كل منتج محدود مستهدف: تعرف على بوتات الشراء التلقائي ولماذا تستخدم؟
قبل أيام فقط بدأ الطلب المسبق لبطاقات الرسوميات الجديدة من Nvidia وسط حماس غير معهود ناتج عن الترقيات الهائلة لهذا الجيل، لكن وبينما انتظر الآلاف لحظة بدأ الطلب لحجز بطاقات الرسوميات الخاصة بهم، خاب أمل معظم هؤلاء المنتظرين عندما نفذ المخزون بسرعة هائلة دون أن يحصل معظم المستخدمين على فرصة للشراء حتى. لكن النفاذ السريع للغاية للمخزون لم يكن ناتجاً عن الأعداد الكبيرة لمن ينتظرون المنتج فحسب، بل كان هناك عامل آخر مزعج للغاية: بوتات الشراء التلقائي للمنتجات.
مع أن مشكلة بوتات الشراء التلقائي لا تزال حديثة العهد نسبياً في العالم التقني، فهي تتسبب بالغضب الكبير منذ سنوات في المجالات التجارية الأخرى مثل تجارة الملابس وبالأخص الأحذية الرياضية ذات الإصدارات المحدودة. لذا ومع انتشار هذه المشكلة بشكل أكبر في المجال التقني، سنتناول بوتات الشراء في هذا الموضوع لنشرح فكرتها وطريقة عملها ولماذا تعد من أكثر الأمور المكروهة في عالم التجارة الإلكترونية اليوم.
عالم ما قبل بوتات الشراء التلقائي
لطالما كانت المنتجات المحدودة أو تلك التي تحيط بها الكثير من الضجة محط اهتمام الزبائن الذين يريدون الحصول عليها بسرعة قبل نفاذها أو خلال الفترة الأولية من إتاحتها على الأقل. لكن في الماضي كانت الأمور بسيطة للغاية: هل تريد هاتف iPhone الجديد خلال ساعات من طرحه؟ أو ربما الحذاء الحصري الجديد من Nike؟ عليك إذا انتظار دورك في طابور طويل يصطف أمام المتاجر التي ستقدم المنتج، ومع أن هذه الطوابير كانت مزعجة للغاية وتبدأ بالاصطفاف قبل أيام حتى في بعض الحالات، فقد كانت “عادلة” نوعاً ما لأنها تعطي أفضلية للمستخدمين الأكثر رغبة بالحصول على المنتج وبالتالي الأكثر قابلية لانتظاره.
مع انتشار التجارة الإلكترونية عبر السنوات وتحولها إلى الوسيط التجاري الأهم ربما مؤخراً، فقد انتقلت معظم الطوابير الفيزيائية المعتادة إلى طوابير إلكترونية على مواقع الشركات التي ستصدر المنتج أو شركائها التجاريين. لكن وبينما كان الدور يسير ببطء كبير في الطابور المعتاد، فالأمور مختلفة في العالم الرقمي حيث يمكن معالجة عدد هائل من الطلبات خلال وقت قصير للغاية، وبالتالي باتت الأهمية الوحيدة هي لمن ينجح بطلب المنتج الجديد بمجرد توافره ضمن المخزون مباشرة.
كما هو متوقع لأي منتج محدود أو يمتلك طلباً أعلى بكثير من العرض المتاح له، فمن المتوقع أن ترتفع الأسعار بشكل كبير مع كون الكثير من المشترين الراغبين لا يمانعون دفع المال الإضافي مقابل الحصول على المنتج، ومن هنا ظهر نوع خاص من التجارة قصيرة المدى: الحصول على المنتجات المحدودة أو ذات الطلب المرتفع جداً، ومن ثم إعادة بيعها للمشترين الراغبين بأسعار أعلى (تبلغ عدة أضعاف أحياناً) لتحقيق الربح السريع.
في الماضي كان من يقومون بإعادة البيع ينتظرون دورهم كما البقية في الطوابير الطويلة، لكن ومع الانتقال نحو الطلب من الإنترنت بات هناك طرق جديدة وبديلة لذلك: تصميم برمجيات خاصة أو “بوتات” تقوم بعملية الشراء أو الطلب المسبق للمنتجات بسرعة أكبر بكثير مما هو ممكن للبشر الطبيعيين، وبالتالي بات الأمر مشكلة حقيقية الآن كون معظم المبيعات تتم لهذه البوتات بدلاً من الزبائن الحقيقيين المهتمين بالحصول على المنتج.
اقرأ أيضاً: مايكروسوفت تسرّح صحفيين وتستبدلهم بروبوتات تعمل بالذكاء الاصطناعي
كيف تتم مكافحة انتشار بوتات الشراء التلقائي؟
المؤسف هو أن عمليات الشراء التي تقوم بها البوتات ليست قابلة للرصد دائماً، ومع أن هناك العديد من السياسات التي يمكن تطبيقها للحد من الظاهرة، فهي لا تزال موجودة اليوم وبشكل كبير. لكن عموماً تتضمن بعض السياسات المتبعة حالياً أموراً مثل:
حد عدد الوحدات المسموح طلبها دفعة واحدة
من حيث المبدأ، سيحتاج معظم المشترين عدداً قليلاً من المنتجات فقط مثل واحد أو اثنين، لذا باتت العديد من المتاجر والشركات تضع سقف طلب منخفض نسبياً بحيث لا تستطيع بوتات الشراء طلب كميات كبيرة دفعة واحدة، ومع أن هذه السياسة تمتلك نقاط ضعفها مثل كون البوتات تبقى أسرع من البشر على أي حال وستتمكن من السيطرة على عمليات الشراء بهذا.
طلب تأكيدات إضافية مثل CAPTCHA أو التأكيد برقم الهاتف
مع أن طلب معلومات إضافية مثل رمز يرسل إلى رقم الهاتف أو حتى حل رمز CAPTCHA تعد أموراً مزعجة دون شك للمستخدمين، فهي واحدة من أكثر الطرق فعالية في إيقاف بوتات الشراء من الهيمنة الكاملة على عملية الشراء، حيث أن مصممي بوتات الشراء لا يمتلكون أرقام هواتف متاحة كافية لتغطية العدد الكبير من المنتجات المطلوبة مما سيحد من قدرتهم على شراء أعداد كبيرة إلى حد بعيد.
استخدام الذكاء الاصطناعي للتعرف على طلبات الشراء المشبوهة أو مراجعة الطلبات بشكل يدوي
هذه الطرق لا تزال قليلة الانتشار إلى حد بعيد من جهة، كما أن الشركات تبقي معاييرها لتقييم الطلبات سرية إلى حد بعيد لمنع مصممي البوتات من صنعها لتتجاوز النقاط التي يتم التدقيق عليها. حيث أن الأمر أشبه بحالة سباق مستمر بين مطوري بوتات الشراء من جهة والشركات التي تجد طرقاً جديدة لكشف الطلبات الآتية من بوتات الشراء لفلترتها ورفضها.
إغراق الشراء
هذا النوع من الجهود ليس آتياً من الشركات بحد ذاتها عادة، بل من قبل مشترين حقيقيين يريدون نوعاً من الانتقام من البوتات في الواقع، حيث يقوم المشترون هنا بإضافة أسعار كبيرة وخيالية على مزادات eBay حيث تتاح البضائع التي اشترتها البوتات عادة، وعندما يحين موعد الدفع يلغون العملية بهدف تضييع وقت الباعة وجعل عملية البيع غير مجدية عموماً وبالأخص للبضائع التي عليها طلب كبير ويتوقع أن يستمر المخزون الجديد بالوصول وتنتهي حالة الطلب الهائل عليها في وقت قريب.