حتى في حال اجتياح تايوان، لن تصل الصين لآلات تصنيع الشرائح المتقدمة
⬤ وفق تقرير أخير، تبين أن أجهزة صنع الشرائح الإلكترونية المتقدمة في تايوان مزودة بقدرات التعطيل عن بعد في حال حدوث أي طارئ.
⬤ تعد تايوان البلد الأول عالمياً من حيث قدرات تصنيع الشرائح الإلكترونية، لكنها تواجه توترات سياسية متزايدة واحتمالات تصعيد مع الصين.
⬤ تأتي جميع ألات تصنيع الشرائح الأكثر تطوراً اليوم من شركة ASML الهولندية، ووفق العقوبات، لا تمتلك الصين أي وصول إلى هذه الآلات.
وفقاً لشخصيّات مطّلعة، تمتلك كل من شركتَي ASML وTSMC طرقاً لتعطيل معدات تصنيع الرقائق الأكثر تطوراً في العالم في حالة وقوع أيّ تصعيد في الأحداث ما بين الصّين وتايوان، وذلك في وقت عبر مسؤولون حكوميون أمريكيون لنظرائهم الهولنديين والتايوانيين عن مخاوفهم بشأن تداعيات التّصعيد بين الصّين والجزيرة المسؤولة عن إنتاج الغالبية العظمى من أشباه الموصلات المتقدمة في العالم.
وفق التقرير الأخير الذي نشرته Bloomberg، أكّدت شركة ASML للمسؤولين على قدرتها على تعطيل الأجهزة عن بُعد، وذلك خلال اجتماع عقدته الحكومة الهولندية مع الشركة لمناقشة هذا التهديد، ويبدو أن الشركة الهولندية كانت قد أجرت محاكاة غزو محتمل لاختبار إمكانية تعطيل الآلات عن بعد ومنع وصولها إلى الصين.
هذا وقد رفض متحدثون باسم كل من ASML وTSMC ووزارة التجارة الهولندية التعليق على الأمر. كما لم يرد متحدثون باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض ووزارة الدفاع الأمريكية ووزارة التجارة الأمريكية على طلبات التعليق التي أُرسلت إليهم عبر البريد الإلكتروني.
تنطبق عملية التعطيل عن بعد على خط إنتاج شركة ASML الهولندية من آلات الأشعة فوق البنفسجية المتطرفة، والمعروفة في المجال باسم EUV، والتي تعد شركة TSMC أكبر مستخدم لها. تستخدم هذه الآلات موجات ضوئية عالية التردد لرسم أصغر ترانزستورات الشرائح الدقيقة الموجودة حالياً، منتجة شرائح لها تطبيقات في مجال الذكاء الاصطناعي بالإضافة إلى تطبيقات عسكرية أكثر حساسية.
يبلغ حجم آلة الأشعّة فوق البنفسجيّة المتطرّفة (EUV) تقريباً حجم حافلة مدنيّة، وتتطلب صيانة وتحديثات دورية. وفي إطار ذلك، يمكن للشركة فرض إيقاف تشغيل عن بعد يعمل كمفتاح تعطيل شامل، وفقاً للمطلعين الذين اشترطوا عدم الكشف عن هوياتهم. تُعد ASML ومقرها في مدينة فيلدهوفن الشركة المصنعة الوحيدة لهذه الآلات في العالم، والتي يبلغ سعر الواحدة منها أكثر من 200 مليون يورو (217 مليون دولار أمريكي).
لطالما كانت تقنية ASML عرضة لتدخلات حكومية تهدف إلى منع وقوعها في الأيدي الخطأ. على سبيل المثال، تحظر هولندا على الشركة بيع آلات EUV إلى الصين، وذلك بسبب المخاوف الأمريكية من أنها قد تمنح الجهات المنافسة أفضليّة في حرب أشباه الموصلات العالمية.
بناءً على طلب الولايات المتحدة، بدأت هولندا هذا العام في وقف صادرات آلات تصنيع الرقائق الأكثر تطوراً من ASML. وحتى قبل دخول هذا الحظر حيز التنفيذ، طلب مسؤولون أمريكيون من ASML إلغاء بعض الشحنات المجدولة سابقاً إلى عملاء صينيين، وفقاً لما أوردته وكالة Bloomberg، وتتوقع الشركة أن تصل نسبة تأثر مبيعاتها إلى الصين هذا العام بسبب إجراءات مراقبة الصادرات الأخيرة إلى 15%.
تشير الأدلة إلى أن القيود ربما جاءت بعد فوات الأوان لوقف التقدم الصيني، فقد أنتجت شركة HUAWEI العام الماضي هاتفاً ذكياً يستخدم معالجاً بدقة تصنيع 5 نانومتر، وذلك بفضل شركة SMIC التي استخدمت تقنيات أقدم لهذه الغاية، فيما كان يعتقد أن هذه الدقة ممكنة فقط عند استخدام آلات EUV المتقدمة.
لقد جعلت بكين الاكتفاء الذاتي التكنولوجي أولوية وطنية، وحظيت جهود HUAWEI لتطوير تصميم وتصنيع الرقائق المحلية بدعم حكومي تكلّل مؤخّراً بنجاح شركة SMIC بإنتاج شرائح بدقة تصنيع 5 نانومتر لأوّل مرّة دون الحاجة إلى أجهزة الأشعّة فوق البنفسجيّة المتطرّفة، إنّما بالاعتماد على معدّات الأشعّة فوق البنفسجيّة العميقة (DUV).
تسعى الإدارة الأمريكيّة أيضاً إلى تعزيز إنتاج أشباه الموصلات على الأراضي الأمريكية، حيث تعهدت بتقديم منح بقيمة 39 مليار دولار إلى مصنعي الرقائق للوقاية من أي اضطراب مستقبلي في سلسلة التوريد. المخاطر عالية، حيث يُصنع حوالي 90% من أكثر الرقائق تطوراً في العالم في تايوان.
ساهمت آلة EUV في تحويل ASML إلى الشّركة التّقنيّة ذات قيمة الأسهم الأعلى في أوروبا بمجموع يتجاوز 370 مليار دولار، وهو أكثر من ضعف نظيرتها العميلة شركة Intel. وقد أقدمت ASML على شحن أكثر من 200 من هذه الآلات إلى عملاء خارج الصين منذ تطويرها لأول مرة في عام 2016، حيث استحوذت شركة TSMC على عدد منها يفوق ما حظيت به أي شركة تصنيع رقائق أخرى.
تتطلب آلات EUV عناية متكررة لدرجة أنه بدون قطع الغيار من ASML، ستتوقف عن العمل بسرعة، وفقاً للمطلعين. كما وتمثل الصيانة في الموقع لهذه الآلات تحدياً لأنها محفوظة في غرف نظيفة تتطلب من المهندسين ارتداء بدلات خاصة لتجنب التلوث.
تقدم ASML لبعض العملاء عقود خدمة مشتركة حيث يقومون هم أنفسهم ببعض أعمال الصيانة الروتينية، مما يسمح للعملاء مثل TSMC بالوصول إلى نظام آلاتهم الخاصة، في حين تؤكد ASML أنها لا تستطيع الوصول إلى بيانات عملائها الخاصّة.
يُذكر بأنّ رئيس مجلس إدارة TSMC مارك ليو كان قدّ أشار في مقابلة مع شبكة CNN في سبتمبرالماضي إلى أنّ آلات تصنيع الرّقائق التّابعة لشركته ستغدو عاطلة تماماً عن العمل في حال وقعت تحت سيطرة أيّ جهة خارجيّة.