانة الإمارة كوجهة رائدة للابتكار في الرعاية الصحية عالمياً».
وتوفر تقارير البيانات الجينية الدوائية معلومات موسعة حول مدى توافق الأدوية المختلفة عند استخدامها معاً في الوقت نفسه، مما يساعد الأطباء على تجنب التفاعلات الضارة المحتملة. كما تسهم التقارير في تعزيز كفاءة نظم الرعاية الصحية وتكلفتها عبر تقديم العلاج مسبقاً وفق الأدوية والجرعات الصحيحة.
من جانبه، قال كريم شاهين، الرئيس التنفيذي بالإنابة لشركة أبوظبي لخدمات البيانات الصحية، وهي إحدى شركات مجموعة «M42»: «تواصل M42 تحقيق تحول في مفهوم الرعاية الصحية؛ إذ تقوم البنية التحتية المترابطة لهذا القطاع والتي أنشأناها في أبوظبي بدور محوري في تحقيق ذلك. نعمل اليوم على إنجاز التكامل بين منصة تبادل المعلومات الصحية “ملفي” وتقنيات الذكاء الاصطناعي المتطورة والبيانات الجينية بهدف تمكين ممارسة الطب الدقيق على نطاق واسع ووضع برامج صحية رائدة عالمياً. ولا يساهم ذلك فقط في تحقيق مصلحة سكان الإمارة فحسب، وإنما يشكل أيضاً سابقة فريدة لمبادرات الرعاية الصحية العالمية».
وعلى نطاق أوسع، فإن دمج هذه البيانات الجينية الشاملة في منصة تبادل المعلومات الصحية «ملفي» يمهد الطريق لإجراء أبحاث مكثفة وتحليلات متقدمة لصحة السكان. ويساهم ذلك في تعزيز مخرجات الطب الشخصي، ومساعدة الأطباء على اكتساب فهم أعمق حول الاستجابة الدوائية المعقدة للتركيبات الجينية، مما يرتقي بكفاءة خدمات الرعاية الصحية.
ويعد برنامج الجينوم الإماراتي مشروعاً وطنياً رئيسياً ضمن استراتيجية الجينوم الوطنية التي تهدف إلى بناء منظومة جينية متكاملة ومستدامة للارتقاء بمستوى خدمات الرعاية الصحية ومساعدة الناس على العيش حياةً أفضل. ويستخدم البرنامج أحدث تقنيات التسلسل الجيني الكامل والذكاء الاصطناعي للحصول على بيانات وراثية عالية الجودة، وذلك لتمكين الاستكشاف والبحث العلمي، والمساعدة في توفير الرعاية الصحية الشخصية والوقائية لمواطني دولة الإمارات العربية المتحدة، وتكوين فهم شامل للاضطرابات الوراثية النادرة والعلاجات الجديدة.