بعد التوقف التقني الهائل الذي تسببت به، من هم منافسو شركة CrowdStrike؟

في أعقاب الخلل التقني، الذي وُصف بأنه من بين الأوسع في التاريخ، وجدت CrowdStrike نفسها في موضع لا تتمناه أي شركة أخرى على الإطلاق، إذ إنها الملام الأول في التوقف الكبير لعدد من المؤسسات والمرافق حول العالم، وذلك بسبب فشل تحديث برمجي لأحد أنظمتها قاد إلى عطل في حواسيب تعمل بنظام Windows من Microsoft، والتي قدرت عدد الأجهزة المتأثرة بالحادث بنحو 8.5 مليون حاسوب.

تمكنت معظم الجهات المتضررة من استعادة عملياتها التشغيلية الطبيعية خلال اليومين التاليين للحادثة، في حين لا تزال شركات أخرى تعاني لتستعيد سير عملياتها. ومن جانبها، قدمت CrowdStrike اعتذارها، وأعلنت مواصلة العمل لحل كامل المشكلة.

لم تكن المطارات أو المستشفيات أو وسائل الإعلام وحدها من تضررت من الحادث، بل يمكن القول إن الضرر الأكبر قد يكون وقع على CrowdStrike نفسها، والتي تلقت ضربة موجعة لسمعتها دون شك. وقد هبطت قيمة أسهمها على نحو بارز كنتيجة للخلل. وفي الوقت نفسه صعدت أسهم منافسيها.

في جوهرها، تختص CrowdStrike بتقديم خدمات الأمان في النقاط الطرفية، وتقصي الأخطار، والاستجابة للتهديدات الرقمية. ما يضعها كلاعب على عدة مستويات في مجال الحماية الرقمية الواسع وعالي التخصص. تأسست الشركة في العام 2011، وكانت قيمتها السوقية قبل أيام من التوقف الهائل تتجاوز 80 مليار دولا أمريكي، وذلك مع عائدات سنوية بلغت 3.28 مليار دولار في العام الماضي.

تعرف على شركة CROWDSTRIKE

واقع المنافسة

في تقاريرها وإحصاءاتها حول واقع القطاع، والمنافسين، وحصص السوق، تشير وكالات التحليل والبيانات إلى أنماط عدة من السمات التي تُجري على أساسها عمليات البحث والتحليل. ومنها، على سبيل المثال لا الحصر، كل من شركتَي Gartner وIDC، واللتان تُجمعان على هيمنة لاعبَين أساسيين في هذا المجال، بمختلف أقسامه ومستوياته، وهما Microsoft في الطليعة، وتليها CrowdStrike. ومن بعدهام عدد من اللاعبين الآخرين.

نظراً لخصوصية هذا القطاع، وتباين معالمه وتخصصاتها، فليس من السهل جمع المتنافسين في سلة واحدة. إذ إن الأمر ليس ببساطة الحديث مثلاً عن صناع الهواتف الذكية أو السيارات مثلاً. إنما يمتد ليشتمل على أسماء متنوعة، منها المعروف جيداً، ومنها المغمور كلياً.

فضلاً عن ذلك، ليس الجميع سواسية في هذا المجال، فهنالك الشركات المتخصصة، وتلك التي تحاول، ومنها التي تدخل بغرض التحدي. في الواقع، تعطي مختلف شركات التحليل والبيانات تصنيفاً جيداً يفرق بين المساهمين، حيث تميز بين قادة الفئة، واللاعبين الرئيسيين، والحاضرين بشكل عام، والمساهمين أو المغامرين. وإن ذلك لفرز موضوعي وخلاق.

بمعزل عن التعقيدات تلك، ودون التطرق إلى Microsoft، بالإمكان تمييز مجموعة من أبرز الشركات التي تنافس CrowdStrike في مختلف خدماتها في مجال الأمان والحماية والتعامل مع التهديدات. إليكم إياها.

بدائل شركة Crowdstrike في مجال أمن النقاط الطرفية

Trellix

تُعتبر من الشركات المنخرطة جزئياً في هذا المجال، وبرغم أنها حديثة العهد نسبياً إذا ما نظرنا لاسمها الحالي الذي ظهر لأول مرة في العام 2022، بيد أنها فعلياً حصيلة اندماج قسم McAfee Enterprise مع FireEye، عقب استحواذ STG على كل من الخدمتَين في 2021، بصفقتين قُدرتا بنحو 4 و1.2 مليار دولار أمريكي، على التوالي. أي أن جذور Trellix حاضرة منذ عقود في مشهد الحماية الرقمية. وهي اليوم شركة قوامها بضعة آلاف من الموظفين.

SentinelOne

تأسست في العام 2013، وقد عُرفَت سابقاً باسم Sentinel Labs، قبل الانتقال للتسمية الحالية في العام 2021. وهي تختص في تقديم الحلول المدعمة بالذكاء الاصطناعي، وتُعتبر من الشركات التي تحتل مركز الريادة في هذا القطاع، من النواحي الابتكارية والتشغيلية.

تتخذ SentinelOne مقراً لها في ولاية كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأمريكية، ويعمل فيها نحو 2,300 موظف، وتبلغ قيمتها السوقية نحو 6.8 مليار دولار أمريكي، وقد بلغت عوائدها السنوية الأخيرة نحو 674.12 مليون دولار أمريكي.

مواضيع مشابهة

Palo Alto

إحدى أعرق الشركات في المجال ومن الرواد فيه أيضاً، حيث يرجع تاريخ تأسيسها إلى العام 2005، وتقدم خدماتها في غالبية دول العالم. كما وأنها منخرطة بقوة في قطاع الحماية الرقمية، إذ تستضيف مؤتمر Ignite للأمن السيبراني، فضلاً عن أنها شريك

تبلغ القيمة السوقية للشركة، زهاء 107.14 مليار دولار أمريكي. وقد وصلت أرباحها السنوية الأخيرة إلى نحو 7.79 مليار دولار، ويعمل فيها ما يقرب من 14,000 موظفاً.

Sophos

شركة بريطانية، تأسست في العام 1985، وقد جرى الاستحواذ عليها في العام 2020 من قبل صندوق الأسهم الخاص Thoma Bravo، بصفقة بلغت قيمتها 3.9 مليار دولار أمريكي، ويعمل فيها اليوم ما يزيد عن 4,000 موظف.

تُصنف Sophos من ضمن الشركات الرائدة في الحماية الرقمية، وتأتي سمعتها في المقام الأول من مساهمتها في قطاع المؤسسات الصغيرة والحلول الفردية. وقد قامت الشركة بمجموعة متنوعة من عمليات الاستحواذ على شركات برمجيات ذات صلة بمجال الأمن السيبراني وتطبيقاته وأدواته.

Trend Micro

الكيان الأمريكي ذو الأصول التأسيسية اليابانية، والذي يرجع تاريخ بداياته إلى العام 1988. وتُقدر قيمته السوقية اليوم بنحو 6.02 مليار دولار أمريكي، مع عوائد سنوية بلغت نحو 1.77 مليار دولار في الأشهر الاثني عشر الأخيرة، وما يربو على 7,000 موظف.

مع طيف خدمات الحماية والأمان التي تقدمها للسحابة، والمخدمات، والشبكات، تفرض Trend Micro حضورها كلاعب قوي ورائد في القطاع، وتشمل قائمة زبائنها كبرى شركات التقنية، مثل Google، وAmazon، بل وحتى Microsoft نفسها. لكنها لا تحظى بالحضور البارز نفسه فيما يخص الحلول الفردية وحلول المنشآت الصغيرة.

لاعبون آخرون

تلك كانت أبرز الشركات التي تشكل مشهد المنافسة مع CrowdStrike، رفقة Microsoft طبعاً. لكنها ليست الوحيد بأي حال من الأحوال. حيث يشهد قطاع الحماية الرقمية تقديم كثير من الشركات لحلوها وتقنياتها الخاصة، في سعي منها لتنمية حصتها في سوق يتنامى بوتيرة متصاعدة وتزداد أهميته يوماً بعد يوم. وإليكم أبرز الشركات المنافسة الأخرى، والتي منها ما هو معروف جيداً للمستخدم العادي:

  • Bitdefender
  • Kaspersky
  • Cisco
  • Broadcom
  • IBM

هل المشهد مرشح للتغير؟

رغم الفداحة التي يُحاول الكثيرون إظهارها للواقعة، بيد أن تأثيرها على قطاع الحماية الطرفية الرقمية وحصص السوق لن يكون بالهائل على الأرجح. وذلك رأي ذهب إليه عدد من الخبراء والمحللين الضالعين في المجال. أقله في المدى القصير.

دون شك، ستقتنص الشركات المنافسة كل الفرص للقضم من حصة CrowdStrike، وستكون الشركة نفسها أمام عملاء لن يغفروا لها هذه السابقة إطلاقاً. لكن التغيير ليس بالسهولة التي قد يتصورها البعض. حيث إن كل الشركات المتنافسة في القطاع معرضة للخطر ذاته، وقد تكون أي منها مكان CrowdStrike في يوم من الأيام. ولحسن حظها أن هذا اليوم لم يكن يوم الخلل الكبير. لذا، فهي بالدرجة الأولى أمام فرصة لتقييم الموقف من الناحية الفنية، وتمكين حلولها، وتحديث إجراءاتها. ثم تأتي المنافسة في السوق تالياً.

من منطلق آخر، يخضع العملاء والزبائن في سوق حلول الحماية الرقمية لاعتبارات مغايرة مقارنة بالمستهلك العادي. فالشركات الكبرى تدرك جيداً أن السؤال الأكثر أهمية ـ من منظورها ـ فيما يخص تلك الأعطال التقنية أو الهجمات الكبيرة هو متى ستحدث، وليس لمَ أو كيف ستحدث. وإن تقييمها النهائي سيرتبط في المقام الأول بكيفية استجابة شركة الحماية ومدى فعاليتها وشفافيتها.

شارك المحتوى |
close icon