بعد اعتراضات واسعة، BMW توقف الاشتراك المدفوع للمقاعد المدفئة في سياراتها
⬤ كانت BMW إحدى أولى الشركات التي تقدم خدمة اشتراك شهري لتفعيل ميزات موجودة أصلاً في سياراتها مما أغضب المالكين.
⬤ كان الاشتراك يتيح للمستخدمين ميزة تدفئة المقاعد، لكن عتاد التدفئة موجود أصلاً في السيارة مع الاشتراك أو بدونه.
⬤ ألغت الشركة الاشتراك بالمقاعد المدفئة، لكنها ستستمر بتقديم اشتراكات مشابهة، لكن مع إتاحة خيار الشراء مرة واحدة أيضاً.
لا ريب أنّ شركة BMW قد تلّقت في العام الماضي وابلاً من الانتقادات الشديدة من وسائل الإعلام والعملاء على حد سواء، وذلك بسبب قرارها المفاجئ باعتماد اشتراك شهري مقابل خاصيّة تدفئة المقاعد. وصحيح أنّ هذه الخاصية ليس الوحيدة المتاحة للاشتراك أمام العملاء، لكنها ولا شك أثارت حفيظتهم أكثر من الخيارات الأخرى، لا سيما أنها تتعلق بأجهزة موجودة فعلاً في السيارة منذ خروجها من المصنع. وكان من الطبيعي أن تتوالى انتقادات العملاء المستمرة على هذا العرض المجحف بنظرهم، مما اضطر الشركة في نهاية المطاف إلى التخلي عن فرض رسوم متكررة على الوظائف الخاصة بأجهزة موجودة أصلاً في السيارة.
وكان بيتر نوتا، مدير التسويق في شركة BMW، قد تحدّث لموقع Autocar قائلاً: “ما توقفنا عن فعله الآن هو توفير خاصية تدفئة المقاعد مقابل اشتراكات شهرية. فنحن نوفرها مع السيارة في مرحلة التصنيع، وللعميل الخيار بالحصول عليها أو تركها”.
وعلى العموم لم تُقدِم شركة BMW على هذه الخطوة لرغبتها في فرض رسوم شهرية على العملاء مقابل الحصول على مقاعد مدفأة فقط، وإنما لرغبتها أيضاً في تبسيط عملية الإنتاج وخفض نفقات التصنيع عبر تركيب مقاعد مدعومة بأجهزة التدفئة مسبقاً في كل سيارة. ومن هذا المنطلق يستطيع المالك الذي اشترى السيارة من المصنع دون تعيين خاصية المقاعد المدفأة أن يفتح هذه الخدمة لاحقاً عبر اشتراك شهري أو شرائها بشكل دائم.
ويعلق نوتا على هذه المسألة: “كنا نظنّ أننا نسدي خدمة للعميل عبر إتاحة المجال أمامه لتفعيل هذه الخدمة لاحقاً، لكن يبدو أن المستخدمين لم يستسيغوا هذه الفكرة كثيراً. فالناس يظنون أنهم يدفعون مبلغاً مضاعفاً، وهذا الأمر ليس صحيحاً في الحقيقة. ولكن تصورهم للمسألة أصبح واقعاً، لذلك وجب علينا إيقاف خاصية الاشتراكات”.
في المقابل لا يمكن إنكار أنّ شركة BMW قد جنت أموالاً كثيرة مقابل الاشتراك بخاصية تدفئة المقاعد؛ فهذه الخطوة ساهمت في خفض نفقات الإنتاج، فأصبحت صناعة كل سيارة أرخص تكلفة من السابق. بيد أن انخفاض التكاليف لم ينعكس قط على المشترين، فلم تنخفض أسعار التجزئة الموصى بها من الشركة.
ويعني هذا الأمر أنّ العملاء كان يدفعون ثمن خاصية تدفئة المقاعد، سواء كانوا يريدونها أم لا. وفي ذلك الوقت لم تفرض الشركة رسوماً إضافية مقابل خدمة موجودة أصلاً في السيارة فحسب، وإنما أخضعتها كذلك لفواتير الاشتراك، دون أن تكترث بأن هذه الخدمة ليست إلّا أجهزة ثابتة في السيارة غير مصممة للتعديل أو التحسين في المستقبل.
ولا ريب أن عملاء الشركة أبدوا امتعاضاً شديداً من هذه الخطوة، غير أن الجانب الإيجابي يتجلى في التزام BMW برغبة عملائهم وجمهورهم، فأوقفوا هذه الخاصية، وإن كان بعض أعضاء مجلس الإدارة لا يدركون حتى الآن أصل الغضب العارم ومنشأه.
وعلى العموم تقول شركة BMW إنها ستواصل توفير الخدمات المقدمة للعملاء مقابل اشتراكات، على أن يقتصر الأمر على خيارات البرامج في السيارات، مثل مساعد السائق وخدمات المساعدة الرقمية وما شابهها. وللعملاء طبعاً حرية الخيار في دفع رسوم اشتراك شهرية مقابل هذه الخدمات أو دفع المبلغ مقدماً للحصول عليها.