حدث MWC25 الدوحة يختتم فعالياته بعد استعراضه لمستقبل المنطقة الرقمي
اختُتمت فعاليات حدث MWC25 الدوحة في قطر بوصفه محطة مفصلية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إذ تعد هذه المرة الأولى التي تستضيف فيها المنطقة منصة MWC العالمية. وجمع الحدث، الذي امتد على مدار يومين ونُظم من قبل الجمعية الدولية لشبكات الهاتف المحمول (GSMA) بالشراكة مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في قطر، نحو 9,500 مشاركاً استكشفوا كيف تعيد تقنيات الاتصال المتقدمة، والذكاء الاصطناعي، والبنى التحتية الذكية تشكيل الاقتصادات والمجتمعات في المنطقة وخارجها.
أقيم الحدث تحت رعاية معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية في قطر، وافتُتح رسمياً بحضور قيادة GSMA ومسؤولين قطريين رفيعي المستوى، في دلالة على الأهمية الاستراتيجية للتحول الرقمي بالنسبة للدولة والمنطقة الأوسع. وعلى مدار الفعاليات، برزت الدوحة بوصفها مركزاً إقليمياً للاستثمار، والشراكات، وتنسيق السياسات، انعكاساً للدور المتنامي للخليج في خدمات الجيل الرقمي القادم.
وأظهرت النقاشات خلال MWC25 الدوحة تحولاً واضحاً في المنطقة من الرؤى الرقمية إلى التنفيذ. إذ تسارع الحكومات والمؤسسات في نشر الشبكات الذكية والحلول الرقمية المتقدمة في قطاعات تشمل الرعاية الصحية، والنقل، واللوجستيات، والخدمات المالية، وتجارب العملاء. ومن خلال الكلمات الرئيسية، والمنتديات القيادية، والعروض الحية، قدم الحدث رؤية عملية لكيفية مساهمة تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي، والحوسبة السحابية، والاتصال بالأقمار الصناعية، والمنصات المعتمدة على البيانات في خلق فرص نمو جديدة.
وكان من أبرز نتائج الحدث إصدار تقريرين رئيسيين من GSMA يركزان على المنطقة. فقد استعرض تقرير «اقتصاد الهاتف المحمول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 2025»، إلى جانب تقرير «تسريع الصناعات الرقمية في دول الخليج والمنطقة الأوسع»، توقعات قوية للنمو. وتوقع التقريران أن يسهم قطاع الهاتف المحمول بـ 470 مليار دولار في اقتصاد المنطقة بحلول عام 2030، ارتفاعاً من 350 مليار دولار في عام 2024. كما توقعا توسعاً سريعاً في انتشار شبكات 5G، مع ارتفاع نسبة اتصالات 5G من 7% من إجمالي الاتصالات في 2024 إلى 48% بحلول 2030، إلى جانب نمو عدد مستخدمي الإنترنت عبر الهاتف المحمول من 308 ملايين إلى 378 مليوناً.
وأشارت الأبحاث إلى أن الذكاء الاصطناعي والاتصال عبر الأجهزة المحمولة والتقنيات المرتبطة بهما ستشكل نحو 45% من إجمالي إنفاق التحول الرقمي في المنطقة حتى عام 2030، مع توقع أن يصل إنفاق المؤسسات على التحول الرقمي إلى متوسط يبلغ 9.8% من الإيرادات بين 2025 و2030. وتم تسليط الضوء على مكانة قطر بوصفها رائدة عالمياً في تبني المؤسسات لتقنيات الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة وشبكات 5G الخاصة، مؤكدة دورها كساحة اختبار وتوسيع لحالات استخدام متقدمة.
وعلى أرض المعرض، ترجم MWC25 الدوحة الاستراتيجيات إلى تجارب مباشرة من خلال عروض قدرات الشبكات من الجيل التالي. فقد أتاح أحد العروض الرئيسية للسائقين في الدوحة التحكم عن بعد بمركبة تعمل على بعد أكثر من 4,300 كيلومتر في مدينة تالين باستخدام تقنية 5G Standalone، مما أبرز إمكانات الشبكات فائقة الاعتمادية ومنخفضة الكمون لمستقبل التنقل والعمليات عن بعد. وفي تجربة أخرى مدعومة بشبكة 5G-SA من Ooredooقطر، جرى استعراض كيفية إعادة تعريف الاتصال الذكي لعالم الألعاب الإلكترونية والترفيه التفاعلي من خلال تجربة سباق غامرة.
وعكست مشاركة الحضور حجم وأهمية الحدث عالمياً، حيث جاء المشاركون من 110 دول، مع حضور قوي لصناع القرار، بينما تناول نحو 300 متحدث قضايا تمتد من التنظيم، والسياسات الطيفية، إلى الذكاء الاصطناعي، والحوسبة السحابية، والأمن السيبراني، والاتصال بالأقمار الصناعية. وجمع البرنامج الوزاري الافتتاحي 60 وفداً من 49 دولة، مما خلق منصة رفيعة المستوى لمواءمة السياسات، والاستثمارات، والأطر التنظيمية دعماً للنمو الرقمي الشامل.
كان الابتكار محوراً رئيسياً آخر، حيث استضاف 4YFN Doha أكثر من 100 شركة ناشئة وربط المؤسسين بالمستثمرين وشركاء المنظومة. وشهد الحدث أكثر من 30 شراكة وإعلاناً، مما يعكس الزخم المتنامي للتعاون عبر المنظومة الرقمية.
في حين احتفى الحدث بالتقدم الرقمي، شددت GSMA أيضاً على ضرورة الشمولية. فعلى الرغم من الانتشار الواسع لتغطية الإنترنت عبر الهاتف المحمول، لا يزال أكثر من 340 مليون شخص في المنطقة دون استخدام لخدمات الإنترنت عبر الهاتف المحمول. وقد وفر MWC25 الدوحة مساحة لمعالجة هذه الفجوة من خلال تبادل أفضل الممارسات وتعزيز الالتزام بإيصال فوائد الاتصال إلى جميع المجتمعات.
مع اختتام MWC25 الدوحة، يبرز الحدث رسالة واضحة: المنطقة ليست على الهامش من التحول الرقمي العالمي. فبفضل الطموح والاستثمار والتعاون، باتت المنطقة تشكل مستقبل الاتصال على نحو متزايد، مع إدراك أن تحقيق تقدم رقمي شامل ومستدام سيتطلب مواصلة الجهود على المدى الطويل.
