جهات إنفاذ القانون تستخدم البلوكتشين لاكتشاف تجار المخدرات والقبض عليهم
⬤ بسبب نقص تنظيمها، تستخدم العديد من عصابات الجريمة المنظمة العملات المشفرة والبلوكتشين في عملياتها.
⬤ كان الاعتقاد السائد لدى المجرمين أن العملات المشفرة لا يمكن تتبعها وتخفي نشاطهم الإجرامي وحركة المال.
⬤ في السنوات الأخيرة شاع استخدام جهات إنفاذ القانون للبلوكتشين لكشف الجريمة وتقويض تمويل الجريمة المنظمة.
تستخدم الجماعات الإجرامية العملات المشفرة الآن أكثر من أي وقت مضى. فعلى الرغم من كون المال النقدي لا يزال المفضل لدى الجريمة المنظمة، إلا أن استخدامهم للعملات المشفرة يزداد لأنها تتيح الدفع الرقمي بسهولة وسرعة دون مخاطر التبادل الواقعي للمال. لكن وبينما اعتقد الكثير من المجرمين أن العملات المشفرة هي الوصفة المثالية لتبادل المال دون تتبع السلطات لنشاطاتهم الإجرامية، فقد لحقتهم سلطات إنفاذ القانون إلى عالم البلوك تشين مؤخراً.
قال مسؤول كبير في إدارة مكافحة المخدرات الأمريكية إن هذا الجيل الجديد من المجرمين أكثر دهاء بطرق إخفاء عملياتهم باستخدام التكنولوجيا، حتى أنهم يوظفون متخصصين في التشفير لصالحهم. كما قال سكوت براون، عميل خاص لوزارة الأمن الداخلي الأمريكية: “العصابات مستعدة تماماً للاستثمار في التكنولوجيا، لذا يتعين على الحكومة أن تحذو حذوها.”
منذ انتشاره، فتح البلوك تشين والعملات المشفرة المجال لغسل الأموال في جميع أنحاء العالم. ووفقاً لموقع CNN، أحد أكبر مستخدمي البلوكتشين، بالأخص لغسيل الأموال، هي عصابة سينالوا المكسيكية التي يسيطر عليها الآن أبناء “إمبراطور المخدرات” خواكين غوزمان المُلقب بإل تشابو. ففي وقت سابق من هذا العام، كشفت وزارة العدل الأمريكية عن اتهام عصابة سينالوا بغسل حوالي 869 ألف دولار عبر العملات المشفرة بين أغسطس 2022 وفبراير 2023. ومن المحتمل أن يكون هذا المبلغ جزءاً بسيطاً فقط من الأموال التي تغسلها العصابة بناءً على هوامش ربحها التي تصل إلى مئات الملايين من الدولارات كما تدعي الحكومة الأمريكية.
يدّعي الاتهام أن العصابة تُعيّن أشخاصاً لجمع الأموال من أماكن تصنيع مادة الفنتانيل التابعة لها، ثم لإيداعها في حسابات العصابة للعملات المشفرة. فغالباً ما يتم تصنيع الفنتانيل في الصين، ثم تعبأ المادة المخدرة على شكل مساحيق أو حبوب في المكسيك قبل شحنها إلى الولايات المتحدة. ولهذا يتم إتمام العديد من المدفوعات عبر العملات المشفرة في كل خطوة ابتداءً من التصنيع وحتى البيع.
بالطبع فقد كانت الأحاديث عن استخدام العملات المشفرة في الجريمة المنظمة واحدة من الأولى المحيطة بالموضوع، وبالأخص نتيجة الجهل الأولي لسلطات إنفاذ القانون بطريقة التعامل مع هذا النوع من الجريمة، بالإضافة لغياب التشريعات والقدرات على متابعة حركة الأموال المشفرة. لكن ومع زيادة المعرفة بالمجال قامت العديد من فرق إنفاذ القانون باستخدام تقنية البلوكتشين لكشف الحسابات المتعلقة بالعصابات بالنظر إلى أن جميع عمليات التحويل مسجلة مسبقاً ويمكن استعراضها ومقارنتها حتى بعد سنوات. وكانت النتيجة ارتفاعاً في ملاحقة الجرائم المتعلقة بالعملات المشفرة، بما في ذلك الاختراقات وجرائم الاحتيال، بالإضافة إلى اكتشاف نشاطات جماعات الجريمة المنظمة المالية.