بوينغ 737 ماكس – الطائرة التي تسببت بأزمة عملاق الطيران الأمريكي
في عام 2018 أدى حادث تحطم طائرة خطوط طيران Lion Air الاندونيسي لوفاة جميع الركاب على متن الرحلة٬ و بعد خمس أشهر فقط تكرر نفس السيناريو المؤسف لرحلة في خطوط الطيران الإثيوبية٬ الأمر المشترك بين الحادثين كان طائرة بوينغ 737 ماكس.
في هذا التقرير المختصر سنتحدث بشكل سريع عن طائرة بوينغ 737 ماكس التي تسببت بواحدة من أكبر الأزمات في تاريخ الطيران.
بدأت القصة بعد تقديم المنافس الأوروبي إيرباص لطراز طائرات A320neo الجديد، و الذي بتمتع بكفاءة عالية و توفير للوقود، و هو الأمر الذي أثر بشكل مباشر على شركة بوينغ و زاد من الضغوطات على الصانع الأمريكي.
نتيجة لهذا الأمر قدمت شركة بوينغ طراز 737 ماكس حتى يكون منافساً مباشراً لطائرات إيرباص الجديدة، لكن بوينغ و اختصاراً للوقت و النفقات طورت فقط على طراز 737 الأساسي من ستينات القرن الماضي بدلاً من تطوير طراز جديد كلياً، و من هنا بدأت المشكلة.
فطراز 737 ماكس مزود بمحركات أكبر لكن على نفس جسم طائرات 737، و هذا جعل أنف الطائرة يرتفع بشكل خارج عن المألوف، و حتى تحل الشركة هذه المشكلة قامت بتزويد الطائرة بنظام تحكم آلي حتى يحد من الارتفاع في مقدمة الطائرة، لكن خطأ الشركة الكارثي كان عدم إخبار شركات الطيران أو حتى القيام بتدريب الطيارين على هذا النظام الجديد.
لاحقاً تبين ان حادثي تحطم الخطوط الجوية الاندونيسية و الاثيوبية كان مرتبطاً بشكل مباشر بالنظام الجديد على طائرات 737 ماكس، و الذي كان يُفقد الطيارين لسيطرتهم على الطائرات، و تبين أيضاً ان العديد من الطيارين كانوا قد وجهوا شكاوى للشركة بخصوص هذه المشكلة حتى قبل حصول الكارثة لكن دون اتخاذ اي اجراء لحلها.
نتيجة لذلك تم إصدار قرار عالمي في شهر آذار/مارس من عام 2019 يمنع هذه الطائرات من التحليق حتى إشعار آخر٬ و بالتالي عدم تسليم طلبيات طائرات 737 ماكس للعملاء و التي كانت بأرقام قياسية، الأمر الي زاد من أعباء الشركة و أثار المزيد من الشكوك و التساؤلات حول العلامة التجارية بوينغ.
و مع استمرار المنع لطراز 737 ماكس و عدم قدرة الشركة على ايجاد حل للمشلكة، قررت بوينغ إيقاف إنتاج طائرات 737 ماكس مع بداية هذا العام و تسريح الرئيس التنفيذي للشركة.
حتى الآن لا نعلم متى ستعود طائرة بوينغ 737 ماكس للتحليق مجدداً، وتشير بعض التقارير إلى أنّ الإصلاحات على النظام قد لا تكون كافية وحدها، و ستحتاج الطائرة إلى تعديل على صعيد التصميم الخارجي، وهو الذي سيكلف بوينغ المزيد من المال والوقت.
لكن لا زالت الشركة قادرة على العودة مجددًا في حال طبقت الشفافية مع وسائل الإعلام، و لم تتسرع في عودة 737 ماكس للتحليق قبل التأكد من عدم وجود أي مشاكل على الإطلاق.