بينما تزدهر نظيرتها في الغرب، خسرت عمالقة التقنية الصينية 300 مليار دولار منذ 2020
⬤ رغم النمو التقني العالمي، عانت شركات التقنية الصينية من تراجع كبير نتيجة التوترات الجيوسياسية العالمية.
⬤ بداية من مطلع 2020، أضافت عمالقة التقنية الأمريكية أكثر من 5 تريليون دولار أمريكي من رأس المال السوقي.
⬤ في نفس الفترة، خسرت عمالقة التقنية الصينية حوالي 300 مليار دولار من رأس مالها السوقي.
بينما شهد عام 2020 انهياراً مؤقتاً لأسعار الأسهم بعد الذعر الذي أصاب العالم مع تفشي وباء كوفيد-19، فقد عادت أسواق الأسهم للازدهار بشدة حول العالم مدفوعة بمعدلات الفائدة المنخفضة جداً وتزايد المال المتاح للتداول. وبينما عادت الأسهم للهبوط جزئياً في 2022، فقد شهد قطاع التقنية نهضة عالمية جعلته في مكان أفضل بمراحل الآن مقارنة بعام 2020، لكن في الصين كانت القصة مختلفة.
وفق بيانات نشرتها صحيفة Financial Times نقلاً عن Capital IQ، فقد خسرت كبرى الشركات التقنية الصينية ما مجموعه 300 مليار دولار أمريكي من رأس مالها السوقي (تقييمها) في الفترة بين 15 يناير 2020 قبل وباء كوفيد-19 ويوم 12 يونيو 2023. وبينما كان هناك عدة شركات صينية مع ارتفاعات طفيفة في قيمتها، غطت تراجعات كل من Alibaba و Tencent على ذلك.
قد يبدو الرقم طبيعياً للوهلة الأولى، لكن لدى المقارنة مع الشركات الأمريكية المقابلة يظهر تناقض كبير. إذ شهد نفس الهامش الزمني نمو رأس المال السوقي لعشر شركات تقنية أمريكية عملاقة بحوالي 5 تريليون دولار، وكانت معظم هذه المكاسب من نصيب ابل ومايكروسوفت وإنفيديا.
تضمنت المقارنة شركات التقنية الصينية التالية: Tencent وAlibaba وCATL وMeituan وPDD وJD.com وNetEase وHikvisionوBaidu وXiaomi. فيما كان الجانب الأمريكي يتضمن كلاً من Apple وMicrosoft وAlphabet وAmazon وNvidia وMeta وBroadcomوOracle وCisco وSalesforce.
تعود أسباب الأداء المالي السيء للتقنية الصينية إلى 3 عوامل أساسية وفق المحللين. إذ هناك مشكلة كبرى في التوترات الجيوسياسية بين الصين والولايات المتحدة والدول الغربية، وهو ما تسبب بقيود تجارية على عدة منتجات عالية التقنية وانكسار لدائرة التطوير التي استمرت لعقود مضت، كما أن الحكومة الصينية كانت قد فرضت المزيد من الرقابة والقيود على سلوك شركاتها التقنية المحلية بعد تجاوزات كبرى بخصوص السلوك الاحتكاري وانتهاك الخصوصية. كما أن هناك سبباً إضافياً متمثلاً بانسحاب بعض كبار المستثمرين من السوق الصينية وسط المخاوف من التدخل الحكومي الزائد والآثار الممكنة للصدع في العلاقات الصينية الغربية.