بلاك هات الشرق الأوسط وإفريقيا 2025 يختتم فعالياته ويثبت مكانة الرياض في قلب صناعة الأمن السيبراني

اختُتمت فعاليات بلاك هات الشرق الأوسط وإفريقيا 2025 في الرياض بعد ثلاثة أيام عززت مكانة الحدث بوصفه أحد أكثر تجمعات الأمن السيبراني تأثيراً على مستوى المنطقة وحتى العالم. حيث أقيم الحدث من 2 إلى 4 ديسمبر في مركز الرياض الدولي للمعارض والمؤتمرات في ملهم، وجمع في نسخته الرابعة صناع السياسات، والمؤسسات، والممارسين، والخبراء، والباحثين، والمبتكرين حول تحدٍ مشترك: تأمين التحول الرقمي في عصر تهديدات مدفوعة بالذكاء الاصطناعي وتزايد الأتمتة.

نُظم الحدث من قبل شركة تحالف بالشراكة مع الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز (SAFCSP)، كما كانت مينا تك شريكاً إعلامياً للحدث، واستندت نسخة 2025 إلى النمو المتسارع الذي تحقق خلال الأعوام السابقة. حيث تحول ما بدأ كمبادرة إقليمية إلى منصة عالمية للحوار الاستراتيجي، والتقني، والتشغيلي في مجال الأمن السيبراني.

شهد الحدث على مدى أيامه نقاشات رفيعة المستوى من خلال القمم التنفيذية، حيث ركز الوزراء، والجهات التنظيمية، ومسؤولو الأمن المعلوماتي، وكبار قادة التكنولوجيا على الصمود السيبراني، وحوكمة الذكاء الاصطناعي، والأطر التنظيمية، وحماية البنى التحتية الحيوية. وقد أكدت هذه الجلسات فهماً مشتركاً بأن الأمن السيبراني لم يعد تفصيلاً تقنياً ثانوياً، بل أصبح أساساً للنمو الاقتصادي والثقة والاستقرار الجيوسياسي.

خلال الحدث، عرض الباحثون، والمهندسون، والمخترقون الأخلاقيون بحوثاً أصلية، ومنهجيات دفاعية جديدة، ودراسات حالة واقعية تناولت أسطح الهجمات المتطورة، من البيئات السحابية وأنظمة الهوية إلى التهديدات المعززة بالذكاء الاصطناعي. وقد وفرت هذه الجلسات لكثير من الحضور رؤية مبكرة للتقنيات والثغرات التي ستشكل المشهد التهديدي في الأشهر المقبلة.

على جانب آخر، لعبت البيئات الحية في بلاك هات الشرق الأوسط وإفريقيا دوراً مركزياً في تحويل الاستراتيجيات إلى تطبيقات عملية. فقد قدّم كل من منصتا Arsenal وBusiness Hall مجموعة واسعة من تقنيات الأمن السيبراني، بما في ذلك منصات استخبارات التهديدات، وأدوات تحديث مراكز العمليات الأمنية، وحلول أمن البيئات التشغيلية، والحوسبة السحابية، وقدرات الاستجابة للحوادث. وأصبحت هذه المساحات نقاط التقاء نشطة تقيّم فيها المؤسسات الحلول ويعرض فيها المزودون حالات استخدام واقعية ويتبادل فيها المختصون خبراتهم العملية.

وكان الابتكار والنمو في مراحله المبكرة واضحين على نحو خاص في منطقة Cyber Seed Startup Village التي توسعت هذا العام. وقد أتاحت هذه المنطقة للمؤسسين عرض منتجات أمن سيبراني ناشئة، والتواصل مباشرة مع المستثمرين الإقليميين والدوليين، واستكشاف شراكات تركز على الدفاع المدعوم بالذكاء الاصطناعي والأمن السحابي الأصلي، وتطوير التقنيات السيادية. وأبرز الاهتمام الكبير الدور المتزايد للمنطقة ليس فقط كمستهلك لحلول الأمن السيبراني، بل أيضاً كمساهم في الابتكار العالمي.

وظلّت المنافسات والبرامج الموجهة للمهارات ركيزة أساسية في التجربة. فقد جذبت مسابقة Capture the Flag واسعة النطاق فرقاً واجهت تحديات معقدة تحاكي سيناريوهات هجمات حقيقية. وفي الوقت نفسه أتاحت المختبرات العملية والدورات التدريبية للمشاركين تعميق خبراتهم في مجالات مثل اختبار الاختراق والاستجابة للحوادث. وعززت المبادرات الموجّهة للطلاب والمهنيين في بدايات مسيرتهم التزام بلاك هات الشرق الأوسط وإفريقيا بسد فجوة المهارات في الأمن السيبراني من خلال التدريب العملي والإرشاد.

وكان لدور الرياض كمضيف تأثير بالغ في نجاح الحدث. فبينما تضع المملكة الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي والتقنيات السحابية في صميم رؤية 2030، يواصل بلاك هات الشرق الأوسط وإفريقيا لعب دور ساحة محايدة تتعاون فيها الجهات الحكومية، والمؤسسات، والأكاديميون، والمجتمعات التقنية. وقد عكست النقاشات واللقاءات التي شهدتها الأيام الثلاثة مكانة المدينة كمركز استراتيجي للحوار العالمي حول الأمن الرقمي.

مع اختتام بلاك هات الشرق الأوسط وإفريقيا، يترك الحدث وراءه ما هو أكثر من مجرد إعلانات وعروض تقنية. فهو يؤكد انتقالاً نحو تعاون أعمق بين السياسات، والبحث، والصناعة، ويبرز كيف أصبحت الأولويات الإقليمية تشكل الخطاب العالمي للأمن السيبراني على نحو متزايد. أما بالنسبة لمينا تك فقد وفّر الحدث من موقعها كشريك إعلامي رؤية مباشرة لكيفية تطور هذه النقاشات، وكيف يمكن لنتائج نسخة هذا العام أن تؤثر في استراتيجيات الأمن السيبراني داخل المنطقة وخارجها.