بينها الأردن وتونس، Microsoft وGoogle تستهلكان طاقة أكثر من 100 دولة حول العالم

⬤ وفق الإحصائيات، تستهلك كل من شركتي Microsoft وGoogle حوالي 24 تيرا واط من الطاقة سنوياً.

⬤ هذا الاستهلاك يجعل الشركتين أكثر استهلاكاً للكهرباء من العديد من الدول، بما يتضمن الأردن وتونس و98 دولة أخرى.

⬤ الذكاء الاصطناعي التوليدي وشهيته الكبيرة للطاقة هو الملام الأساسي في النمو السريع لاستهلاك هذه الشركات من الطاقة.

يجتاح الذكاء الاصطناعي التوليدي (AI) العالم بسرعة كبيرة، ويتجلى تأثيره في جميع القطاعات، بما في ذلك الطب، والتعليم، والموسيقى، والحوسبة، وغيرها. ومع تجاوزنا مرحلة تطبيقات المحادثة الآلية وأدوات إنشاء الصور، تغدو الأمور أكثر إثارة للاهتمام، مع تعاظم متطلبات الذكاء الاصطناعي من الكهرباء، فضلاً عن كمية المياه الكبيرة للتبريد، والتي تعادل وسطياً حجم زجاجة مياه واحدة لكل استعلام.

في تحليل أجراء الناشط مايكل توماس، استهلكت شركتا Microsoft وGoogle في عام 2023 نحو 48 تيرا واط ساعي من الكهرباء (أي، 24 تيرا واط ساعي لكل منهما)، وإن هذا المقدار يتجاوز استهلاك الكهرباء لأكثر من 100 دولة، بما في ذلك كل من غانا وتونس، على سبيل المثال لا الحصر.

مواضيع مشابهة

تشكل هذه المقارنة توضيحاً للتأثير الهائل الذي تتركه التقنيات الجديدة من جهة، وللحجم الهائل لعمليات الشركات التقنية الكبرى. وعلى الرغم من أن الشركات التقنية عادة ما تتغنى بسياساتها الخضراء الساعية للاستدامة، فالواقع يبدو مختلفاً مع كون شطر كبير من طاقتها المستهلكة مأخوذ من الشبكة العامة بشكل يزيد الطلب على الطاقة ويزيد من انبعاثات غازات الدفيئة حتى ولو كان ذلك بشكل غير مباشر. وبالإضافة إلى التأثير البيئي، تظهر هذه البيانات التباين العالمي الهائل في القدرة الاقتصادية، حيث تستهلك شركات توظف بضعة آلاف من الموظفين طاقة أكثر مما يحتاجه ملايين السكان في العديد من الدول (مثل تونس والأردن اللتان يقطن كل منهما حوالي 11 مليون نسمة.

في الوقت الحالي، يعتبر الذكاء الاصطناعي مشروعاً مفيداً للغاية للشركات التقنية، من ناحية سعر الأسهم على الأقل. حيث ارتقى بشركة Microsoft لتصدر قائمة أعلى الشركات قيمة في السوق، كما كان مسؤولاً إلى حد بعيد عن الأداء الاستثنائي لأسهم التقنية منذ مطلع عام 2023. وإلى جانب المتطلبات التشغيلية الكبيرة لهذه التقنية، تنشط شركات مثل Google وMicrosoft بقوة في مجال مراكز البيانات الشرهة للطاقة، والتي تستخدمها لشتى أغراضها ومشاريعها، بما في ذلك خدمات التخزين السحابي.

تتزايد المخاوف في أوساط قادة الشركات في القطاع التقني، إذ كان إيلون ماسك قد ادعى سابقاً بأننا على أعتاب أكبر خرق تقني بالذكاء الاصطناعي، مشيراً لعدم كفاية الطاقة لتلبية هذا التغير في العام 2025، وتتطابق آراؤه هذه مع واقع الطلب المتزايد.

من جهته، يسعى سام ألتمان لإيجاد مصدر طاقة بديل محتمل لجهود شركته OpenAI في مجال الذكاء الاصطناعي، ويحتل الاندماج النووي صدارة قائمته. كما تسعى Microsoft بدورها إلى الهدف ذاته، وقد أقامت شراكة مع شركة Helion، والتي من المتوقع أن تبدأ في توليد الطاقة النووية من خلال الاندماج النووي بحلول عام 2028، وتقوم حالياً بتدريب النماذج اللغوية الكبيرة للمساعدة في تسريع العملية التنظيمية.

في حين يبدو الاندماج النووي الحل الأمثل لتلبية احتياجات الذكاء الاصطناعي المتعاظمة من الطاقة بسبب عدم تأثيره على البيئة، يقول العلماء والباحثون إنه الأوان قد يفوت فيما يخص أزمنة المناخ قبل أن تصبح التجارب في هذا المجال واقعاً عملياً ملموساً، ويرون أن الانشطار النووي والطاقة المتجددة خيارات أفضل عموماً.

شارك المحتوى |
close icon