في عالم الفن الرقمي والتصميم الذي يتطور باستمرار، تواصل التكنولوجيا دفع حدود ما هو ممكن. وعلى مدى العقود الماضية انتقل الفنانون من الاعتماد الكلي على الأوراق والأقلام والريش إلى تبني مختلف التقنيات، بداية من الحواسيب، ووصولاً إلى أدوات الذكاء الاصطناعي التي ربما تعد الثورة الأكبر تأثيراً على مجالهم. حيث بات هناك العديد من الأدوات المتاحة التي تساعد المبدعين على الارتقاء بمنتجاتهم للمستوى التالي من جهة، وتجاوز حالات غياب الإلهام والصعوبات الروتينية من الجهة الأخرى.
في هذا السياق بالتحديد، كانت شركة Nvidia قد وضعت جهوداً كبيرة لتحسين تجربة الاستخدام للمبدعين عبر بطاقات رسوميات RTX، وكان أحد خدماتها المثيرة للاهتمام في هذا السياق هو NVIDIA Canvas، والتي سرعان ما جذبت الكثيرين بسبب قدراتها المميزة من جهة، وكونها أداة مرحة تسمح بالكثير من المرونة وحتى التسلية ضمن المسار الإبداعي.
ما هي أداة NVIDIA Canvas؟
في جوهرها، تعتبر NVIDIA Canvas خدمة مدعومة بالذكاء الاصطناعي مصممة لمساعدة الفنانين والمصممين والمبدعين على تصور الأفكار وإنشاء نماذج أولية بسرعة. حيث تستخدم التطبيق تقنية تُعرف باسم الشبكات التوليدية التنافسية (GANs)، والتي تستخدم قدرات معالجة بطاقات رسوميات NVIDIA RTX (بالإضافة لبطاقات رسوميات GeForce RTX وTitan RTX) لتحويل ما يبدو كشخبطة ورسوم مسودة إلى صور واقعية في الوقت الفعلي.
لعل الميزة البارزة في خدمة Canvas هي التنوع الكبير الذي تقدمه للفنانين من حيث القدرة على الرسم على طبقات مستقلة، وتخصيص المخرجات وفق مواد ومناظر عامة محددة. وتعد هذه القدرات بتغيير طريقة تعامل الفنانين مع المسودات بشكل كبير. حيث تتيح صنع المسودات بسرعة كبيرة ودون الكثير من الجهد، ومن ثم يمكنهم التخصيص كما يريدون لتتحول أفكارهم الإبداعية إلى واقع بجهد أقل ومع الحد الأدنى من العمليات الروتينية والجهد اليدوي.
أداة ذكاء اصطناعي مخصصة للمبدعين
تتيح خدمة NVIDIA Canvas للمستخدمين مجموعة متنوعة من الأنماط والمواد للاختيار من بينها، مما يسمح للفنانين بتخصيص إبداعاتهم لتتناسب مع رؤيتهم. وتتراوح المواد من العشب والماء الواقعي إلى الرسم التجريدي والهندسي، حيث توفر الخدمة خيارات تفصيلية عديدة تتيح تخصيص كل جزئية من التصميم. ويظهر اهتمام Nvidia بكون هذه الأداة تتعدى كونها مسلية للتجربة لتصبح مفيدة في العالم الواقعي بكونها تتيح تصدير ملفات العمل بتنسيق PSD.
لدى تصدير الملفات متعددة الطبقات، يمكن للمبدعين العمل بشكل إضافي واستكشاف المزيد من الخيارات التي تعكس رؤيتهم الحقيقية. حيث إن التصدير بصيغة PSD يتيح التعامل مع الملفات ضمن برمجية Adobe Photoshop (وبرمجيات تحرير الصور الأخرى)، وهو ما يعني دوراً حقيقياً لأداة Canvas ضمن المراحل الإبداعية بداية من مساعدة الفنانين بالحصول على الإلهام، مروراً بالمسودات الأولية وتجسيد الرؤية، وحتى العمل على إنتاج الشكل النهائي للمشروع.
بالنسبة للمصممين والمبدعين الخبراء في مجالاتهم، تسمح أداة Canvas بالكثير من الحرية في التخلص من القيود التقليدية لإنشاء المسودات. حيث يمكنهم استكشاف الأفكار التي تخطر ببالهم بشكل سريع وخلال دقائق بدل الحاجة لقضاء ساعات على إنشائها. وبالنتيجة تزداد إنتاجية المبدعين من جهة، كما تزداد الخيارات المتاحة لهم للمضي قدماً في مشاريعهم، وهو ما يعني نتائج أكثر ثراء وإبداعاً. أما بالنسبة للمبتدئين، فهذه الأداة مساعدة بشدة كونها تخفض حد الدخول وتسمح للهواة والمبتدئين بالتعبير عن أفكارهم والعمل على صقل مهاراتهم بشكل أكثر تفاعلية.
تظهر واحدة من أهم استخدامات أداة Canvas في المجالات التي تتطلب الكثير من المسودات الأولية وتتغير فيها المقترحات بشكل مستمر، وبالأخص في صناعات الأفلام وتطوير الألعاب، حيث يحتاج المبدعون لمشاهدة أفكارهم تتحول إلى مشهد واضح قابل للتعديل قبل أن يستثمروا وقتهم وجهدهم اللاحق في التطوير قبل تحديد توجه نهائي يريدون اعتماده.
يمكن تصوير أداة Canvas عموماً على أنها جسر يصل بين خيال المبدعين ومشاريعهم الإبداعية. حيث يمكن أن يعيد هذا النوع من الأدوات تعريف دور الفنان ليتحول من الجانب التنفيذي والروتيني ليكون مرتبطاً بتوليد المفاهيم واستكشاف الأفكار الجديدة مع الحد الأدنى من العمل اليدوي.
بالمحصلة، لا شك بكون أداة NVIDIA Canvas مثالاً على القوة التحويلية للذكاء الاصطناعي في المجال الإبداعي. وتعد هذه الأداة استخداماً واضحاً لتسخير التقنية في سبيل الإبداع بدلاً من محاولة استبدال الجانب الإبداعي نفسه. وكما الثورات التقنية السابقة، ستستمر هذه الأداة، وحواسيب الذكاء الاصطناعي الداعمة لها، بتطوير المجال الإبداعي وفتحه أما فئات أوسع من الحالمين ذوي الأفكار الاستثنائية.
لتجربة قدرات NVIDIA Canvas المذهلة، تعرف على حواسيب الذكاء الاصطناعي مع بطاقات رسوميات RTX