تجدد الصراع بين عملاقتي التجارة الإلكترونية الصينيتين، شي إن وتيمو، مع محاكمات تدعي التقليد

⬤ رفعت «شي إن» دعوى قضائية ضد «تيمو» متهمة إياها بالتقليد، وسرقة الأسرار التجارية، وتضليل العملاء.

⬤ تأتي الدعوى ضمن صراع شديد بين الشركتين التين انتشرتا عالمياً بفضل بيع البضائع الرخيصة بشدة.

⬤ تعاني الشركتان من اتهامات عالمية بالتزوير واستنساخ المنتجات، كما تواجهان مشهداً تشريعياً غربياً مقلقاً.

تستعر نار الصدام بين عمالقة الصين في التجارة الإلكترونية العابرة للحدود هذا الأسبوع، حيث رفعت «شي إن» دعوى قضائية أخرى ضد غريمتها المحلية Temu، متهمة منافستها بتقليد البضائع، وسرقة الأسرار التجارية، وتضليل العملاء باستخدام نموذج أعمال «غير قانوني»، على حد زعمها.

جاءت تلك الاتهامات ضمن شكوى قدمتها شي إن إلى المحكمة الفيدرالية الأمريكية في واشنطن يوم الاثنين المنصرم، وزعمت فيها شي إن ـ عملاق تجارة الأزياء ـ أن Temu – منصة التجارة الرقمية الناشئة الكبرى – قد «شجعت باعتها على انتهاك حقوق الملكية الفكرية للآخرين، وبيع بضائع مقلدة أو دون مستوى المعايير» بغرض «تقليل الخسائر الهائلة التي تمول نفقاتها.»

كما ذكرت شي إن أن موظفاً واحداً على الأقل في Temu أقدم على سرقة أسرار تجارية تتعلق بأفضل منتجات شي إن مبيعاً، كي يتمكن باعتها من نسخ هذه المنتجات وبيعها على Temu. مؤكدة على امتلاكها ما يكفي من الأدلة لإدانة خصمها.

من جانبها، ردت Temu بقوة على اتهامات شي إن، ونعتتها «بالوقاحة، والاختلاق» على لسان متحدث باسم منصة حسومات التجارة الإلكترونية الأشهر. ويُشار إلى أنه قد سبق وتمت مقاضاة شي إن من قبل شركات أخرى من بينها Levi Strauss و H&M، وبتهم مماثلة لادعاءاتها ضد Temu، وهو ما نوهت إليها الأخيرة في إطار رفضها لتلك التهم.

مواضيع مشابهة

تتألف دعوى شي إن من نحو 80 صفحة، وتتضمن أكثر من 12 مثالاً عن اتهامات بالتقليد والسرقة. بالإضافة إلى ادعاء بإقدام Temu على التظاهر زوراً بكونها شي إن في أكثر من مناسبة على منصات التواصل الاجتماعي، وضمن حملاتها الإعلانية.

تأتي خطوة شي إن الأخيرة هذه في وقت يواجه فيه كل من عملاقَي التجارة الإلكترونية الصينية عقبات تنظيمية لا حصر لها وسط اندفاعهما إلى مزيد من الأسواق الخارجية. بالإضافة إلى تدقيق مستمر بشأن عدد من القضايا المزعومة، بما في ذلك ظروف عمل الموظفين، وسلامة المنتجات، وانتهاك حقوق الملكية الفكرية، والثغرات الضريبية، وانتهاكات الخصوصية في الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي.

تأسست شي إن في مدينة نانجينغ الصينية، من قبل رجل الأعمال شو يانغتيان في العام 2008، ونجحت في النمو لتغدو منصة كبرى لبيع الأزياء الرخيصة، ولكن العصرية، للمستهلكين من الجيل Z في جميع أنحاء العالم. وهي صاحبة أكبر حصة في سوق الأزياء التجارية السريعة في الولايات المتحدة. وفي حين أن معظم ملابسها مصنعة في الصين، لا تبيع شي إن أياً من منتجاتها هنالك.

ضمن تقرير سابق لها، ذكرت صحيفة The Information أن شي إن سجلت إجمالي إيرادات قدره 32.2 مليار دولار أمريكي العام الماضي، بنمو سنوي بلغ 40%. في حين سجلت PDD Holdings، المالكة لمتجر Temu، معدلاً أسرع بكثير بواقع 84%، مع إيرادات سنوية وصلت 35 مليار دولار.

على المقلب الآخر، أطلقت مجموعة PDD Holdings منصة Temu في الولايات المتحدة في سبتمبر من العام 2022، في فترة من ارتفاع في التضخم، استغلتها الشركة الصينية بالتركيز على تقديم حسومات هائلة وعروض مميزة لمنتجاتها، مع كثافة في التسويق والترويج، ما مكنها من الصعود للقمة في قطاع المتاجر الرقمية، ومنافسة عملاق بحجم Amazon. وانتهى الأمر بمؤسسها كولين هوانج ليصبح أغنى رجل في الصين مؤخراً، بثروة إجمالية مقدرة بحوالي 48.6 مليار دولار.

في الوقت الراهن، تبيع Temu منتجاتها ضمن أكثر من 70 دولة حول العالم، في حين تشحن شي إن ملابسها إلى عملاء في حوالي 150 دولة. وقد ابتدأت سلسلة الدعاوى القضائية بين الشركتين في أواخر العام الماضي، والأسباب هي ذاتها.

شارك المحتوى |
close icon