بعد سنوات من الترقب، متصفح Chrome يلغي خطته للتخلص من ملفات تعريف الارتباط من الطرف الثالث

⬤ أعلنت Google إيقاف خطتها لإلغاء ملفات تعريف الارتباط الطرف الثالث والإبقاء على النظام الحالي.

⬤ واجه مشروع Privacy Sandbox انتقادات وتأخيرات وضغوطاً تنظيمية أجبرت الشركة على التراجع.

⬤ رغم تجميد المشروع، تواصل Google تطوير أدوات الخصوصية وتحسين التصفح الخفي بالتعاون مع شركائها.

في تراجع لافت، أعلنت Google رسمياً عن إيقاف خطتها الطموحة والمثيرة للجدل لإلغاء ملفات تعريف الارتباط من الطرف الثالث (Third-party Cookies) في متصفح Chrome، وهي عبارة عن أكواد صغيرة يستخدمها المعلنون لتتبع نشاط المستخدمين عبر المواقع. وأكدت الشركة على الإبقاء على النظام الحالي إلى أجل غير مسمى.

جاء التأكيد على هذا التحول من قبل أنطوني شافيز، نائب رئيس Google المسؤول عن مشروع Privacy Sandbox، في تحديث نُشر يوم الثلاثاء الماضي.

يُنهي هذا التراجع مساراً معقداً بدأ منذ عام 2019، حين أعلنت Google عن مشروع Privacy Sandbox بشكل رسمي في عام 2020. وقد كانت الشركة تخطط حينها لحظر ملفات تعريف الارتباط من الطرف الثالث بشكل افتراضي، وذلك على غرار ما قامت به متصفحات منافسة مثل Safari وFirefox. وكان الهدف هو تطوير تقنيات إعلان جديدة تسمح بالاستهداف الإعلاني دون المساس بخصوصية المستخدمين.

مواضيع مشابهة

لكن الطريق لم يكن ممهداً. فقد مرت Google بسلسلة من المقترحات البديلة، إلا أن المشروع واجه تأخيرات متكررة منذ عام 2022. وقد صدرت انتقادات حادة للمبادرة من جهات متعددة، من بينها المعلنون ومناصرو الخصوصية، على اعتبار أن المشروع قد يضر بمنظومة الإعلانات أو ينتهك قوانين الخصوصية، بل وقد يتحول إلى مجرد استبدال لطريقة تتبع بأخرى، لكن تحت مظلة Google.

تعاظم الضغط التنظيمي كذلك، إذ باشرت هيئة المنافسة والأسواق البريطانية (CMA) تحقيقاً حول مقترحات Google خشية أن تعزز من هيمنتها السوقية بشكل غير عادل. وزاد من تعقيد الأمور صدور حكم قضائي أمريكي الأسبوع الماضي، أشار إلى أن Google «انخرطت عمداً في سلسلة من الممارسات المناهضة للمنافسة» في قطاع تقنيات الإعلانات، مما جعل من الصعب سياسياً وقانونياً على الشركة فرض تغيير جذري في صناعة الإعلان الرقمي عبر متصفحها ذي الحصة الأكبر عالمياً.

في تفسيره للقرار، أشار شافيز إلى تعقيدات ردود الفعل في المنظومة الرقمية. وأضاف أن شركته تشعر «بالارتياح» لتزايد اهتمام صناعة الإعلانات بالخصوصية، ما قد يقلل من الحاجة لتدخل مباشر من Google، وهو تفسير قوبل بتشكيك من بعض المراقبين.

رغم إلغاء خطة الاستغناء عن ملفات تعريف الارتباط، أكدت Google أن مشروع Privacy Sandbox لم يُغلق بالكامل. فقد أوضح شافيز أن الواجهات البرمجية المرتبطة بالمشروع ستؤدي «دوراً مختلفاً» في المرحلة المقبلة، وأن الشركة ستواصل تطوير هذه الأدوات بالتعاون مع شركاء الصناعة. كما أشار إلى أن التحسينات المرتقبة على وضع التصفح الخفي (Incognito Mode) في Chrome، بما في ذلك تحسين حجب ملفات تعريف الارتباط وإخفاء عناوين IP لمنع التتبع عبر المواقع، لا تزال قيد الإعداد ومتوقعة لاحقاً هذا العام.

بالنسبة للمستخدمين ولشبكة الإنترنت عموماً، يعني القرار استمرار الوضع القائم فيما يخص التتبع عبر ملفات تعريف الارتباط في أكثر المتصفحات استخداماً عالمياً، مع بقاء خيار تعطيلها يدوياً متاحاً في الإعدادات. وبينما يرى البعض أن هذه الخطوة أضاعت فرصة للحد من أدوات التتبع المزعجة، يخشى آخرون أن مشروع Privacy Sandbox، لو اكتمل تنفيذه، كان سيمنح Google مزيداً من التحكم، دون ضمان تحقيق فوائد ملموسة في مجال الخصوصية. وبذلك، تبقى ساحة تتبع الإعلانات عبر الإنترنت مفتوحة على احتمالات كثيرة، ومحل جدل مستمر.

شارك المحتوى |
close icon