تقرير: شركة OpenAI لم تعد مهيمنة على مجال الذكاء الاصطناعي، والمنافسون قريبون من مجاراتها

⬤ أشار تقرير نُشر مؤخراً إلى تراجع ريادة OpenAI على شركات الذكاء الاصطناعي الأخرى مع إطلاق الجميع لنماذج منافسة ومتفوقة.

⬤ سلط التقرير الضوء على الانخفاض الكبير لتكاليف استخدام الذكاء الاصطناعي نظراً لتراكم الخبرة وتوجه الشركات للمنافسة السعرية.

⬤ يتنبأ التقرير بقدوم استثمار أجنبي ضخم في مجال الذكاء الاصطناعي إلى الولايات المتحدة يدفع حكومة البلاد لإجراء مراجعة أمنية.

على مدار الأعوام السبعة الماضية، داوم ناثان بينايش، المؤسس والشريك العام في شركة Air Street Capital للاستثمارات، على إصدار تقريره السنوي الفريد بعنوان «State of AI،» والذي يجمع فيه رفقة أطراف أخرى متعاونة طيفاً واسعاً ومثيراً للاهتمام من البيانات لتقديم تصور حول القدرات المتنامية لتقنية الذكاء الاصطناعي، والمشهد العام للشركات العاملة في تطويرها، مع دراسة للكيفية التي يجري بها تكريس الذكاء الاصطناعي، وسبر نقدي للتحديات التي لا تزال تواجه القطاع عامة.

نستعرض هنا أبرز ما ورد في تقرير هذا العام، والذي نُشر الأسبوع الفائت.

ريادة OpenAI إلى نهاية

نظرة خاطفة على تعليمات OpenAI السّرّيّة للتّعامل مع طلبات المستخدمين العجيبة!
(مصدر الصّورة: Unsplash)

من بين المآخذ الكبرى التي رُصدت في تقرير هذا العام أن تصدر OpenAI للسباق أمام سواها من الكيانات العاملة في مجال الذكاء الاصطناعي قد اضمحلّت بنسبة كبيرة. مع بروز نجم نماذج مثل Claude 3.5 Sonnet من Anthropic، وGemini 1.5 من Google، وGrok 2 من X، وحتى Llama 3.1 405 B مفتوح المصدر من Meta، والتي وصلت لمرحلة تضاهي ـ لا بل تفوق ـ ما لدى GPT-4o من OpenAI في عدد من المقاييس والاختبارات المرجعية.

على أنّ OpenAI تحافظ حتى الآن على شيء من الأفضلية في المهام التي تتطلّب التفكير المنطقي مع إطلاقها نموذج o1 Strawberry، والذي وصفه تقرير Air Street بأنه خليط غريب من القدرات المنطقية المذهلة في بعض المهام، والضعيفة المفاجئة في أخرى.

هبوط متسارع في التكاليف

مواضيع مشابهة

عرّج التقرير أيضاً على دراسة الهبوط المتسارع لتكاليف استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي المدرّبة، وهو ما يُعرَف فعلياً «بالاستدلال.» وللأمر أسباب عدة. أوّلها مرتبط بما ذُكر أعلاه؛ إذ إن زيادة المعروض من النماذج والخيارات والتخصصّات أجبر الشركات على نقل المنافسة إلى حيز الأسعار.

يتمثّل السبب الآخر في انخفاض التكاليف إلى نمو رصيد الخبرة لدى المهندسين فيما يتعلّق بتحسين طرق تشغيل النماذج الكبرى على العناقيد الضخمة من وحدات المعالجة الرسومية، سواء منهم العاملين في المجال، سواء على ضفة شركات الذكاء الاصطناعي، أو على ضفة شركائها من الشركات المزودة لخدمات مراكز البيانات والعمليات السحابية، مثل Microsoft وAWS. فعلى سبيل المثال، نرى اليوم أن تكلفة مخرجات نموذج GPT-4o من OpenAI أقل بمئة مرة مما كانت عليه في GPT-4 عند إطلاقه في مارس من العام 2023. والحال ذاته مع Gemini 1.5 Pro من Google، الذي انخفضت تكلفته بنحو 76% مما كانت عليه عند إطلاقه في فبراير مطلع العام الجاري.

من جانب آخر، ازدادت مقدرة البحاثين في مجال الذكاء الاصطناعي على إنشاء نماذج صغيرة تضاهي في أدائها النماذج اللغوية الكبيرة في مهام مثل الحوارات، والتلخيص، أو حتى التكويد البرمجي، وفي نفس الوقت، تتوافر بتكاليف أدنى بكثير. وباجتماع تلك العوامل، يبدو التوجه نحو اعتماد حلول وتطبيقات الذكاء الاصطناعي أكثر إغراءً وجذباً مما كان عليه قبل عام مضى، وهو ما يضع الشركات أخيراً على الطريق السليم نحو تحصيل العائد من استثماراتها الضخمة في الذكاء الاصطناعي التوليدي.

عودة قوية للروبوتات

 

تقرير State of AI - ازدهار قطاع الروبوتات
(مصدر الصورة: Unsplash)

يُظهر التقرير أن قطاع الروبوتات سيكون من بين أكبر المستفيدين من التغيرات التي طرأت وتطرأ على قطاع الذكاء الاصطناعي، مع تبني شركات الروبوتات للنماذج اللغوية الكبيرة في تقنياتها الحالية لإحراز تقدم وتطوير كبيرَين في قدرات تلك المعدات وتخصصاتها ومجالات استخدامها، وبالتأكيد، تخفيض تكاليفها، على المزود والعميل.

توقعات وتنبؤات

أخيراً، ينتهي التقرير بسرد عدد من التنبّؤات للعام القادم. ومن جملة ما صح وتحقق من رؤى تقرير العام الفائت أن إحدى شركات الإنتاج في هوليوود ستوظّف نماذج ذكاء اصطناعي توليدي للتأثيرات البصرية، وأن جهود وخطا الحوكمة الدولية للذكاء الاصطناعي ستكون محدودة. أما ما لم يتحقق فهو تنبؤ بأن شركة ما ستنفق زهاء مليار دولار أمريكي على تدريب نموذج لغوي كبير واحد فقط.

هذا العام، يشير التقرير إلى قدوم بديل مفتوح المصدر لنموذج o1 من OpenAI، وسيتخطاه في عدد من الاختبارات المرجعية. ويتنبأ كذلك بأن استثماراً ضخماً بنحو 10 مليارات دولار من صندوق ثروة سيادي أجنبي سيتدفق إلى الولايات المتحدة، وسيدفع حكومة البلاد لإجراء مراجعة أمنية شاملة. وحتى عام من الآن، لا يسعنا سوى الانتظار لرؤية ما قد يصيب منها وما سيخيب.

شارك المحتوى |
close icon