حلف شمال الأطلسي يخطط لبناء أقمار اتصالات صناعية كبديل احتياطي للكابلات البحرية

⬤ يخطط حلف شمال الأطلسي «الناتو» لبناء أقمار صناعية بديلة للكابلات البحرية في حال تعطلها لسبب أو لآخر.

⬤ يعمل الحلف على تطوير نظام يمكنه رصد موقع أعطال الكابلات البحرية بدقة فائقة قدرها متر واحد فقط.

⬤ يُعد مشروع حلف الناتو ضرورياً، خاصةً وأن 95% من حركة المرور العالمية للبيانات تمر عبر الكابلات البحرية.

يخطط حلف شمال الأطلسي «الناتو» لبناء أقمار صناعية بديلة للكابلات البحرية في حال تعطلها لسبب أو لآخر، نظراً للعدد المتزايد من اضطرابات الكابلات البحرية خلال السنوات القليلة الماضية.

يراهن الحلف العسكري الأقوى على نظام يمكنه رصد موقع أعطال الكابلات البحرية بدقة فائقة قدرها متر واحد فقط، وتحديد طرق بديلة لنقل البيانات في حال حدوث اضطراب في مكان ما.

وفق تقرير موقع IEEE Spectrum، يُطلق على المشروع اسم Hybrid Space-Submarine Architecture Ensuring Infosec of Telecommunications، وترجمته «المعمارية الهجينة للفضاء والغواصات لضمان أمن المعلومات الخاص بالاتصالات»، واختصاره HEIST.

مواضيع مشابهة

تفوق قيمة المعاملات المنقولة عبر الكابلات البحرية ما مجموعه 10 تريليون دولار، ولذلك يعمل مهندسو معهد بليكينج للتكنولوجيا (BTH)، وهو أحد الشركاء في برنامج HEIST، على تطوير أنظمة ذكية تمكنهم من رصد موقع أعطال الكابلات البحرية بسرعة ودقة عاليتين وتطوير بروتوكولات لتوجيه البيانات المتأثرة تلقائياً للأقمار الصناعية.

علق هنريك جونسون، نائب رئيس معهد بليكينج للتكنولوجيا (BTH) ومنسق منصة اختبار HEIST، قائلاً: «نتحدث الآن عن بنية تحتية حيوية للمجتمع»، وأضاف: «شهدنا عمليات تخريب للكابلات البحرية بين السويد، وإستونيا، وفنلندا. لذا، تُعد هذه الحوادث واقعاً بالنسبة لنا.»

قد تبدو الكابلات البحرية بنيةً تحتيةً قاسيةً، نظراً للبيئات الصعبة المتواجدة فيها، إلا أنها هشة للغاية، حيث تأتي بسماكة خرطوم حديقة، كما أنها مُلقاة في قاع البحر وليست مدفونة كما قد يتوهم البعض، ولذلك فإنها معرضة للتعطل في حال أكلتها سمكة قرش فضولية، أو علقت بها مرساة سفينة، أو استهدفتها جهة ما، وهو أبرز خطر يتوقاه الحلف.

يُعد مشروع HEIST ضرورياً، خاصةً وأن 95% من حركة المرور العالمية للبيانات تمر عبر الكابلات البحرية، والمصنوعة من الألياف الضوئية. وفق التقديرات، تشهد الكابلات البحرية، والبالغ عددها 600 عالمياً، 100 عطل سنوياً، أي أن 16% من الاتصالات العالمية تتعطل سنوياً. ورغم وجود سفن مُصممة لصيانة الكابلات البحرية المعطلة، إلا أنها قد تستغرق أسابيع وتكلف ملايين الدولارات.

لطالما كانت الأقمار الصناعية نسخاً احتياطيةً من الكابلات البحرية، ولكنها ما زالت أبطأ بكثير، فمثلاً تدعم أحدث كابلات الألياف الضوئية من Google نقل بيانات بسرعة 340 تيرا بت بالثانية، مقابل 5 جيجا بت بالثانية فقط بالأقمار الصناعية العاملة بتردد 12-18 جيجا هرتز، بفارق قدره 70 ألف مرةً. ومع ذلك، يوفر الاتصال بالليزر نقل بيانات بسرعة 200 جيجا بت بالثانية، وهو ما تستخدمه Starlink بالفعل للتواصل بين أقمارها الصناعية.

شارك المحتوى |
close icon