في منافسة شرسة مع الصين، جو بايدن يوّقع قانون (الرقائق الالكترونية والعلوم)
في لحظة تاريخية -كما وصفها- وقّع رئيس الولايات المتحدّة جو بايدن يوم الثلاثاء 9 يوليو على مشروع قانون (الرقائق الإلكترونية والعلوم) بقيمة 52.7 مليار دولار، وهو قانون متعلق بأشباه الموصلات. ويهدف القانون إلى تحسين إنتاج الرقائق الالكترونية المحلية، والأبحاث العلمية المتعلقة بها. حيث تسعى الولايات المتحدة الأمريكية لتعزيز قدرتها التنافسية مع الصين في مجال العلوم والتكنولوجيا.
قانون الرقائق الالكترونية والعلوم (Chips and Science Act)
تمّ تسمية مشروع القانون الذي وقعه بايدن بِ (Chips and Science Act). ويشمل القانون منحة بمقدار 52 مليار دولار للشركات المحلية المنتجة لأشباه الموصلات. بالإضافة إلى إعفاءات ضريبية بقيمة مليارات الدولارات لتشجيع الاستثمار في تصنيع رقائق أشباه الموصلات.
وبالفعل، شحذ المشروع همة العديد من الشركات، والتي أعلنت بعده عن استثمارات جديدة في المجال نفسه بأكثر من 44 مليار دولار.
يهدف مشروع قانون (Chips and Science Act) إلى معالجة نقاط الضعف في سلسلة التوريد، والتي تعاني منها كبرى الشركات بما في ذلك شركات تصنيع خلايا البطاريات الكهربائية، وشركات ألعاب الفيديو، وشركات صناعة الأجهزة الإلكترونية، وغيرها من الشركات التكنولوجية التي تعتمد على أشباه الموصلات في منتجاتها.
وبحسب مجلس النواب الأمريكي، ستتمثل المعالجة بإنتاج المزيد من الرقائق الالكترونية في الولايات المتحدة، وتعزيز البحث العلمي المحلي ، وتقوية اقتصاد البلاد و الأمن القومي.
تأييد معظم السياسيين الأمريكيين لمشروع (Chips and Science Act)
كان مجلس النواب الأمريكيّ ومجلس الشيوخ قد وافق على القانون في أواخر شهر يوليو. حيث أيده معظم الديمقراطيون، وثلث الجمهوريين في مجلس الشيوخ، والعشرات من الجمهوريين في مجلس النواب.
وقد شهد التوقيع حاكم ولاية بنسلفانيا، وحاكم ولاية إلينوي، والعديد من رؤساء البلديات رؤساء البلديات، مثل رئيس بلدية ديترويت، وكليفلاند، وسالت ليك سيتي. بالإضافة إلى العديد من الرؤساء التنفيذيين للشركات، أمثال شركة (Micron)، وشركة (Intel)، وشركة (Lockheed Martin)، وشركة (Advanced Micro Devices)، وغيرها.
وقال المناصرون للمشروع بأنّ التمويل ضروري لشحذ التفوق التكنولوجي لأمريكا وتنشيط صناعة الرقائق الالكترونية المتخلفة. كما أشاروا إلى مخاطر الأمن القومي والمشاكل الضخمة في سلسلة التوريد العالمية التي أعاقت التصنيع العالمي.
قال بايدن خلال حفل توقيع القانون في البيت الأبيض: “اليوم هو يوم البُناة.. اليوم أمريكا تتقدّم”.
مشكلة النقص العالمي في الرقائق الالكترونية
إنّ الرقائق الالكترونية تشكل أجزاءً مهمة للكثير من المنتجات، بما في ذلك الإلكترونيات الاستهلاكية، والسيارات، ومعدات الرعاية الصحيّة وأنظمة الأسلحة. وقد أدّت جائحة كوفيد إلى نقص في رقائق أشباه الموصلات، مما أدى إلى توتر سلاسل التوريد للشركات المصنعة لتلك المنتجات.
ولا تزال آلاف السيارات والشاحنات متوقفة في جنوب شرق ولاية ميشيغان في انتظار الرقائق. حيث يستمر النقص في التأثير على شركات صناعة السيارات.
وفقاً للبيت الأبيض، تنتج أمريكا فقط ما يقارب 10% من إجمالي الإنتاج العالمي لأشباه الموصلات في الوقت الحالي. بينما تنتج شرق آسيا 75% من الإنتاج العالمي، بما في ذلك معظم رقائق الدرجة الأولى.
هذا ما يجعل الولايات المتحدّة تشعر بتهديد أمنها القومي، وذلك بسبب اعتمادها على رقائق الكترونية مصنوعة في دول منافسة، مثل االصين. لذلك، قالت السفارة الصينية في واشنطن بأنّ الصين تعارض هذا المشروع بشدة. كما وصفته بأنه يذكرها بِعقلية الحرب الباردة.