بعد إنفاق عشرات مليارات الدولارات، زوكربيرج يتراجع عن إصراره الشديد على الميتافيرس
بعد إنفاق عشرات مليارات الدولارات على مشروع الميتافيرس والترويج له باعتباره «المشروع الكبير التالي» والتأكيد مراراً على أنه سيبرر التكلفة في النهاية، يبدو أن الحلم قد انتهى. فوفقاً لتقارير حديثة، بدأ مارك زوكربيرج، مؤسس ورئيس شركة ميتا، بالتراجع عن رؤيته الأكثر طموحاً سابقاً. كان هذا المشروع يشكل هوية ميتا لفترة من الزمن، بل كان سبب إعادة تسمية الشركة من فيسبوك إلى ميتا. أما الآن فقد يكون الميتافيرس في طريقه إلى فقدان موقعه المركزي داخل الشركة.
تغطي وحدة Reality Labs عدداً من أقسام عمليات الواقعين الافتراضي والمعزز في ميتا، ولكن تقريراً أخيراً من بلومبرغ يشير إلى أن مجالين سيشهدان أكبر التخفيضات: Horizon Worlds والواقع الافتراضي. ويستعد زوكربيرج لخفض ميزانية Reality Labs بنسبة 30%، على أن تبدأ التخفيضات في وقت مبكر من يناير 2026.
وأكد متحدث باسم ميتا بعض جوانب التقرير، موضحاً أن الشركة تعيد توجيه جزء من استثماراتها من مجموعة الميتافيرس نحو نظارات وأجهزة قابلة للارتداء مدعومة بالذكاء الاصطناعي، أملاً في البناء على الزخم الحالي في هذا السوق. وقد كثفت Meta جهودها مؤخراً في مجال النظارات الذكية، إذ قدمت في سبتمبر الجيل الثاني من Ray-Ban Meta وOakley Meta Vanguard وMeta Ray-Ban Display.
وقد رحب السوق سريعاً بهذا التحول، إذ ارتفع سهم Meta. ومنذ أن بدأت الشركة بالإفصاح عن أرباح Reality Labs في الربع الرابع من عام 2020، سجل القسم خسائر تشغيلية إجمالية تتراوح بين 70 و75 مليار دولار.
كان زوكربيرج يقول باستمرار إن صناعة الميتافيرس ستصل قيمتها إلى مليارات وربما تريليونات الدولارات بعد عام 2030. حتى إن ميتا كلفت بإعداد تقرير في عام 2023 قدر أن الميتافيرس يمكن أن يضيف 760 مليار دولار إلى الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي بحلول عام 2035. لكن ومع التطورات الحالية، تبدو هذه الأهداف بعيدة عن الواقع.
الآن، أدى صعود الذكاء الاصطناعي التوليدي إلى تغيير بوصلة القطاع التقني بالكامل. فبينما يجذب الذكاء الاصطناعي اهتمام الصناعة، تراجع الحماس لعالم افتراضي كامل غامر بشكل حاد. وتستثمر ميتا مليارات في الذكاء الاصطناعي، إذ رفعت الشركة توقعات إنفاقها الرأسمالي لعام 2025 إلى نحو 70 إلى 72 مليار دولار، متجهة في معظمها نحو بنية الذكاء الاصطناعي التحتية، بما في ذلك مراكز البيانات ومعدات الحوسبة والخدمات السحابية والأنظمة المرتبطة بها.
وقد دفع حجم الإنفاق على الذكاء الاصطناعي البعض إلى التحذير من فقاعة أو على الأقل من الإفراط في الإنفاق. ومع ذلك يتبنى زوكربيرج موقفاً متساهلاً تجاه هذه المخاطر. ففي سبتمبر قال: «إذا انتهى بنا الأمر إلى إنفاق مئات مليارات الدولارات بشكل غير موفق، فسوف يكون ذلك مؤسفاً جداً بالتأكيد، لكن ما أود قوله هو أنني أعتقد أن المخاطرة أكبر في الجانب الآخر.»





















