بيل غيتس يحذر الأجيال الشابة من أربعة تهديدات عالمية كبرى
⬤ حذر مؤسس مايكروسوفت، بيل غيتس، الجيل الشاب من أربعة تهديدات عالمية كبرى تحتاج لانتباه فوري.
⬤ تحدث غيتس كذلك عن الطبيعة المزدوجة للذكاء الاصطناعي وكونه يمكن أن يكون شديد الفائدة أو الضرر.
⬤ رغم التحديات، أعرب جيتس عن تفاؤله بالمستقبل، مشيداً بالتقدم العلمي والتقني لمواجهة الأزمات بفعالية.
في مقابلة حديثة أجراها مع باتريك كوليسون في متحف تاريخ الحاسوب، في ماونتين فيو، بولاية كاليفورنيا الأمريكية، استعرض بيل غيتس، المؤسس الشريك في شركة مايكروسوفت والناشط في مجال العمل الخيري، أربعة تحديات ملحة يرى أنها تتطلب استجابة عاجلة من الأجيال الشابة؛ وهي خطر الحرب النووية، والإرهاب البيولوجي والأوبئة، وتطوير الذكاء الاصطناعي بمسؤولية، والاستقطاب الاجتماعي. وأشار غيتس، الذي نشأ في خمسينيات القرن الماضي وسط مخاوف من اندلاع حرب نووية، إلى أن هذا التهديد لا يزال قائماً، وحتى أنه أصبح جزءاً من مشهد عالمي أكثر تعقيداً مع ظهور تحديات جديدة تستدعي مواجهة فورية.
كما أضاف صاحب التسعة والستين عاماً أزمة التغير المناخي إلى القائمة، مؤكداً على تزايد تأثيرها في استقرار العالم. وشدد على ترابط تلك القضايا، وأنها تستلزم تعاوناً دولياً للحد من مخاطرها.
رغم جسامة هذه التحديات، أعرب غيتس عن تفاؤله بقدرة البشرية على بناء مستقبل أكثر أماناً وإنصافاً وازدهاراً، مشيراً إلى التقدم الكبير في مجالات الرعاية الصحية، ومحو الأمية، ومتوسط أعمار البشر المتوقع. وأوضح أن بحوزة البشرية اليوم أدوات أكثر تطوراً لمواجهة الأزمات مقارنة بالعقود الماضية، واصفاً وتيرة الابتكار اليوم بأنها «غير مسبوقة.»
فضلاً عن ذلك، أشار غيتس، الذي يشارك في رئاسة مؤسسة Gates Foundation، إلى أن تسليط الضوء على هذه القضايا قد يكون مبالغاً فيه أحياناً بهدف تحفيز المجتمعات على اتخاذ خطوات وقائية.
إلى جانب ذلك، حذر غيتس، من تداعيات أكثر إلحاحاً على المدى القريب، مشيراً إلى أن من شأن قرار تعليق تمويل المساعدات الخارجية الأمريكية أن يؤدي إلى خسارة ملايين الأرواح. ففي ظل إدارة «كفاءة الحكومة» التي يرأسها إيلون ماسك بدعم من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تم تعليق عمليات الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) وإلغاء عشرات الملايين من الدولارات المخصصة لبرامج المساعدات. وقد نوّه غيتس إلى كارثية حطوة كهذه، لا سيما على برامج مثل PEPFAR، الذي وفر على مدى عقدين 110 مليارات دولار أمريكي لمكافحة فيروس نقص المناعة البشرية والإيدز، مساهماً في إنقاذ أكثر من 20 مليون شخص. ولدى سؤاله عن عدد الوفيات المحتمل جراء هذا القرار، قال غيتس: «الملايين بالتأكيد،» مشدداً على أن نسبة كبيرة من هذه الجهود «مصدر فخر لأي دافع ضرائب.»
في سياق آخر، تطرق غيتس إلى الطبيعة المزدوجة للذكاء الاصطناعي أيضاً، معترفاً بمخاطره المحتملة، لكنه شدد على إمكانياته التحويلية. وأوضح أن بوسع هذه التقنية أن تساعد في سد النقص العالمي في المعارف والخبرات، بالأخص في مجالات الطب والتعليم.
حث الملياردير الذي تُقدر ثروته بنحو 168 مليار دولار، وفقاً لتقديرات Bloomberg، الأجيال الشابة على مواجهة تلك التحديات مباشرة، مشيراً إلى أن الخوف يجب أن يكون دافعاً للعمل وليس عاملاً للشلل والتردد. وضمن منشور له عام 2023، كشف غيتس أن توسع عائلته عزز التزامه بتحسين العالم، وكتب حينها قائلاً: «إن وجود حفيد يجعلك تفكر في كيفية ضمان مستقبل أفضل، سواء في السياسة، أو الصحة، أو المناخ، أو غيرها.»
