كيف تحافظ على بطارية هاتفك وتجعلها تصمد لأطول وقت ممكن دون حاجة لاستبدالها
مع أن الكثير من الهواتف الحديثة باتت جيدة كفاية من حيث الأداء لتستخدم لسنوات عديدة قبل الحاجة لترقيتها أو استبدالها حقاً، فالجانب المخيب الأساسي هو البطاريات التي عادة ما تبدأ بالتراجع بشكل ملحوظ بعد عام من الاستخدام ويصبح من الأفضل استبدالها بعد عامين حتى ثلاثة من شراء الهاتف.
في الماضي كان استبدال بطارية الهاتف أمراً بسيطاً عادة، فقد كانت الهواتف القديمة قابلة للفك بسهولة وإزالة غطائها الخلفي لتبديل البطارية خلال ثوانٍ فقط، لكن في الهواتف الحديثة محكمة الإغلاق لم يعد الأمر ممكناً حقاً في المنزل، بل أنه يحتاج إلى مركز صيانة بالضرورة ومن المعتاد أن تنتظر أياماً دون هاتفك قبل أن يتم استبدال بطاريته مما جعل الحفاظ على البطارية أهم من أي وقت مضى.
في هذا الموضوع سنتناول بعض الخطوات الهامة والمفيدة التي تحسن من استمرارية بطارية الهاتف على المدى البعيد وتطيل من عمرها قبل الحاجة لاستبدالها، وبعد الخطوات المفيدة سنناقش بعض الأساطير التي لا علاقة لها بالواقع بخصوص الأمر.
لا تستخدم شواحن أو وصلات غير رسمية عند الإمكان
بطاريات الليثيوم – أيون المستخدمة في الهواتف هي قطع حساسة للغاية للجهد الكهربائي والتيار المقدم إليها، حيث أنها تصمم بدقة عالية لتشحن بقيم معينة خاصة بالشاحن المقدم مع الهاتف ومن الشركة المصنعة عادة. وبينما هناك بعض الشركات المستقلة التي تصنع شواحن ووصلات عالية الجودة مثل Anker أو سواها، فمن الأفضل الالتزام دائماً بالشواحن الرسمية لتجنب المشاكل الممكنة.
في الكثير من الحالات من الممكن للشواحن غير الرسمية أن تتسبب بمشاكل مثل تغير تيار أو جهد الشحن بشكل متذبذب أو حتى تقديم قيم غير قياسية للجهد والتيار مما يؤدي إلى تقصير عمر البطارية بشكل ملحوظ إن لم يكن تلفها حتى في بعض الحالات. ومع أن الشواحن الرسمية عادة ما تكلف أكثر بوضوح من تلك المصنعة من طرف ثالث فهي تستحق ثمنها عادة بسبب الأمان الإضافي على حياة البطارية.
اقرأ أيضاً: نظرة أقرب على الشحن السريع: كيف يعمل، هل لديه عيوب؟
لا تترك الهاتف في مكان شديد الحرارة أو البرودة
من المعروف أن بطاريات الليثيوم حساسة إلى حد بعيد تجاه الحرارة، حيث أن الحرارة المرتفعة أو شديدة الانخفاض تتسبب بتفريغ شحن أسرع من جهة، بالإضافة إلى ضرر على المدى الطويل كذلك. لذا وفي حال كنت تقطن منطقة حارة فمن الأفضل تجنب استخدام الهاتف تحت ضوء الشمس المباشر أو تركه في السيارة المركونة مثلاً، وبالمقابل فمن المهم عدم تعريض الهاتف وبطاريته لدرجات حرارة منخفضة جداً مثل الصقيع لأنها تضر بعمر البطارية بشكل واضح.
حاول إبقاء الشحن أعلى من 20% قدر الإمكان
في بطاريات النيكل-كادميوم التي كانت شائعة قبل بطاريات الليثيوم أيون كان من المعروف أن تفريغ البطارية بشكل كامل قبل إعادة شحنها أمر مهم للغاية، حيث كانت تلك البطاريات تمتلك ما يشبه ذاكرة شحن تجعلها تعتبر القيمة التي وضعت عندها بالشحن كقيمة الصفر لها، وبالتالي كان شحنها قبل التفريغ أمراً خطراً على حياة البطارية وعمرها. ومع أن البعض تمسك بهذه النصيحة حتى اليوم فهي تمتلك تأثيراً عكسياً تماماً في بطاريات الليثيوم في الواقع.
في بطاريات الليثيوم لا يمتلك تفريغ البطارية بالكامل أي فائدة من أي نوع، بل أن ذلك قد يتسبب بضرر طويل الأمد على البطارية ويقصر عمرها بسبب حدوث تفاعلات كيميائية ضمن البطارية عندما تكون في حالة شحنة قليلة لفترات ممتدة من الزمن. لذا من الأفضل تجنب استخدام الهاتف حتى نفاذ شحنه، بل من الأفضل وصله بالشاحن عندما يقترب من مستويات البطارية المنخفضة مثل 20% أو أدنى.
قلل من استخدام الهاتف وعدد دورات الشحن
العامل الأساسي في تهالك البطارية مع الزمن هو استخدامها بالطبع، حيث أن عمر البطارية عادة ما يقدر بعدد دورات الشحن التي تمتلكها، وكلما استخدمت البطارية أكثر ستتلف أو على الأقل تتراجع في وقت أسرع مقارنة بالحفاظ على معدل استخدام منخفض.
من المهم هنا التذكير بأن دورات الشحن لا تقاس بعدد مرات شحن البطارية حقاً، بل أنها تعبر عن عدد مرات الشحن من 0 حتى 100%، لذل وفي حال قمت بالشحن مرتين مختلفتين في إحداهما بقيمة 40% والأخرى بقيمة 60% فأنت قد استهلكت دورة شحن وحيدة فقط وليس دورتين.
نصائح خاطئة للحفاظ على حياة البطارية
على الرغم من محدودية الطرق الفعالة والحقيقية للحفاظ على بطارية الهاتف لأطول وقت ممكن، فمن الشائع أن تتكرر نصائح مضللة من قبل البعض على أنها تساعد على الحفاظ على البطارية بشكل أفضل. وهنا سنذكر بعض هذه النصائح المضللة التي يجب ألا تعيرها أي اهتمام:
- يجب شحن البطارية بشاحن بطيء لأنه أفضل.
- لا يجب ترك الهاتف متصلاً بالشاحن لفترات ممتدة بعد امتلاء البطارية (كتركه متصلاً بالشاحن عند النوم).
- يجب عدم استخدام الهاتف أثناء شحنه بل تأجيل هذه الأمور إلى وقت لاحق.
- يجب عدم شحن الهاتف إلا عندما تكون البطارية فارغة أو أن مستواها منخفض بشكل كبير على الأقل.
أخيراً يجب التنويه إلى فكرة الشحن السريع بالأخص، حيث أن العديد من الأشخاص يكررون كونه يجعل عمر البطارية أقصر من المعتاد في حال استخدامه، ومع أن هذا الأمر صحيح بشكل جزئي فهو يحتاج للمزيد من الشرح الذي يمكن أن تجده في موضوعنا السابق عن تأثير الشحن السريع على حياة البطارية.