شركة تسلا تعاني مشكلة كبرى، و”السحالي” هي السبب
في مطلع شهر يوليو الجاري، كان من المفترض أن يتم افتتاح أحد أهم منجزات شركة تسلا الأخيرة: المصنع الأوروبي الجديد والمقام قرب العاصمة الألمانية برلين. لكن المصنع لم يفتح أبوابه ولم يبدأ العمل بعد، بل يبدو أن افتتاحه مؤجل إلى وقت غير محدد حالياً. حيث يظهر أن هناك عدة مشاكل تقف أمام افتتاح المصنع، و”السحالي” واحدة منها.
كان العمل على المصنع العملاق لشركة السيارات الكهربائية قد بدأ منذ مطلع عام 2020 الماضي. حيث كان المخطط أن يتم إنشاء المصنع ومن ثم تشغيله مع بداية يوليو الجاري. ومع كون المصنع من المفترض أن ينتج حتى نصف مليون سيارة سنوياً، فهو جزء مهم لمخططات الشركة. وللمقارنة فقط، فقد كان كامل إنتاج الشركة عام 2020 هو نصف مليون سيارة. وتلك كانت أفضل سنة في تاريخ الشركة حتى الآن. مما يعني أن المصنع الأوروبي كان ليدفع توسع الشركة بشدة.
منذ البداية، واجهت الشركة الأمريكية عقبة تلو أخرى في وجه مخططات بناءها للمصنع الأوروبي. حيث كانت الأذون تتأخر أو تلغى أو لا تمنح أصلاً طوال الوقت. ونتيجة التأخر بدفع وديعة بقيمة 100 مليون يورو كان العمل قد أرغم على التوقف لبعض الوقت. لكن التهديد الأكبر لبناء المصنع الآن هو الجمعيات البيئية.
حيث أن موقع المصنع قد كان غابة، مما عنى قطع الأشجار وبناء المصنع فوق أرض كانت برية حتى وقت قريب. وبالطبع سرعان ما اعترضت الجمعيات البيئية على بناء المصنع، وبالأخص نتيجة كونه سيقلق سبات السحالي والافاعي والزواحف الأخرى في المنطقة. ومع أن الشركة مستمرة بالبناء حالياً، فهي تقوم بذلك ضمن مقامرة هائلة قد تتسبب بخسارة مالية كبرى. حيث أنها لا تمتلك الإذن النهائي من الجهات المسؤولة عن الشؤون البيئية بعد. ومع أن البناء مستمر، فقد يتم إرغام الشركة على تفكيك المصنع كما هو وليس إيقاف العمل فحسب.
مواضيع قد تهمك:
- رغم تكلفتها الأعلى، مبيعات السيارات الكهربائية تنمو باستمرار، لماذا؟
- مع كونها تقنية المستقبل، هل القيادة الذاتية آمنة كفاية؟
- ما هي مستويات القيادة الذاتية المختلفة؟ وهل هناك قيادة ذاتية حقيقية اليوم؟
حالياً يبدو الطريق أمام خطط تسلا الأوروبية ضبابياً للغاية ودون وضوح إلى أين سيسير بالضبط. حيث أن القرار بشأن التأثير البيئي للمصنع سيتأخر حتى منتصف أغسطس القادم على الأقل، وحتى حينها فالموافقة غير مضمونة. ووفق التوقعات الحالية لإيلون ماسك وإن سارت الأمور على ما يرام سيكون المصنع جاهزاً للعمل مع نهاية العام. لكن هذه التوقعات غير مؤثرة حقاً كون ماسك يعترف بأنه ليس جيداً من حيث التوقع.
بالطبع فهذا التأخير الذي يضر تسلا يفيد خصومها وبشكل هائل أيضاً. حيث أن ألمانيا التي ستستضيف مصنع تسلا الجديد هي موطن بعض أكبر شركات السيارات في العالم. حيث أن كلاً من VW وBMW ودايملر (الشركة المصنعة لسيارات مرسيدس) هي شركات ألمانية. والأسوأ لتسلا هو أن جميع هذه الشركات تزيد من تركيزها على السيارات الكهربائية مؤخراً. حيث أنها تقلص الفجوة مع تسلا وتنافسها بقوة في السنوات الأخيرة.
كانت هذه المنافسة الشديدة أحد أسباب استعجال تسلا لافتتاح المصنع الأوروبي وكونه بهذا الحجم العملاق. إذ أن السوق الأوروبية تنتقل بسرعة نحو السيارات الكهربائية، وحتى أن هناك عدة بلدان أوروبية ملتزمة بالانتقال الكامل للسيارات الكهربائية خلال عقدين من الزمن أو أقل حتى. لذا ومع هذا الإقبال المتزايد من المهم أن تمتلك تسلا وجوداً أوروبياً للمنافسة والحفاظ على صدارتها للمجال.
يذكر أن شركة تسلا تعرف بكونها تمتلك قيمة سوقية هائلة لا تتناسب حقاً مع حجم إنتاجها وحصتها السوقية الحالية. فهي أكبر من كل من تويوتا وVW معاً، مع أنها تصنع سيارات أقل بكثير من أي منهما ولا تقارن بهما من حيث العائدات. لذا فالجزء الأكبر من قيمة الشركة السوقية مرتبطة بقدرتها على الإبداع وبشكل أهم النمو والهيمنة مستقبلاً. فالشركة لا تزال متقدمة تقنياً من حيث القيادة الذاتية كما أنها تمتلك أفضل سمعة للسيارات الكهربائية. لكن وفي حال تهديد ذلك ستتحول قيمة الشركة الحالية إلى فقاعة ربما تؤدي لخسارة الكثير من قيمتها.