تجارب جديدة في الواقع المعزز، في مقابلة مع رئيس قسم التحول في شركة Magic Leap
تعمل شركة Magic Leap في مجال تقنيات الواقع المعزز، إذ توفر الشركة- التي تأسست عام 2010- مجموعة من المنتجات والتطبيقات المخصصة لاستخدامات الشركات والمؤسسات، وهي إلى ذلك شاركت في معرض جيتكس 2023، واستعرضت هناك أبرز منتجاتها التي سنتعرف عليها في هذه المقابلة التي أجراها فريق مينا تك مع أحد مسؤولي Magic Leap، وهو السيد دانييل دياز، رئيس قسم التحول في شركة Magic Leap.
هل يمكنك أن تحدثنا عن شركتكم؟
شكراً لكم على هذه الاستضافة، تعمل شركتنا Magic Leap في تطوير سماعة رأس للواقع المعزز بحيث تستخدم في تطبيقات مؤسسية. فكما تعلمون يختلف الواقع المعزز اختلافاً تاماً عن الواقع الافتراضي؛ فالمستخدم لا يرى شيئاً حينما يضع سماعة الرأس في أحد تطبيقات الواقع الافتراضي، فكل ما يراه هو محتوى رقمي. وفي حالات كهذه يعاني أشخاص كثيرون من الدوار والدوخة بفعل ذلك، لأن الواقع الافتراضي يوهم عيونهم وبصرهم بوجود محتوى رقمي بعيد عنهم، لكنه في الواقع على مسافة قريبة جدًا من عيونهم، وهنا يحاول العقل التوفيق بين النظر إلى محتوى يبدو بعيداً لكنه قريب في الواقع، فيصاب المستخدمون بالدوار جرّاء ذلك.
أما في الواقع المعزز، فيرى المستخدم الواقع المادي وكل شيء حوله، ثم يدمج المحتوى الرقمي في العالم الواقعي الملموس بطريقة مفيدة حقاً؛ فهذا يعني لنا، مثلاً، تدريب عمال في المصنع على طريقة تصنيع السيارة، والقيام بذلك في المصنع وتصنيعها وتعلم الطريقة باستخدام محتوى رقمي يرشدهم في ذلك. كذلك يلجأ الأطباء الجراحون إلى الواقع المعزز لإرشادهم وتوجيههم في أثناء الجراحة، ويستخدمه رجال الشرطة، مثلاً، للتعامل مع شخص مسلح يطلق الرصاص في إحدى المدارس، أي أنهم يستطيعون التدرب في المدرسة باستخدام محتوى رقمي يحاكي هذا التهديد. فالواقع المعزز يسرع وتيرة التعلم لدى المستخدمين ويجعله أكثر كفاءة وفعالية، فهو تقنية ثورية في هذا المجال.
هل لكَ أم تخبرنا ماذا تستعرضون في جيتكس؟
نعرض بعض التطبيقات التي تستخدمها الشركات حالياً، وهي تشمل تطبيقات في مجال الهندسة المعمارية، وطريقة تشييد المباني بسرعة أكبر، وإحداث تغييرات في التصميمات وعرضها مباشرة أمام عيني المستخدم عوضاً عن بناء نموذج مصغر أو معاينتها في جهاز الكمبيوتر. كذلك لدينا تطبيقات مختصة بالتدريب للمساعدة في تدريب الموظفين بوتيرة أسرع، وهو أمر مهم حقاً؛ فنحن حينما نستخدم الواقع المعزز وتطبيقات التدريب لدينا، فإننا نقلل الوقت اللازم لإتمام التدريب بنسبة قدرها 80%، وهذا يشكل توفيراً كبيراً في النفقات والوقت، ويعزز قدرة الموظفين على العمل بسرعة وكفاءة أكبر، ويُشعِرهم بالتحسن لأنهم يحصلون على المعلومات الضرورية ويؤودون وظائفهم بطريقة أفضل.
ما مدى مساهمة الذكاء الاصطناعي في منتجاتكم؟
يوجد الذكاء الاصطناعي في منتجاتنا؛ فمنتج الواقع المعزز لدينا يحتوي على شيء يسمى برؤية الكمبيوتر، فحتى يفهم طبيعة العالم حول المستخدم، فإنه يستعمل راداراً ويتعرف على الأشياء الموجودة حوله، وبهذه الطريقة يضع المحتوى الرقمي بطريقة مناسبة ضمن العالم الواقعي. لكنّ هذه الأجهزة تتميز أيضاً بأنها لا تحتوي فقط على رادار لمسح العالم المحيط بالمستخدم، بل يوجد فيها كذلك كاميرات خارجية، وبذلك يستطيع الجهاز إنشاء توأم رقمي مماثل.
ويمكن القول إنّ تلك الكاميرات والرادار والماسح الضوئي يشكلون محركاً قوياً لاستيعاب البيانات لمحركات الذكاء الاصطناعي، التي تستطيع لاحقاً معالجة تلك البيانات وعرضها من جديد. وهذا يعني أن المستخدم يستطيع أن يطلب منه تنفيذ أمور كثيرة، مثل استعراض مبنى بطول 50 قدماً، فيأتي بنموذج معين وهكذا دواليك. وكلّ هذا يتم باستخدام الذكاء الاصطناعي وجميع تطبيقات رؤية الكمبيوتر الموجودة في الجهاز. ولا شك أن الواقع المعزز والذكاء الاصطناعي تقنيتان مترابطتان تماماً.