بعد رفض الجمهور لها، فريق للفورمولا إي يطرد مؤثرة اجتماعية مولّدة بالذكاء الاصطناعي
⬤ قام فريق Mahindra Racing بإنشاء مؤثرة اجتماعية افتراضية بالذكاء الاصطناعي لتروّج جهود الفريق المتعلقة بالاستدامة.
⬤ بعد أقل من 48 ساعة من إطلاقها، اضطر الفريق إلى حذف المؤثرة الاصطناعية عن الإنترنت بسبب استياء الجمهور منها.
⬤ كان من أبرز دواعي استياء الجمهور أن المؤثرة سلبت وظيفة قيّمة من النساء في مجال لا يوظف الكثير من النساء بالأصل.
في عجلتها لركوب موجة الذكاء الاصطناعي التوليدي التي تشغل العالم حالياً، قد تغفل بعض الشركات عن التفكير جيداً في قراراتها. وهذا ما بان بوضوح عندما أطلق فريق Mahindra Racing للفورمولا إي «سفيرة مولدة بالذكاء الاصطناعي» تسمّى Ava Rose لتقوم بالتسويق لجهود الفريق المتعلقة بالاستدامة، حيث لاقت هذه الشخصية استياءً واسعاً من قاعدة جماهير الفريق لدرجة أنه تم مسحها عن الإنترنت بالكامل بعد أقل من 48 ساعة من إطلاقها.
كان وراء هذا الاستياء دواعٍ متعددة يمكن تبسيطها إلى ثلاث نقاط: بُعد Ava Rose الظاهري عن هدفها المُعلن، وفشلها في إبهار جمهورها المستهدف، وسلبها لوظيفة قيّمة من النساء الحقيقيات في مجال لا يوظف الكثير من النساء أصلاً. حيث احتجت الجماهير على كون «ملكة التكنولوجيا المستدامة» و«روبوت السباق المتمرد» (كما يسميها فريق Mahindra) لا علاقة لها برياضة الفورمولا إي ولا بجهود الاستدامة التي يُفترض أن تسوق لها.
فما يراه أي زائر لحساب Ava Rose على الإنستجرام (المحذوف الآن) هو حساب مليء بالكامل تقريباً بالصور الشخصية المعتادة من مؤثرة اجتماعية شابة، دون أي دليل على ارتباطها بسباق السيارات على الإطلاق باستثناء صورة واحدة تظهر الشخصية الاصطناعية واقفة على جانب مسار سباق وهي ترتدي شارة تظهر اسم فريق Mahindra. وحتى في وصف صورها، لا تتطرق Ava Rose أبداً إلى جهود الفريق في مجال الاستدامة، بل كانت تتكلم عن مواضيع عامة وبعيدة عن الفورمولا إي، مثل أهمية الحصول على النوم الكافي لإنعاش العقل والجسد والروح؛ ثلاثة أمور لا تمتلكها هذه الشخصية الوهمية حقاً.
بذلك، فشلت هذه المؤثرة في الوصول إلى قلوب جمهورها المستهدف، سواء كانت تستهدف محبي الفورمولا إي من الرجال أو النساء. حيث قالت هيزل ساوثويل، مراسلة تغطي رياضة الفورومولا إي منذ فترة طويلة: «تبدو صور [Ava Rose] مستوحاة من المحتوى المرعي الشائع جداً بين المؤثرين الاجتماعيين والحسابات التي تسوّق للنساء، وفي هذه الحالة تم دمج هذا المحتوى مع الصور التي توّلدها في العادة روبوتات الحبيبة الافتراضية. ومع ذلك، فإن النص المصاحب لـ[Ava Rose] لا يجذب النساء على الإطلاق.»
كان من الممكن ربما إرضاء الجمهور من النواحي المذكورة سابقاً إذا تم تقديم Ava Rose كمهندسة أو فنية في الفورمولا إي لتكون قصتها مترابطة أكثر مع دورها كسفيرة لاستدامة فريق Mahindra. ولكن سيكون من الأصعب إرضاء المعارضين لقرار توظيف امرأة افتراضية بدلاً من منح امرأة حقيقية وظيفة مهمة تساعدها على النجاح في مجال رياضات السيارات الذي نادراً ما يرّحب بالنساء عامةً.
من الصعب انكار أن دخول النساء احترافياً إلى مشهد رياضات السيارات نادر، إذ تمثل النساء أقل من 5% من السائقين النخبة في هذه الرياضة، كما يعد ما بين 10% و20% من المهندسين وأعضاء فرق السباق في الفورمولا 1 من الإناث. لذا، تعتبر فرصة العمل لدى فريق مرموق مثل Mahindra فرصة ذهبية لأي امرأة تريد العمل في المجال. فكما قالت ساوثويل: «ما يزعجني هو أنهم ليسوا مضطرين إلى اختراع شيء مثل Ava Rose. هناك نساء حقيقيات خبيرات في مجالي الاستدامة ورياضة السيارات. نحن موجودون!»
على الرغم من عدم دوام Ava Rose لمدة طويلة واستجابة فريق Mahindra السريعة لردة فعل جمهوره، إلا أن هذه الحالة تنذر بقدوم العديد من «المؤثرين الافتراضيين» على حساب البشر، لكنها تبشر أيضاً بأن الشركات ستفكر ملياً قبل استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي في جهودها التسويقية، وقد نرى في المستقبل تطبيقات أفضل وترضي الأغلبية لهذه التقنية في عالم التسويق.